أطلقت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" برنامجًا تدريبيًا متخصصًا يستهدف منسوبي القطاع الحكومي، في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز قدراتهم في التعامل مع أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي، وترسيخ ممارسات الاستخدام المسؤول والفعال لهذه التكنولوجيا الحديثة في بيئات العمل المختلفة.
ويأتي هذا البرنامج في إطار رؤية وطنية طموحة تسعى إلى ترسيخ ثقافة الذكاء الاصطناعي في القطاع العام، من خلال تمكين الموظفين الحكوميين من الاستفادة من الإمكانات الهائلة لهذه التقنيات، وتسخيرها لرفع مستوى الإنتاجية وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمستفيدين.
إقرأ ايضاً:لديك 15 يوماً فقط.. ما هو التغيير الذي يجب عليك إبلاغ "الضمان الاجتماعي" به فوراً لتجنب إيقاف المعاش؟وداعًا للهواتف التقليدية.. سامسونج تُعلن الموعد الرسمي لأحدث طيّاتها
ويركز البرنامج بشكل أساسي على تطوير المهارات العملية والنظرية للمشاركين، مع منح أولوية لتدريبهم على أدوات الذكاء الاصطناعي التفاعلية، وكيفية صياغة أوامر فعّالة تتيح لهم الاستفادة القصوى من قدرات هذه الأنظمة في مختلف المهام اليومية، سواء كانت تحليل بيانات، أو تقديم حلول مبتكرة للمشكلات، أو تسريع سير العمل الإداري.
ويمثل البرنامج جزءًا من مساعي "سدايا" المستمرة لقيادة التحول الرقمي في القطاع الحكومي، حيث تحرص الهيئة على تصميم محتوى تدريبي يواكب التطورات المتسارعة عالميًا، مع تكييفه بما يتناسب مع خصوصية الهيكل الإداري والوظيفي في المؤسسات الحكومية السعودية، لضمان استفادة حقيقية ومستدامة.
ويُتوقع أن يحدث البرنامج نقلة نوعية في مستوى تبني الذكاء الاصطناعي داخل الجهات الحكومية، من خلال تحويل هذه التقنيات من أدوات تقنية إلى مكوّن أساسي في صنع القرار، وإعادة تشكيل مفهوم الإدارة الذكية التي تعتمد على البيانات الدقيقة والمعالجة السريعة في تقديم الخدمات واتخاذ القرارات.
كما تسعى "سدايا" من خلال هذه المبادرة إلى سد فجوة المعرفة في هذا المجال سريع النمو، وضمان أن يكون العاملون في القطاع الحكومي ليسوا فقط مستخدمين لهذه التقنية، بل أيضًا مساهمين في تطوير وتوجيه استخداماتها بما يخدم المصلحة العامة ويعزز كفاءة الأداء المؤسسي.
ويتماشى إطلاق البرنامج مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، والتي تضع التحول الرقمي في صلب خططها، وتؤمن بأهمية تمكين الكوادر الوطنية في المجالات التقنية الجديدة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، الذي بات يشكل ركيزة أساسية لمستقبل الخدمات الحكومية والإدارة الحديثة.
وتؤكد "سدايا" التزامها بدعم وتأهيل الكوادر الوطنية في كافة القطاعات، مشددة على أن البرامج التدريبية التي تقدمها ليست فقط دورات تقنية، بل أدوات استراتيجية تعيد تشكيل الفكر الإداري الحكومي، وتعزز من ثقافة الابتكار وصناعة الحلول من داخل المؤسسة.