في حادثة إنسانية تُبرز اليقظة والمهنية العالية لعناصر حرس الحدود في المملكة، نجح رجال البحث والإنقاذ في محافظة الخبر التابعة للمنطقة الشرقية في إنقاذ طفل يمني كاد أن يفقد حياته غرقًا أثناء ممارسته للسباحة، الطفل الذي لم يتم الكشف عن اسمه كان يلهو في مياه شاطئ الخبر قبل أن يتعرض لموجة مفاجئة أفقدته توازنه وسحبته بعيدًا عن الشاطئ، ما أدى إلى تدخّل عاجل من قبل فرق الإنقاذ التي كانت متواجدة في الموقع.
وبحسب البيان الصادر عن المديرية العامة لحرس الحدود، فإن عناصر الفريق المختص تحركوا بسرعة بعد تلقيهم بلاغًا عن وجود حالة غرق، ليصلوا إلى موقع الحادث في وقت قياسي، ويتمكنوا من انتشال الطفل من المياه وتقديم الإسعافات الأولية له في الموقع قبل نقله على الفور إلى المستشفى لتلقي الرعاية الطبية اللازمة، وأكدت المصادر أن الطفل استعاد وعيه بعد فترة قصيرة وأن حالته الصحية مستقرة.
إقرأ ايضاً:من الظلام إلى النور: حكاية حاج كفيف يحقق حلمه بعد 45 عامًاتطوير شامل في مسجد نمرة: مظلات ذكية وتبريد ضبابي لخدمة الحجاج
هذه الواقعة تسلط الضوء مجددًا على أهمية وجود فرق إنقاذ مدربة ومجهزة على السواحل السعودية، حيث لا تقتصر مهام حرس الحدود على ضبط الأمن ومراقبة الحدود فحسب، بل تشمل أيضًا إنقاذ الأرواح وحماية المواطنين والمقيمين من المخاطر البحرية المحتملة، كما تؤكد هذه الحادثة أن السرعة في الاستجابة والتأهب الدائم هما العنصران الحاسمان في إنقاذ الأرواح في حالات الطوارئ.
وعلى خلفية هذا الحادث، دعت المديرية العامة لحرس الحدود جميع مرتادي الشواطئ والمتنزهين إلى ضرورة الالتزام بإرشادات وتعليمات السلامة البحرية، مشددة على أهمية مراقبة الأطفال خلال تواجدهم في أماكن السباحة وعدم تركهم دون رقابة حتى للحظات، وأشارت المديرية إلى أن المناطق المخصصة للسباحة يتم تجهيزها بعلامات تحذيرية وفرق إنقاذ مدربة، مما يجعلها الأكثر أمانًا لممارسة الأنشطة البحرية.
كما نبهت الجهات المختصة إلى أهمية التعاون بين المواطنين والجهات الأمنية في التعامل مع مثل هذه المواقف، داعية إلى الإبلاغ الفوري عن أي حالة طارئة عبر الاتصال بالرقمين (911) في مناطق مكة المكرمة والمدينة المنورة والمنطقة الشرقية، أو الرقم (994) في بقية مناطق المملكة، وأوضحت أن هذا الإجراء يساهم بشكل كبير في تقليص زمن الاستجابة ويزيد من فرص النجاح في إنقاذ الأرواح.
حادثة غرق الطفل اليمني في الخبر تفتح النقاش من جديد حول الوعي المجتمعي بقواعد السلامة البحرية، وضرورة تكثيف الحملات التوعوية، خاصة مع دخول فصل الصيف الذي يشهد تزايدًا في الإقبال على الشواطئ والمسطحات المائية، كما ينبغي أن تشمل التوعية أهمية ارتداء سترات النجاة وعدم المخاطرة بالنزول إلى المياه في ظروف غير مناسبة أو في أماكن غير مخصصة لذلك.
من جهته، أعرب عدد من شهود العيان عن تقديرهم لسرعة تدخل حرس الحدود، مؤكدين أن وجودهم على الشواطئ يمنح شعورًا بالأمان ويعزز من ثقة الزوار في الاستمتاع بأوقاتهم في بيئة آمنة، وشدد الأهالي على ضرورة تفعيل دور الأسرة في مراقبة الأطفال وعدم الاعتماد الكلي على الجهات المختصة، حيث تبدأ الوقاية دائمًا من المنزل.
وتعكس هذه الحادثة مثالًا حيًا على تكامل الجهود بين الجهات الأمنية والمجتمع في تعزيز السلامة العامة، كما تبرز كفاءة فرق حرس الحدود السعودية في أداء واجبهم بكل مهنية وإنسانية، ويأمل كثيرون أن تكون هذه الواقعة بمثابة جرس إنذار يدفع الجميع إلى مزيد من الانتباه والالتزام، حفاظًا على أرواح الأبرياء الذين لا يدركون حجم المخاطر التي قد تحيط بهم خلال لحظات اللهو واللعب.