منصة بصير

ثورة رقمية في المشاعر المقدسة "بصير" يعيد تعريف إدارة الحشود!

كتب بواسطة: سعد الحكيم |

في خطوة تعكس التقدم الكبير الذي أحرزته المملكة العربية السعودية في مجال التحول الرقمي، أثمرت منصة "بصير" التي طورتها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" بالتعاون مع وزارة الداخلية، عن إرساء منظومة تقنية متقدمة تسهر على راحة وأمن ضيوف الرحمن خلال موسم الحج، وتُعد علامة فارقة في استخدام الذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسان في أحد أكثر مواسم العالم ازدحامًا وحساسية.

وتعمل المنصة بخوارزميات ذكية تعتمد على تقنيات الرؤية الحاسوبية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، لتكون عينًا يقظة تتابع المشهد في الحرمين الشريفين لحظة بلحظة، ترصد، تحلل، وتبلغ الجهات المعنية بما يستوجب التدخل الفوري، في إطار من التنسيق العالي والتكامل بين الجهات الأمنية والتنظيمية المختلفة، هذا التكامل مكّن المنصة من أداء أدوار محورية في تنظيم الحشود والتعامل مع مختلف الحالات التي قد تطرأ في أوقات الذروة.
إقرأ ايضاً:أكثر من 5.5 ملايين قراءة إلكترونية لبطاقة "نسك" خلال موسم الحجعبد الرحمن الفريح يكشف تفاصيل تعاقد الهلال مع نجم نابولي أوسيمين

وأسهمت "بصير" في الحد من حالات الفقد بين الحجاج، كبارًا وصغارًا، من خلال قدرتها على تحديد مواقع الأفراد المفقودين وإرشاد ذويهم إليهم في وقت وجيز، ما ساعد على تقليص زمن القلق والانتظار، وأعاد الطمأنينة لقلوب الأسر.

كما أظهرت المنصة فعالية كبيرة في التنبؤ بمناطق الكثافة وتوجيه تدفق الحشود بما يحقق انسيابية الحركة، ويحفظ للمصلين أجواء الخشوع والسكينة داخل الممرات والساحات.

واستندت المنصة إلى بنية تقنية متينة وفريق عمل متخصص قادر على الاستجابة اللحظية، وتوجيه الموارد في الوقت والمكان المناسبين، بما يقلل من احتمالية وقوع الحوادث أو الازدحام الشديد.

وتبرز هنا أهمية الجانب الاستباقي الذي وفرته "بصير"، إذ مكّنت الجهات المعنية من اتخاذ قرارات دقيقة تعتمد على بيانات آنية وتحليلات فورية، مما عزز من كفاءة الأداء على أرض الواقع.

وتعكس هذه المنصة فلسفة المملكة في دمج التقنية مع البُعد الإنساني، وتحويل الذكاء الاصطناعي من مجرد أداة تحليلية إلى عنصر فعّال يواكب الروحانية التي تطغى على موسم الحج، إذ لم تكتفِ "بصير" بدور رقابي تنظيمي فحسب، بل أسهمت في توفير بيئة آمنة تُراعي قدسية المكان والزمان، وتُلبي احتياجات الحجيج في أجواء يسودها الاطمئنان.

وتُعد "بصير" اليوم شاهدًا على جدوى تسخير التقنيات المتقدمة في أقدس بقاع الأرض، ومثالًا يُحتذى به في تطبيقات الذكاء الاصطناعي ذات الطابع الإنساني، حيث باتت التكنولوجيا حليفًا في خدمة الإيمان، لا مجرد أداة رقابية، ويأتي هذا الإنجاز امتدادًا لرؤية المملكة 2030، التي أولت التحول الرقمي مكانة بارزة، ووضعت في مقدمة أولوياتها خدمة الإنسان وكرامته، خاصة في مناسبات دينية بحجم الحج.

ويؤكد هذا التطور التزام المملكة الراسخ بتقديم موسم حج يليق بضيوف الرحمن، ويعكس توجيهات القيادة الرشيدة – أيدها الله – في توفير تجربة إيمانية متكاملة، مدعومة بأحدث ما وصلت إليه التقنية من حلول مبتكرة تضع الإنسان أولًا، وتكرّس الجهود كافة لخدمته.