خدمة أسعفني

تطور رقمي غير مسبوق: "أسعفني" تواكب تنقلات الحجاج

كتب بواسطة: بدور حمادي |

في خطوة تعكس التقدم الرقمي والتحول التقني الذي تشهده المملكة العربية السعودية في موسم الحج، أطلق تطبيق "توكلنا" خدمة "أسعفني" الجديدة، التي تهدف إلى تسهيل الوصول السريع للخدمات الطبية الطارئة للحجاج في المشاعر المقدسة، وهذه الخدمة تأتي ضمن منظومة متكاملة من الخدمات الرقمية المتقدمة التي يوفرها التطبيق، لتكون بمثابة حلقة وصل فورية بين الحاج والفرق الطبية المتخصصة، خاصة في الحالات الحرجة التي تتطلب تدخلًا سريعًا.

ويُعد هذا التحديث امتدادًا للجهود السعودية المستمرة لتطوير موسم الحج بما يضمن سلامة وراحة ضيوف الرحمن، حيث تسهّل "أسعفني" طلب الإسعاف الرقمي بخطوات مبسطة، ما يسهم في تقليص زمن الاستجابة ويعزز من فرص إنقاذ الحالات الصحية الحرجة، والخدمة تعمل بتكامل تقني مباشر مع هيئة الهلال الأحمر السعودي، ما يعني أن البلاغات تصل فورًا إلى الفرق المختصة دون الحاجة إلى الاتصال الهاتفي أو الانتظار في طوابير المراكز الصحية، مما يختصر المسافات الزمنية والجغرافية بين الحاج والمساعدة.
إقرأ ايضاً:الذكاء الاصطناعي يقتحم غرف العمليات إنجاز غير مسبوق في مكة المكرمة!صفقات الهلال تتحوّل إلى "حيسي ديسي" الجماهير تشتعل سخرية بعد فشل أوسيمين!

وفي الوقت ذاته، تتيح "أسعفني" خيار "نداء الاستغاثة"، الذي يمنح الحاج القدرة على إرسال إشعار عاجل عند حدوث أي طارئ صحي، مدعومًا بموقعه الجغرافي الدقيق، مما يسهل على فرق الطوارئ الوصول إليه بسرعة، وهذه الإمكانية تعكس إدماج الذكاء الاصطناعي وخدمات الموقع في التطبيقات الحكومية، حيث لا يقتصر دور "توكلنا" على إصدار التصاريح أو عرض الحالة الصحية فقط، بل بات يلعب دورًا محوريًا في منظومة الرعاية الوقائية والعلاجية.

اللافت أن هذه الخطوة الرقمية تأتي بالتزامن مع جهود وزارة الصحة السعودية التي رفعت من جاهزية البنية التحتية الطبية خلال موسم حج هذا العام، إذ أعلن وزير الصحة، فهد الجلاجل، أن الطاقة السريرية في مشعر منى والمناطق المجاورة زادت بنسبة 60% مقارنة بالعام الماضي، وهذه الزيادة تعكس التوقعات المستندة إلى دراسات ميدانية عن أعداد الحجاج، وطبيعة الحالات الصحية التي قد تطرأ خلال تنقلاتهم في أجواء حر شديدة وجهد بدني كبير.

وأوضح الوزير أن ثلاثة مستشفيات ميدانية تم تجهيزها بسعة تتجاوز 1200 سرير، مزودة بأحدث الأجهزة الطبية وفرق متخصصة في طب الطوارئ والعناية المركزة، ما يؤكد أن خطة الحج الصحية لهذا العام مبنية على الوقاية والاستجابة السريعة، ويُعد تعزيز القدرات الميدانية جزءًا من خطة شاملة تتكامل فيها وزارة الصحة مع الأجهزة الأمنية والخدمية الأخرى، تحت مظلة مركز القيادة والتحكم الوطني.

من الجوانب المطمئنة كذلك، أن وزارة الصحة لم ترصد حتى الآن أي تفشيات أو أوبئة بين الحجاج، وهو مؤشر على نجاح السياسات الوقائية والاشتراطات الصحية التي فرضتها المملكة منذ مرحلة ما قبل القدوم وحتى وصول الحجاج إلى الأراضي المقدسة، وتُعزى هذه النتيجة إلى الجهود الاستباقية في فحص الحجاج ومراقبة حالتهم الصحية إلكترونيًا، إلى جانب برامج التوعية المكثفة التي أطلقتها الوزارة بلغات متعددة لضمان وصول الرسائل الوقائية إلى مختلف الجنسيات.

الربط بين التطبيقات الرقمية والجهات الصحية في المملكة يعكس صورة حديثة لموسم الحج، الذي بات يعتمد على الابتكار والتقنية كعنصرين أساسيين في تنظيم الحشود وضمان سلامتهم، فخدمة "أسعفني" ليست مجرد إضافة تقنية، بل هي نقلة نوعية في إدارة الاستجابات السريعة لحالات الطوارئ، خاصة أن الزحام وكثافة الأعداد من أبرز التحديات التي تواجه موسم الحج سنويًا.

وتؤكد المملكة من خلال هذا التحديث أن الحج لم يعد مناسبة دينية فقط، بل يمثل مشهدًا حضاريًا يعكس مدى التقدم التنظيمي والإداري والتقني، وسط متابعة حثيثة من القيادة السعودية لتوفير كل سبل الراحة والطمأنينة لضيوف الرحمن، ويُنتظر أن تسهم هذه الجهود في رفع مستوى رضا الحجاج، وتعزيز صورة المملكة كمركز عالمي في إدارة الحشود والفعاليات الكبرى باحترافية واقتدار.