في مفاجأة مدوية خلال سوق الانتقالات الصيفية، كشفت تقارير صحفية فرنسية أن المهاجم المخضرم ألكسندر لاكازيت بات على بعد خطوة واحدة من الانتقال الرسمي إلى نادي نيوم، أحد أحدث الوجوه في دوري روشن السعودي للمحترفين.
وذلك بعد انتهاء علاقته رسميًا مع ناديه الفرنسي أولمبيك ليون، الانتقال، الذي وصفته وسائل الإعلام الأوروبية بأنه "صفقة جريئة"، يأتي ليضيف اسمًا كبيرًا جديدًا إلى قائمة النجوم الأوروبيين الذين فضلوا خوض تجربة احترافية في الملاعب السعودية التي باتت تجذب الأضواء من أوسع أبوابها.
إقرأ ايضاً:وداعاً للإجراءات المعقدة.. "مساند" تطلق خدمة إلكترونية جديدة "لنقل خدمات" العمالة المنزليةوزارة الإسكان تكشف .. الدعم مستمر وهذا هو جدول صرف الدعم السكني
وتأتي هذه الخطوة في وقت بالغ التعقيد بالنسبة لنادي ليون الفرنسي، الذي واجه قرارًا إداريًا صارمًا بالهبوط إلى دوري الدرجة الثانية، بعدما عجز عن تقديم الضمانات المالية المطلوبة أمام الهيئة الوطنية للرقابة على الأندية المحترفة.
الأزمة المالية التي تضرب النادي العريق لا تتعلق فقط بخسائر تشغيلية، بل بتراكم ديون تجاوزت حاجز الـ500 مليون يورو، ما دفع نجوم الفريق إلى البحث عن وجهات بديلة تضمن لهم الاستقرار الرياضي والمادي في آنٍ واحد.
ووفقًا لما نقلته شبكة "PlaneteSport" عن صحيفة "ليكيب" الفرنسية واسعة الانتشار، فإن لاكازيت قد أنهى بالفعل كافة الترتيبات النهائية للانتقال، حيث خضع لفحوص طبية شاملة واجتازها بنجاح، ولم يتبقَ سوى توقيع العقود الرسمية مع إدارة نادي نيوم.
وتفيد المصادر بأن العقد الجديد يمتد لعامين، حتى صيف 2027، مع راتب سنوي يُوازي القيمة السوقية لأبرز النجوم العالميين الذين تعاقدت معهم الأندية السعودية في المواسم الأخيرة.
هذه الصفقة تضع نادي نيوم في قلب دائرة الضوء، بعدما كان الفريق حديث العهد بدوري روشن، إثر صعوده هذا الموسم من دوري يلو للدرجة الأولى، عقب مشوار ناجح وسلسلة انتصارات لافتة.
ويُعد التعاقد مع لاكازيت تتويجًا لطموحات النادي المدعوم من مشروع نيوم السعودي الضخم، الذي يهدف إلى جعل الرياضة، وخصوصًا كرة القدم، إحدى ركائز التحول الاقتصادي والثقافي في المملكة، بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030.
وكان لاكازيت قد عاد إلى صفوف نادي ليون في صيف 2022 بعد خمسة مواسم قضاها مع نادي أرسنال الإنجليزي، ونجح في فرض نفسه مرة أخرى كأحد الهدافين الكبار في الدوري الفرنسي.
ففي الموسم الماضي، شارك في 30 مباراة وسجل 15 هدفًا، مؤكدًا أنه لا يزال يحتفظ بحاسته التهديفية العالية رغم تقدمه في السن، ما يجعله صفقة رابحة بكل المقاييس بالنسبة لأي نادٍ يسعى لتدعيم خطه الهجومي.
ويمثل هذا الانتقال دفعة معنوية قوية لنادي نيوم، الذي يطمح إلى ترسيخ مكانته بين كبار دوري روشن، عبر الجمع بين الأسماء اللامعة والخطط الاستراتيجية المتوازنة على مستوى التعاقدات.
وكانت إدارة النادي قد نجحت في الموسمين الماضيين في إبرام تعاقدات نوعية مع لاعبين من القارة الأوروبية وأمريكا الجنوبية، لتعزيز فرص البقاء وتحقيق نتائج تليق بالطموحات المرسومة.
ولم تكن أرقام لاكازيت في الموسم الأخير إلا استمرارًا لمسيرة طويلة مع أولمبيك ليون، حيث لعب أكثر من 390 مباراة بقميص النادي في فترتين متفرقتين، أحرز خلالها أكثر من 200 هدف، وقدّم 55 تمريرة حاسمة، ليصعد إلى قائمة الهدافين التاريخيين في الفريق، ويخلّد اسمه في سجلات النادي الذي بدأ معه مسيرته الاحترافية منذ ما يزيد على 15 عامًا.
اللاعب الذي يبلغ من العمر 34 عامًا يُدرك أن انتقاله إلى دوري روشن لا يعني غروب مسيرته، بل قد يشكل بداية فصل جديد في تجربته الكروية، خصوصًا أن المنافسة في الدوري السعودي أصبحت على مستوى عالٍ من الجودة والتكتيك، بعد الطفرة النوعية التي شهدها على صعيد اللاعبين والمدربين والبنية التحتية.
ومع انضمامه المحتمل إلى نادي نيوم، يتوقع أن يكون لاكازيت أحد نجوم الموسم الكروي المقبل، وقائدًا في غرفة الملابس لما يمتلكه من خبرة دولية وثقل فني واضح.
