تشهد أروقة نادي النصر السعودي حراكًا إداريًا متسارعًا تزامنًا مع انطلاقة فترة الانتقالات الصيفية، وسط ترقب جماهيري كبير لأي تحركات قد تُعيد الفريق إلى دائرة البطولات، بعد عدة مواسم خرج فيها العالمي خالي الوفاض محليًا وقاريًا، على الرغم من امتلاكه أحد أقوى التشكيلات في الدوري السعودي، واستفادته من الدعم الكبير المقدم من صندوق الاستثمارات العامة، الذي بات يملك حصة في النادي ضمن مشروع التخصيص الرياضي.
وفي خطوة يُنظر إليها على أنها محاولة لإعادة ضبط بوصلة التعاقدات واختيار اللاعبين الأجانب والمحليين بدقة أكبر، قررت إدارة النصر تشكيل لجنة جديدة لإدارة ملف التعاقدات خلال فترة الميركاتو الصيفي الجاري.
إقرأ ايضاً:أمانة الطائف: لا تهاون في سلامة الغذاء خلال موسم الحجشراكة مجتمعية تشغل عيادة أسنان لخدمة الحجاج في مشعر منى
هذه الخطوة كشفت عنها صحيفة "الرياضية" السعودية، والتي أشارت إلى أن اللجنة باشرت مهامها فعليًا خلف الكواليس، دون أن يتم الإعلان رسميًا عن أسمائها أو تفاصيل تشكيلها، ما يُضفي طابعًا من السرية والاحترافية على عملها في ظل مرحلة دقيقة تمر بها الكرة النصراوية.
وتبقى هوية أعضاء اللجنة الجديدة مجهولة حتى الآن، حيث لم يتم التأكيد ما إذا كان بعض أعضاء اللجنة الفنية السابقة سيستمرون ضمن التشكيل الجديد، وكانت اللجنة السابقة قد ضمّت كلًا من فيرناندو هييرو، مدير النصر الرياضي، والمدرب الجديد للفريق ستيفانو بيولي، إضافة إلى ماجد الجمعان، الرئيس التنفيذي للنادي.
لكن المؤشرات الحالية توحي بإعادة هيكلة داخلية شاملة، تهدف إلى تفعيل القرار الفني، وإضفاء مرونة أكبر على آلية التفاوض والتعاقد مع اللاعبين وفقًا لحاجات الفريق الفنية.
ويأتي هذا التغيير في وقت يضع فيه النصر نصب عينيه ضرورة تحقيق قفزة نوعية في الأداء والنتائج خلال الموسم المقبل، لا سيما بعد خيبات الأمل المتتالية التي لاحقت الفريق في السنوات الماضية، رغم الإنفاق الكبير والصفقات العالمية التي أبرمها، وعلى رأسها النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي لم يكن كافيًا لقيادة الفريق نحو التتويج في البطولات الكبرى.
ويرى المتابعون أن تشكيل اللجنة الجديدة هو بمثابة رسالة واضحة من الإدارة إلى الجماهير بأن هناك مراجعة داخلية جادة لما حدث في المواسم السابقة، ومحاولة فعلية لتصحيح المسار، خصوصًا في ملف التعاقدات الذي يُعد أحد أهم أسباب تذبذب النتائج، وسط اتهامات بأن بعض الصفقات الأخيرة لم تكن مبنية على تقييم فني دقيق.
وتشير التوقعات إلى أن اللجنة الجديدة تعمل حاليًا على دراسة الخيارات المتاحة في السوق بعناية، مع الأخذ بعين الاعتبار توازن الفريق، والاحتياجات الحقيقية في بعض المراكز التي عانت من غياب العمق والبدائل.
كما من المتوقع أن تُبقي اللجنة على مستوى عالٍ من السرية في مفاوضاتها لضمان عدم تسريب الأسماء أو دخول أندية منافسة على ذات الأهداف، وهي خطوة لطالما طالب بها جمهور النصر لحماية الصفقات الاستراتيجية.
وفي الوقت الذي ينتظر فيه عشاق العالمي أي إعلان رسمي عن صفقة من العيار الثقيل تعيد الحماس إلى مدرجات "مرسول بارك"، تبقى الأنظار مشدودة إلى عمل اللجنة الجديدة، ومدى قدرتها على إحداث الفارق في الميركاتو، وإعادة الفريق إلى موقعه الطبيعي كمنافس أول على جميع البطولات.