رعاية الحجاج

بطائرة إخلاء طبي.. حاج عراقي يُنقل من عرفات إلى مدينة الملك عبدالله

كتب بواسطة: محمد اسعد |

أنقذ تدخل طبي طارئ حياة حاج عراقي بعد تعرضه لأزمة قلبية حادة أثناء وجوده في مشعر عرفات، في مشهد يجسد فاعلية نظام الرعاية العاجلة التابع لنموذج الرعاية الصحية السعودي، والذي أثبت كفاءته العالية في التعامل مع الحالات الطارئة خلال موسم الحج، ويعد هذا الإنقاذ جزءًا من الجهود المتكاملة التي تبذلها وزارة الصحة السعودية لتوفير أقصى درجات الحماية والرعاية لضيوف الرحمن، مستفيدة من بنية تحتية طبية متقدمة ومنظومة تنسيق عالية الاحتراف.

بدأت القصة عندما شعر الحاج العراقي بألم حاد ومفاجئ في الصدر أثناء وجوده على صعيد عرفات، ما استدعى نقله فورًا إلى مستشفى شرق عرفات، هناك، باشر الطاقم الطبي بإجراء الفحوصات اللازمة بشكل عاجل، وتبين من خلال التشخيص وجود انسداد حاد في الشرايين التاجية، وهي حالة حرجة تستوجب تدخلاً سريعًا لتفادي المضاعفات التي قد تهدد الحياة في غضون دقائق.
إقرأ ايضاً:"webook.com" توقف بيع التذاكر وتعيد الأموال بعد قرار المجانيةالنور التخصصي يسجل قصة إنقاذ جديدة لحاجة في موسم الحج

ولم تمضِ سوى لحظات حتى فُعلت الإمكانات المتقدمة التي وفرتها وزارة الصحة في مواقع المشاعر، حيث تم تنفيذ قسطرة قلبية طارئة باستخدام جهاز القسطرة القلبية المتنقل، وهو أحد الأجهزة الحديثة التي أدخلتها الوزارة إلى الخدمة ضمن خطة الاستجابة السريعة لحالات الطوارئ، مكّن هذا التدخل الفوري الطاقم الطبي من إزالة الانسداد واستعادة تدفق الدم إلى القلب، مما أنقذ حياة المريض بشكل مباشر.

ورغم نجاح القسطرة في تثبيت الحالة، فقد استدعت الحاجة إلى نقل الحاج العراقي إلى مركز طبي متقدم لمتابعة الحالة تحت إشراف فرق متخصصة، وهنا جاءت الاستجابة الجوية من خلال إجلاء طبي طارئ عبر طائرة مخصصة لنقل الحالات الحرجة إلى مدينة الملك عبدالله الطبية بالعاصمة المقدسة، التي تُعد من أبرز المراكز المرجعية ضمن تجمع مكة المكرمة الصحي، وقد تم النقل بسلاسة وسرعة، وسط تنسيق دقيق يضمن استمرارية الرعاية دون أي انقطاع.

في مدينة الملك عبدالله الطبية، خضع المريض لمزيد من الفحوصات والرعاية التخصصية التي ساهمت في استقرار وضعه الصحي، حيث يخضع حاليًا لمتابعة مكثفة من قبل استشاريي القلب، وأكدت مصادر طبية أن الحالة أصبحت مستقرة، مشيرة إلى أن سرعة الاستجابة والتنسيق بين الفرق الطبية كانا العاملين الحاسمين في إنقاذ حياة الحاج.

ويعكس هذا الحادث النجاح العملي لنموذج الرعاية الصحية الذي تطبقه المملكة في موسم الحج، حيث يُعد واحدًا من أكبر وأعقد النماذج التشغيلية على مستوى العالم، وتؤكد وزارة الصحة السعودية أن خططها الطارئة تشمل انتشار فرق طبية مدربة، وتوفير تجهيزات متقدمة، وتفعيل النقل الجوي والإخلاء السريع للحالات الحرجة، بما يتماشى مع أعلى المعايير العالمية للرعاية في أماكن التجمعات الكبرى.

وتحظى هذه الجهود بإشادة واسعة من مختلف الوفود الطبية المشاركة في الحج، حيث يُنظر إلى النموذج السعودي في الرعاية الصحية على أنه نموذج فريد من نوعه، يجمع بين الكفاءة والسرعة والتخصص، كما تسلط قصة الحاج العراقي الضوء على المستوى العالي من الجاهزية الذي وصلت إليه المملكة، والتي تسعى في كل موسم إلى تقديم أفضل تجربة طبية ممكنة لضيوف الرحمن، مستندة إلى بنية تحتية صحية مدروسة واستراتيجية واضحة للرعاية المتكاملة.

ومع تواصل مناسك الحج، تؤكد وزارة الصحة جاهزيتها الكاملة للتعامل مع أي حالات طبية طارئة قد تطرأ، سواء كانت مرتبطة بأمراض مزمنة أو ناتجة عن الإجهاد والظروف المناخية، وتدعو الوزارة الحجاج إلى الالتزام بالإرشادات الصحية، والتوجه فورًا لأقرب مركز طبي عند الشعور بأي أعراض غير طبيعية، مؤكدة أن جميع الخدمات تقدم مجانًا وبأعلى جودة، تحقيقًا لرسالة المملكة في خدمة ضيوف الرحمن.