غزة تواجه شبح المجاعة الوشيكة

أزمة إنسانية كارثية في غزة وسط مطالبات بتنفيذ فوري لتفاهمات المساعدات

كتب بواسطة: سعد الحكيم |

يعيش سكان قطاع غزة أوضاعاً إنسانية بالغة الخطورة جراء استمرار الحصار الإسرائيلي للشهر الثالث على التوالي، وسط تحذيرات متصاعدة من المنظمات الدولية من كارثة إنسانية غير مسبوقة قد تتسبب في مجاعة واسعة النطاق، بينما تنتظر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تنفيذ التفاهمات التي تم التوصل إليها مع الوسطاء الأمريكيين بشأن دخول المساعدات الإنسانية بشكل فوري إلى القطاع المحاصر.

وأطلق برنامج الأغذية العالمي تحذيراً شديد اللهجة من تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، مؤكداً أن العائلات الفلسطينية "تتضور جوعاً" في الوقت الذي تظل فيه المساعدات الغذائية عالقة على الحدود دون السماح بإدخالها، مشيراً إلى أن أحدث البيانات والمؤشرات المتعلقة بالأمن الغذائي تكشف عن وصول الوضع في القطاع إلى مرحلة حرجة تنذر بكارثة وشيكة ما لم يتم التدخل العاجل لإنقاذ المدنيين.

وانضمت منظمة الصحة العالمية إلى الأصوات المحذرة، حيث أكدت أن "الوقت ينفد لإنقاذ الأرواح في قطاع غزة"، موضحة أن النظام الصحي في القطاع يعاني انهياراً شبه كامل ويواجه نقصاً حاداً في الأدوية والمستلزمات والمعدات الطبية الضرورية، الأمر الذي يهدد حياة آلاف المرضى والجرحى الذين يتزايد عددهم يوماً بعد يوم مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية.

وفي ظل هذه الأوضاع المأساوية، أصدرت حركة حماس بياناً أكدت فيه أنها بادرت بإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير عيدن ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، خلال الأسبوع الجاري "حرصاً على التخفيف عن شعبنا بوقف العدوان وفتح المعابر"، معربة عن توقعها وفقاً للتفاهمات التي جرت مع الطرف الأمريكي وبمعرفة الوسطاء أن "يبدأ دخول المساعدات إلى قطاع غزة فوراً". وأوضحت الحركة أنها تتوقع أيضاً الدعوة إلى وقف إطلاق نار دائم وإجراء مفاوضات شاملة بشأن جميع القضايا المتعلقة بتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

وحذرت حماس في بيانها من أن عدم تحقيق الخطوات المتفق عليها، وخاصة ما يتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة، "سيلقي بظلال سلبية على أي جهود لاستكمال المفاوضات" الجارية برعاية وسطاء إقليميين ودوليين، الأمر الذي قد يعيد الأوضاع إلى نقطة الصفر ويفاقم من الأزمة الإنسانية التي تضرب القطاع.

وتأتي هذه التطورات في وقت تمنع فيه إسرائيل دخول الغذاء والدواء إلى قطاع غزة لليوم الـ75 على التوالي، ضمن ما وصفته جهات حقوقية دولية بأنه "حرب إبادة" ضد الفلسطينيين في القطاع، خاصة بعد تنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم إبرامه في يناير/كانون الثاني الماضي، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق.

على الصعيد الدولي، تتصاعد الانتقادات والدعوات لرفع الحصار الإسرائيلي عن غزة، حيث أعربت الخارجية السويسرية في بيان رسمي عن "قلقها البالغ إزاء الكارثة الإنسانية التي يشهدها القطاع، ومخاطر المجاعة التي تم الإبلاغ عنها"، مشددة على ضرورة رفع الحصار بشكل فوري ودون شروط. وأضاف البيان أنه "يجب توفير المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني والمبادئ الإنسانية الراسخة"، مؤكداً استعداد سويسرا لدعم شركائها في الجهود الرامية لتخفيف معاناة المدنيين الفلسطينيين.

وتجدر الإشارة إلى أن إسرائيل قد تعرضت لانتقادات دولية واسعة النطاق بسبب استخدامها الغذاء كسلاح في الحرب، حيث اتهمتها منظمة أطباء بلا حدود أمس الأربعاء بالتسبب في "كارثة إنسانية متعمدة" في قطاع غزة وربط تقديم المساعدات الإنسانية بالتهجير القسري للفلسطينيين، في مخالفة صريحة للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.