أطلقت الإدارة العامة للخدمات الطبية بوزارة الداخلية في موسم حج هذا العام 1446هـ، لأول مرة، السوار الطبي الذكي، الذي يعتمد على تقنيتي إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي، بهدف تعزيز الدعم الطبي لرجال الأمن أثناء أداء مهامهم في خدمة ضيوف الرحمن، وتأتي هذه المبادرة ضمن جهود الوزارة في توفير بيئة آمنة صحياً للعاملين في الميدان، معززةً السلامة والجاهزية الطبية في الميدان.
يعمل السوار الطبي الذكي على مراقبة المؤشرات الحيوية لرجال الأمن بشكل مستمر، ويرسل تنبيهات مباشرة إلى مركز القيادة والتحكم في مستشفى قوى الأمن بمدينة مكة المكرمة، مما يسمح للكوادر الطبية بالتدخل السريع والفعال عند ظهور أي علامات تدل على حالات طبية حرجة أو طارئة، وتعتمد التقنية على رصد بيانات دقيقة ومستمرة، تتيح التقييم الفوري لحالة حامل السوار، مع تحديد درجة الحاجة للتدخل الطبي.
إقرأ ايضاً:في خدمة ضيوف الرحمن عيادة سكتة دماغية متنقلة تتنقل في المشاعر المقدسة!صدمة لمستخدمي آبل يوتيوب يودّع أجهزة الآيفون والآيباد القديمة!
خصصت الإدارة مركز القيادة والتحكم بشاشات إلكترونية متقدمة مرتبطة بالسوار، إلى جانب توفير كوادر طبية مختصة تعمل على متابعة الإشعارات الواردة وتصنيفها حسب نوع الحالة ودرجة الخطورة.
تستخدم هذه الشاشات خرائط حرارية توضح التوزيع المكاني للحالات الصحية، مما يسهل مراقبة علامات الحياة لرجال الأمن في مختلف المواقع، ويساعد في اتخاذ قرارات سريعة ومدروسة للتعامل مع كل حالة على حدة.
يتميز السوار الطبي الذكي بقدرته على إرسال طلب استغاثة تلقائي في حال الطوارئ، حيث يتواصل الكادر الطبي مباشرة مع حامل السوار لتقييم الحالة بشكل أدق، ومن ثم توجيه فرق ميدانية مجهزة للعمل على مدار 24 ساعة لتقديم الدعم الطبي اللازم، ويساهم هذا النظام في تقليل الوقت بين ظهور الأعراض الطبية وتلقي العلاج، الأمر الذي ينعكس إيجابياً على صحة وسلامة العاملين في بيئة عمل شديدة الضغط والتحديات.
كما يلتزم السوار الطبي الذكي بسياسات واشتراطات الهيئة الوطنية للأمن السيبراني والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا"، ما يضمن حماية البيانات الشخصية والطبية لحاملي السوار، ويؤمن سلامة المعلومات المرسلة والمستقبلة عبر النظام الإلكتروني، مما يعزز الثقة في استخدام التكنولوجيا الحديثة في بيئات العمل الحيوية.
تعد هذه الخطوة نقلة نوعية في دعم الأفراد العاملين في مجال الأمن خلال موسم الحج، حيث يجمع النظام بين التقنية الحديثة والخبرة الطبية لتوفير رعاية صحية فورية في مواقع العمل، وهو ما يُعزز من كفاءة الأداء الأمني ويدعم السلامة العامة في موسم يشهد توافد ملايين الحجاج.
يأتي إطلاق السوار الطبي الذكي ضمن توجهات وزارة الداخلية نحو تبني حلول تقنية مبتكرة تهدف إلى رفع مستوى الرعاية الصحية المقدمة للعاملين، وتوفير بيئة عمل آمنة تدعم استمرارية الأداء، خاصة في الظروف الاستثنائية التي تتطلب يقظة طبية عالية وتحركاً سريعاً في حالات الطوارئ.
هذا وتهدف هذه التقنية المتقدمة إلى تقليل المخاطر الصحية التي قد تواجه رجال الأمن، الذين يعملون لساعات طويلة في ظروف متباينة ومتغيرة، مما يعزز من قدرتهم على التركيز وأداء مهامهم بفعالية، ويخفف من الأعباء النفسية المتعلقة بالقلق على صحتهم أثناء الخدمة.
في النهاية، يمثل السوار الطبي الذكي نموذجاً عملياً لتكامل التكنولوجيا الطبية مع الخدمات الأمنية، ويعكس حرص وزارة الداخلية على استثمار الابتكار التقني في حماية ودعم منسوبيها، بما يخدم رسالة الوزارة في الحفاظ على أمن وسلامة الوطن والمواطنين، ويؤكد ريادتها في مواكبة التطورات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء.