عاد الحديث بقوة حول مستقبل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو داخل أروقة نادي النصر السعودي، بعد موسم وصفته تقارير صحفية بـ"المخيّب للآمال"، فشل فيه الفريق في تحقيق أي من البطولات المحلية أو القارية رغم التطلعات الكبيرة التي أحاطت بالموسم عقب التعاقد مع أحد أعظم لاعبي كرة القدم في التاريخ.
ووفقاً لما أوردته صحيفة دايلي ميل البريطانية، فإن مستقبل رونالدو مع الفريق بات "محاطًا بالشكوك"، في ظل مؤشرات واضحة على استياء النجم البرتغالي من أداء المنظومة النصراوية، والعجز المتكرر في اللحاق بركب المنافسة، خاصة في البطولات الكبرى التي وُضع من أجلها مشروع "النصر الجديد" في الأعوام الأخيرة.
ورغم التوقعات المرتفعة والطموحات العريضة، لم يتمكن النصر من ترجمة ما يمتلكه من أسماء لامعة إلى نتائج ملموسة على أرض الملعب، فالفريق الذي يقوده رونالدو هجومياً، خرج خالي الوفاض من جميع المسابقات التي شارك فيها، حيث ودّع دوري أبطال آسيا من الدور نصف النهائي على يد نادي كاوساكي فرونتال الياباني، في نتيجة وُصفت بالمؤلمة لجماهير العالمي التي كانت تعقد آمالاً على النجم البرتغالي في قيادة الفريق لمنصة التتويج القارية.
وعلى صعيد الدوري المحلي، يقبع النصر حالياً في المركز الرابع برصيد 60 نقطة، بعد مرور 30 جولة من دوري روشن السعودي، وهو مركز لا يتماشى مع حجم الطموحات ولا مع حجم الإنفاق المالي الكبير الذي شهده النادي مؤخراً، وباتت فرص الفريق في إنهاء الموسم بأحد المراكز المؤهلة للبطولات الآسيوية محل شك، في ظل المنافسة القوية مع فرق مثل الهلال والاتحاد والتعاون.
ومن جانبه، لم يخفِ كريستيانو رونالدو، في تصريحات سابقة خلال الموسم، رغبته في التتويج بالألقاب وتحقيق إنجازات ملموسة في تجربته الشرق أوسطية، التي كان يُنظر إليها كواحدة من أبرز التحولات في مسيرته، ولكن وفقاً لتقارير إعلامية متقاطعة، فإن اللاعب بات غير راضٍ عن الوضع الفني والإداري للنادي، وسط إشارات إلى احتمال بحثه عن تجربة جديدة خارج أسوار النصر، سواء داخل الدوري السعودي أو خارجه.
ويرى مراقبون أن رونالدو، البالغ من العمر 39 عاماً، لا يزال يمتلك الطموح والشغف لتحقيق البطولات، خاصة مع اقتراب مسيرته من خط النهاية، وهو ما يزيد من إحباطه في ظل غياب أي تقدم ملموس للفريق نحو حصد الألقاب، رغم تعاقداته الضخمة، والاعتماد عليه كقائد فني ونموذج للانضباط والاحترافية.
والتكهنات حول مستقبل رونالدو لا تتوقف، إذ أشارت بعض الصحف الأوروبية إلى احتمال وجود عروض أولية من أندية أوروبية وخليجية، تتابع وضع اللاعب عن كثب، تمهيداً لتقديم عروض محتملة في فترة الانتقالات الصيفية القادمة، ويبدو أن قرار الرحيل، في حال اتخاذه، سيكون مرتبطاً بمدى جدية إدارة النصر في إجراء تغييرات جذرية في الجهاز الفني والإداري، بالإضافة إلى مستوى التعاقدات الجديدة.
ويُذكر أن رونالدو كان قد التحق بالنصر في يناير 2023 بعقد تاريخي اعتُبر وقتها نقلة نوعية في مسار كرة القدم السعودية، إذ جذب أنظار العالم إلى الدوري السعودي، وأسهم في رفع سقف المنافسة والتسويق والرؤية الإعلامية للبطولة، إلا أن عدم التتويج بأي لقب منذ قدومه، وضع العديد من علامات الاستفهام حول نجاح التجربة، ومدى ملاءمة البيئة المحيطة لتطلعات نجم بحجم وتاريخ كريستيانو.
وفي المقابل، تجد إدارة نادي النصر نفسها أمام موقف صعب، إذ تتعرض لضغوط جماهيرية متزايدة تطالب بإعادة هيكلة الفريق والتعاقد مع جهاز فني قادر على قيادة الفريق نحو البطولات، مع ضرورة الحفاظ على رونالدو كأحد ركائز المشروع النصراوي، لما يمثله من ثقل فني وتسويقي، ولكن في ظل غموض الرؤية وغياب الاستقرار الفني، فإن خيار الرحيل يظل مطروحًا وبقوة.
ومع اقتراب الموسم من نهايته، تبقى الأيام القليلة القادمة حاسمة في تحديد مصير رونالدو مع النصر، فبين تطلعات اللاعب وطموحات النادي، يقف الواقع بنتائجه المخيبة كعائق حقيقي، قد يفضي إلى نهاية تجربة وُصفت عند بدايتها بـ"التاريخية"، وإن صحّت الأنباء المتداولة عن استياء النجم البرتغالي، فقد يشهد الصيف المقبل واحدة من أبرز الانتقالات المرتقبة، والتي ستعيد رسم ملامح المشهد الكروي في المنطقة.