في تطور مؤلم هزّ مشاعر السعوديين والمتابعين في أنحاء العالم العربي، كشفت السفارة السعودية في تركيا عن تفاصيل حادثة سقوط طفل سعودي في نهر «هالديزان» بمنطقة «أوزونغول» التابعة لمحافظة طرابزون شمال تركيا، الواقعة التي جذبت اهتماماً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، حدثت في واحدة من أبرز الوجهات السياحية التي يرتادها السعوديون، ما أضفى على الحادثة بعداً إنسانياً مؤثراً دفع الكثيرين لمتابعة التفاصيل والدعاء بالسلامة للطفل المفقود.
في بيان رسمي صدر الأربعاء الماضي، أكدت السفارة السعودية في أنقرة أنها تحركت فور وقوع الحادث، حيث باشرت بالتنسيق المباشر مع عائلة الطفل، وأجرت تواصلاً سريعاً مع السلطات التركية المختصة، وهذا التحرك العاجل يعكس مدى اهتمام السفارة بأبناء الجالية السعودية في الخارج وحرصها على تقديم الدعم والمساندة في كل الظروف، خاصة في الحالات الطارئة التي تمس الأرواح والمشاعر.
ولم تتأخر السلطات التركية في الاستجابة، إذ أبدت تعاوناً سريعاً مع السفارة السعودية، وبدأت على الفور تنفيذ عمليات بحث موسعة في محيط النهر والمنطقة المحيطة، وشاركت في عمليات البحث فرق إنقاذ مختصة مدعومة بمعدات وتقنيات ميدانية متقدمة، في مسعى للعثور على الطفل المفقود بأسرع وقت ممكن، وهذا التعاون يعكس متانة العلاقات الثنائية بين المملكة وتركيا، وخاصة في الجوانب الإنسانية.
السفارة السعودية بدورها أبدت امتنانها البالغ للجهات التركية، مشيدة بسرعة التجاوب والجهود التي بذلتها فرق الإنقاذ المحلية، وقد أكدت السفارة في بيانها الرسمي أن عمليات البحث ما زالت مستمرة على مدار الساعة، مع التنسيق الكامل بين الجانبين السعودي والتركي، وهو ما يعطي بصيص أمل لعائلة الطفل وكل المتابعين بأن النهاية قد تكون سعيدة رغم قسوة اللحظة.
وفي ظل تعقيدات التضاريس والطبيعة الجغرافية للمنطقة، فإن مهمة البحث عن الطفل تبدو شاقة ومعقدة، إلا أن السلطات التركية تبذل أقصى ما لديها من إمكانات وخبرات، وحرصت السفارة السعودية على التأكيد بأنها تتابع تفاصيل الحادثة أولاً بأول، وأنها لن تدّخر جهداً في سبيل دعم العائلة السعودية المتضررة في هذه المحنة العصيبة.
أوزونغول، التي وقعت فيها الحادثة، تُعد من أبرز المقاصد السياحية التي يزورها السعوديون والخليجيون، خاصة في فصل الصيف، لما تتمتع به من طبيعة ساحرة وهواء نقي ومناخ معتدل، إلا أن الحادث المؤلم أعاد إلى الأذهان أهمية اتخاذ إجراءات السلامة والاحتياط في مثل هذه المواقع الطبيعية، لا سيما عند التنقل مع الأطفال أو خلال ممارسة الأنشطة القريبة من المياه.
وعلى مواقع التواصل، تصدرت قصة الطفل قائمة المواضيع الأكثر تداولاً، حيث تفاعل المغردون مع الحادثة بالدعاء للطفل وعائلته، وعبروا عن ثقتهم في الجهود المبذولة من قبل السفارة السعودية والسلطات التركية، وكثيرون أعربوا عن ألمهم لما حدث، مطالبين بزيادة التوعية حول مخاطر المناطق الطبيعية، ودعوا لتوفير مزيد من الإرشادات الأمنية للسياح السعوديين في الخارج.
واختتمت السفارة السعودية بيانها بالتضرع إلى الله أن تكلل جهود البحث بالنجاح، مجددة التزامها الكامل بمتابعة الحادثة لحظة بلحظة، وضمان توفير كل أشكال الدعم اللازم للعائلة، مؤكدة أن رعاية المواطنين السعوديين في الخارج تظل على رأس أولوياتها في جميع الأوقات.