حقق برشلونة فوزًا مثيرًا على غريمه الأزلي ريال مدريد بأربعة أهداف مقابل ثلاثة في مباراة كلاسيكو مشتعلة احتضنها ملعب مونتجويك ضمن منافسات الجولة 35 من الدوري الإسباني، وبهذا الانتصار اقترب الفريق الكتالوني خطوة كبيرة نحو استعادة لقب الليغا بعدما وسّع الفارق مع ريال مدريد إلى سبع نقاط قبل ثلاث جولات فقط من ختام الموسم، لتتعالى آمال جماهيره بتحقيق اللقب الثامن والعشرين في تاريخه.
بدأت المباراة بقوة من جانب ريال مدريد الذي نجح في تسجيل هدفين مبكرين عبر النجم الفرنسي كيليان مبابي الذي هز الشباك من ركلة جزاء في الدقيقة الخامسة ثم أضاف الهدف الثاني بتسديدة قوية في الدقيقة 14، غير أن برشلونة رفض الاستسلام وردّ سريعًا بتقليص الفارق من كرة رأسية للمدافع إيريك غارسيا في الدقيقة 19، ثم أدرك التعادل بهدف رائع من الشاب لامين يامال في الدقيقة 32، لتبدأ صحوة هجومية كاسحة عزّزها البرازيلي رافينيا بتسجيل الهدفين الثالث والرابع في الدقيقتين 34 و45 وسط ذهول جماهير الملكي.
وفي الشوط الثاني حاول ريال مدريد العودة إلى أجواء اللقاء، ونجح مبابي في تسجيل هدفه الثالث في الدقيقة 70 ليكمل الهاتريك ويقلّص الفارق إلى 4-3، لكن محاولات الفريق الأبيض اصطدمت بدفاع صلب وتألق كبير من الحارس الكتالوني، ورغم أن الريال سجّل هدفًا رابعًا في اللحظات الأخيرة إلا أنه أُلغي بداعي التسلل، ليخرج برشلونة بانتصار ثمين قرّبه كثيرًا من حسم لقب الدوري رسميًا في قادم الجولات.
وأعرب المدرب هانسي فليك عن سعادته الكبيرة بالأداء والنتيجة، مؤكدًا أن اللاعبين استجابوا للتحدي وأظهروا شخصية قوية بعد الخروج الأوروبي الأخير، مشيرًا إلى أن العمل لم ينتهِ بعد وأن الفريق بحاجة لمزيد من التركيز لضمان حسم اللقب رسميًا، من جانبه أشار لامين يامال إلى أن الفوز على الريال في هذا التوقيت مثّل دفعة نفسية هائلة بعد الإحباط الأخير، معتبرًا أن الجماهير كانت عنصرًا حاسمًا في العودة من التأخر وتحقيق الانتصار.
ومن جهته، أقرّ المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي بأن فريقه ارتكب أخطاء دفاعية جسيمة كلفته المباراة، مبينًا أن الأداء الهجومي لم يكن كافيًا لتفادي الهزيمة بسبب سوء التمركز وسرعة الهجمات المرتدة التي استغلها برشلونة بذكاء، وأكد أن الفريق سيقاتل حتى النهاية رغم تضاؤل فرص التتويج، مشددًا على أهمية إنهاء الموسم بأفضل صورة ممكنة وتحفيز اللاعبين للاستعداد للموسم القادم.
وبهذا الفوز، يكون برشلونة قد تفوّق على ريال مدريد في جميع المواجهات الرسمية هذا الموسم، ويكفيه الآن تحقيق انتصار واحد في مبارياته الثلاث المتبقية للتتويج رسميًا باللقب، وهو ما يجعله يترقب بفارغ الصبر مباراة الديربي المقبلة أمام إسبانيول، بينما يواجه الريال ضغطًا نفسيًا كبيرًا بعد تبخر آماله محليًا رغم الأداء المميز من نجومه وعلى رأسهم مبابي، لتبقى الجماهير المدريدية تترقب ردّ الفعل في ختام الموسم.
