السدو.. تراث ينسج الهوية

السدو يتألق في عام الحرف اليدوية ويُجسّد الهوية الثقافية السعودية

كتب بواسطة: حكيم حميد |

تواصل حياكة السدو في منطقة الحدود الشمالية نسج خيوط الأصالة والهوية الثقافية، بوصفها إحدى أعرق الحرف اليدوية في التراث السعودي، تمارسها نساء البادية بخبرة متوارثة تجسّد ارتباط الإنسان ببيئته الصحراوية ومكوناتها الطبيعية. ويُعد السدو فنًا بصريًا يعكس رموز حياة الصحراء في شكل زخارف هندسية وألوان تراثية نابضة بالحياة.

ويعتمد هذا الفن على خامات محلية صرفة، تشمل صوف الغنم، وشعر الماعز، ووبر الإبل، حيث تمر عملية الإنتاج بعدة مراحل تبدأ بجزّ الصوف وتنظيفه وغزله، تليها مرحلة الصباغة التي تُستخدم فيها مواد طبيعية كالزعفران والحناء وجذور الأشجار، لتكتمل الحياكة بنسيج غني يروي حكاية الصحراء بعناصرها الرمزية.
إقرأ ايضاً:لهذا السبب .. دوران يغادر النصر إلى فنربخشة بعد صفقة بـ 90 مليون يوروبعد "هبوط" فريقه لديون تتجاوز 500 مليون يورو.. نجم فرنسي كبير يجد "ملاذاً آمناً" في هذا النادي السعودي

وفي عام 2020، أدرجت المملكة العربية السعودية فن السدو ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي في منظمة اليونسكو، ما عزّز من حضوره العالمي وأبرز قيمته في حفظ الهوية الوطنية. كما استُلهِمت عناصره البصرية في شعارات وطنية بارزة مثل شعار قمة العشرين التي استضافتها المملكة، وشعار "إكسبو الرياض 2030"، تأكيدًا على رمزيته في المشهد الثقافي الحديث.

ولم تقتصر الجهود على التوثيق فقط، بل شملت تنظيم فعاليات نوعية مثل مهرجان "ليالي السدو" في مدينة عرعر، الذي جمع بين المعرض الفني والأكاديمية التعليمية والركن التوثيقي لتطور هذه الحرفة، إضافة إلى مشاركة الحرفيات في مهرجانات وطنية وعالمية مثل "السمن الدولي" و"الخزامى"، ما يعكس إحياءً حيًّا لهذا التراث في الأوساط المحلية والدولية.

ويكتسب السدو أهمية إضافية في ظل إعلان مجلس الوزراء السعودي تخصيص عام 2025 عامًا للحرف اليدوية، في خطوة استراتيجية تهدف إلى دعم الحرفيين وتمكينهم اقتصاديًا، وتحويل مهاراتهم المتوارثة إلى فرص تنموية واعدة، تنسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في جعل الثقافة رافدًا أساسيًا من روافد التنمية المستدامة.