ماركو سيلفا يقطع الشك باليقين.

ماركو سيلفا يقطع الشك باليقين: لست في طريق الهلال الآن

كتب بواسطة: محمد مكاوي |

في ظل تصاعد التكهنات حول مستقبل دكة بدلاء نادي الهلال السعودي، خرج البرتغالي ماركو سيلفا، المدير الفني الحالي لفولهام الإنجليزي، لينهي حالة الجدل التي أُثيرت مؤخرًا بشأن إمكانية توليه قيادة "الزعيم" خلال المرحلة المقبلة، لا سيما مع اقتراب انطلاق كأس العالم للأندية، التي تستضيفها الولايات المتحدة الشهر المقبل.

وأكد سيلفا، في تصريحات إعلامية نقلتها وسائل إعلام رياضية، أنه باقٍ مع فريقه الإنجليزي، موضحًا أن عقده مع فولهام لا يزال ساريًا لموسم آخر، وأضاف: "من الممكن أن أدرب في منطقة الخليج في المستقبل، لكن في الوقت الحالي لدي عقد مع فولهام لمدة عام آخر"، وجاء تصريح سيلفا كرد مباشر على ما تداولته تقارير إعلامية خلال الأيام الماضية بشأن وجوده على رأس قائمة المرشحين لخلافة مواطنه جورجي جيسوس في تدريب الهلال، خاصة بعد النتائج المتذبذبة التي شهدها الفريق في الأسابيع الأخيرة، والتي أثارت تساؤلات حول مستقبل الجهاز الفني للفريق الأزرق.

وكانت مصادر مقربة من إدارة الهلال قد أشارت في وقت سابق إلى وجود تحركات سريعة للبحث عن مدرب ذي خبرة دولية لقيادة الفريق في كأس العالم للأندية، بهدف تقديم أداء مشرف يليق بتاريخ النادي الآسيوي العريق، وهو ما دفع البعض إلى وضع سيلفا في دائرة الضوء بالنظر إلى سجله التدريبي في الدوري الإنجليزي.

وفي خطوة سريعة لتأمين الاستقرار الفني خلال المرحلة الراهنة، أعلنت إدارة نادي الهلال إسناد مهمة تدريب الفريق الأول إلى النجم السابق محمد الشلهوب حتى نهاية الموسم، وتأتي هذه الخطوة كحل مؤقت، يمنح الإدارة مزيدًا من الوقت لدراسة الخيارات المتاحة بعناية بعيدًا عن ضغوط الوقت قبل انطلاق البطولة الدولية المرتقبة.

ويُعد الشلهوب من الأسماء التي تحظى باحترام واسع داخل أروقة النادي، نظرًا لتاريخه الطويل بقميص الهلال كلاعب، حيث قضى أكثر من عقدين داخل النادي حقق خلالها العديد من البطولات المحلية والقارية، كما يمتلك الشلهوب خلفية تدريبية جيدة، بعد أن خاض دورات تدريبية متخصصة في أوروبا، وسبق له العمل ضمن الطاقم الفني للفئات السنية بالنادي.

ويمثل اقتراب انطلاق كأس العالم للأندية تحديًا كبيرًا أمام الهلال، الذي يطمح إلى تحقيق مشاركة استثنائية تُضاف إلى سجله الحافل، إذ ستكون النسخة المقبلة من البطولة، والمقامة في الولايات المتحدة، فرصة سانحة للنادي لإثبات جدارته عالميًا، خصوصًا بعد أن عزز صفوفه بعدد من النجوم البارزين في الآونة الأخيرة، ومن المتوقع أن يواجه الهلال منافسة شرسة من أندية عالمية تمثل نخبة القارات، ما يضع الجهاز الفني والإداري أمام مسؤوليات جسام لتجهيز الفريق بأفضل صورة ممكنة.

ويُعد ماركو سيلفا من الأسماء البارزة في عالم التدريب الأوروبي، إذ بدأ مسيرته التدريبية في البرتغال، ولفت الأنظار بسرعة بأسلوبه الهجومي المنظم وقدرته على استخراج أفضل ما لدى لاعبيه، وسبق له الإشراف على عدد من الأندية في إنجلترا، أبرزها هال سيتي، واتفورد، وإيفرتون، قبل أن يستقر في فولهام حيث ساهم في إعادة الفريق إلى البريميرليغ وصنع له شخصية تنافسية قوية.

وقد ربط العديد من المحللين اسم سيلفا بالمنطقة الخليجية خلال الأشهر الماضية، خاصة بعد ظهور أندية سعودية بمستوى فني ومالي مغرٍ لأي مدرب أوروبي، غير أن موقفه الأخير يعكس تمسكه بخططه الحالية واستمراره مع فولهام حتى نهاية عقده، وبعد تأكيد سيلفا استمراره في إنجلترا، تبقى الأنظار متجهة نحو إدارة الهلال التي تقف الآن أمام مفترق طرق، فبين الإبقاء على الشلهوب لما بعد الموسم، أو التحرك نحو مدرب عالمي قادر على التعامل مع ضغوط البطولة الدولية، تظل الخيارات مفتوحة وفقًا للمعطيات الفنية والميدانية القادمة.

وفي كل الأحوال، فإن الرغبة الجامحة لدى جماهير الهلال في رؤية فريقهم يحقق إنجازًا جديدًا على المستوى العالمي، قد تدفع الإدارة للتحرك مجددًا نحو اسم كبير على الساحة الأوروبية، بشرط توفر التوقيت والملائمة الفنية والمالية، وشارك الهلال في نسخة سابقة من كأس العالم للأندية، وحقق فيها نتائج طيبة جعلته يحظى باحترام واسع في الأوساط الكروية الدولية.

ومع انضمام عدد من النجوم العالميين إلى صفوفه مثل نيمار وكوليبالي ومالكوم، فإن سقف التوقعات هذا العام بات أعلى من أي وقت مضى، ولكن في ظل المتغيرات الفنية، وغياب الاستقرار في القيادة الفنية، يبقى التحدي الأكبر هو تأمين مدرب قادر على المزج بين النتائج الإيجابية والأداء المقنع في ظل ضغط الوقت وضخامة الحدث.