كسوة الكعبة

نيابة عن خادم الحرمين.. نائب أمير مكة يُسلم كسوة الكعبة لسدنتها

كتب بواسطة: بدور حمادي |

نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، سلّم نائب أمير منطقة مكة المكرمة ونائب رئيس اللجنة الدائمة للحج والعمرة، الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز، كسوة الكعبة المشرفة لسدنة بيت الله الحرام، في مراسم احتفالية تعكس ما توليه القيادة السعودية من اهتمام بالغ بالحرمين الشريفين، وتقديرها للعناية الدقيقة بالتقاليد الدينية التي تُشكل جزءًا لا يتجزأ من هوية الأمة الإسلامية.

وقد تم توقيع محاضر التسليم الرسمية بين وزير الحج والعمرة ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، الدكتور توفيق الربيعة، ونائب كبير سدنة بيت الله الحرام، عبدالملك بن طه الشيبي، في مشهد يعكس رمزية اللحظة وقدسيتها، كونها ترتبط بأحد أقدس الشعائر الإسلامية المرتبطة بالكعبة المشرفة.
إقرأ ايضاً:ثورة رقمية في المشاعر المقدسة "بصير" يعيد تعريف إدارة الحشود!نقلة نوعية القادسية يستهدف جوهرة باستيا لتعزيز خط الهجوم!

تُعد كسوة الكعبة المشرفة من أبرز الرموز الدينية التي تحظى باهتمام خاص من القيادة السعودية، حيث تُصنع سنويًا وفق معايير دقيقة ومواصفات فنية عالية، في مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة، وهو المعمل المتخصص الذي يحتضن نخبة من الحرفيين المهرة الذين ينسجون هذه الكسوة بأياديهم، باستخدام أجود أنواع الحرير الطبيعي المصبوغ باللون الأسود، والمطرّز بخيوط الذهب والفضة.

يبلغ ارتفاع ثوب الكعبة 14 مترًا، بينما يتوسطه في الثلث العلوي حزام مذهّب يبلغ عرضه 95 سنتيمترًا وطوله 47 مترًا، يتكوّن من 16 قطعة مطرّزة بتشكيلات هندسية وزخارف إسلامية تم تصميمها بعناية لتعكس قدسية المكان وهيبته، ويتم تثبيت الكسوة بعناية فائقة في مشهد سنوي يُتابعه المسلمون من جميع أنحاء العالم، لما له من رمزية عظيمة.

تأتي هذه المراسم كجزء من الاستعدادات الفنية والإدارية لاستبدال الكسوة في غرة محرم من كل عام هجري، وهذه السنة في مستهل عام 1447هـ، ما يُجسّد التنظيم الدقيق الذي تتبعه الجهات المعنية لضمان أن تتم العملية بأعلى درجات الكفاءة والجودة، في وقت يتزامن مع استعدادات موسم الحج وانطلاق عام هجري جديد.

ويُعَدّ هذا الحدث امتدادًا لنهج المملكة العربية السعودية في رعاية الحرمين الشريفين، حيث تحرص الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين على أن تظل الكعبة المشرفة في أبهى صورة، تعبيرًا عن مكانتها في قلب العالم الإسلامي، وترسيخًا لمكانة المملكة بصفتها خادمة للحرمين الشريفين.

كما أن عملية تسليم الكسوة وتوقيع محاضرها لا تُعد إجراءً إداريًا فقط، بل هو تقليد ديني راسخ له دلالاته الرمزية، حيث يُمثّل هذا الحدث نقطة التقاء بين الإرث الديني العريق والممارسات المؤسسية الحديثة التي تتبعها المملكة لضمان سير كل خطوة من خطوات العناية بالحرمين وفق أسس علمية وتنظيمية دقيقة.

وتُبرز هذه المناسبة ما تشهده مؤسسات الحرمين الشريفين من تطوير واهتمام مستمر، يتجلى في جودة الخامات، ودقة الصناعة، والاهتمام بالتفاصيل التي تُحاكي عراقة التاريخ وتُلائم روح العصر، لتبقى الكعبة المشرفة رمزًا للوحدة الإسلامية ومركزًا للروحانية على مدار العام.