في إطار تعزيز الخدمات الصحية المقدمة لحجاج بيت الله الحرام خلال موسم حج هذا العام 1446هـ، أبرم تجمع مكة المكرمة الصحي اتفاقية شراكة مجتمعية مع مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، تهدف إلى توفير عيادة متنقلة متخصصة في الجلطات الدماغية، وذلك لتقديم خدمات طبية عاجلة وفعالة للحالات الطارئة بين الحجاج في المشاعر المقدسة.
تأتي هذه الخطوة ضمن جهود مستمرة لتطوير منظومة الرعاية الصحية وتوسيع نطاق الخدمات المتخصصة في مواقع الحج الرئيسية، بما يعكس حرص المملكة على صحة وسلامة ضيوف الرحمن.
إقرأ ايضاً:ترامب يفرض حظر سفر.. ماذا عن مشجعي الدول المستهدفة في المونديال؟رغم الرسوم الجمركية المرتفعة.. الشركات الأميركية تتمسك بسوق الصين
وأوضح تجمع مكة المكرمة الصحي أن الاتفاقية تمثل نقلة نوعية في أساليب التدخل الطبي السريع، إذ تعمل العيادة المتنقلة للجلطات الدماغية على تقديم خدمات تشخيص وعلاج ميدانية، تتيح للأطقم الطبية التعامل مع الحالات الطارئة بشكل فوري، مما يسهم في تقليل المضاعفات الناتجة عن تأخر الرعاية، مثل الشلل أو الوفاة، التي ترتبط عادة بالسكتات الدماغية عند تأخر التدخل العلاجي.
وتُعد هذه المبادرة جزءًا من خطط التجمع لتعزيز جاهزية الخدمات الصحية في المناطق ذات الكثافة العالية للحجاج، خاصة في ظل الظروف المناخية الصعبة والإجهاد الجسدي المصاحب لأداء المناسك.
وبحسب ما أفاد به مسؤولو التجمع الصحي، فإن العيادة المتنقلة تمركزت في المنطقة المركزية المحيطة بالحرم، وتتحرك وفق خطة تغطية تشمل كامل نطاق المشاعر المقدسة، بما فيها منى وعرفات ومزدلفة.
وتعمل العيادة وفق منظومة طبية متكاملة، تضم فرقًا متخصصة في طب الأعصاب والطوارئ، مدعومة بأجهزة متقدمة للتشخيص السريع مثل التصوير المقطعي والرنين المغناطيسي المحمول، فضلًا عن توفر أدوية مخصصة للتعامل مع الحالات الحرجة خلال اللحظات الأولى من ظهور الأعراض.
وتمثل هذه العيادة المتنقلة إحدى ثمار التعاون المثمر بين القطاعين الحكومي والتخصصي، حيث يساهم مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بخبراته الطويلة في مجال السكتات الدماغية، بينما يوفر تجمع مكة المكرمة الصحي البنية التحتية والدعم اللوجستي اللازم لتشغيل العيادة وتوزيعها جغرافيًا بما يضمن الوصول السريع للحالات.
وتعكس هذه الشراكة التوجهات الحديثة في العمل الصحي الميداني، والتي تركز على الوصول إلى المريض في موقعه بدلاً من الاعتماد فقط على مراكز الاستقبال التقليدية.
ويأتي إطلاق هذه المبادرة ضمن منظومة صحية متكاملة أعدتها وزارة الصحة وجميع القطاعات ذات العلاقة، استعدادًا لاستقبال ملايين الحجاج من مختلف دول العالم، بهدف ضمان تأدية مناسكهم بأمان وسلامة صحية.
وتهدف الجهود الصحية في هذا الموسم إلى تقليل معدلات الوفيات والإصابات المرتبطة بالإجهاد الحراري أو الأمراض القلبية والوعائية، والتي تمثل أحد أبرز أسباب التدهور الصحي المفاجئ بين كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة.
ويُتوقع أن تساهم عيادة السكتات الدماغية المتنقلة في إنقاذ حياة العديد من الحجاج، خاصة في ظل إحصائيات سابقة أشارت إلى تسجيل حالات حرجة لسكتات دماغية خلال مواسم الحج الماضية، نتيجة الضغط البدني والنفسي وارتفاع درجات الحرارة.
ويعد هذا النوع من الخدمات المتنقلة تطورًا كبيرًا في المفهوم الصحي الموسمي، حيث ينتقل العلاج والتشخيص إلى المريض فورًا، ما يعزز فرص الشفاء ويقلل الأعباء على المستشفيات.
في الختام، تؤكد هذه المبادرة التزام المملكة بتقديم أفضل سبل الرعاية الصحية لضيوف الرحمن، والعمل وفق منظومة صحية مرنة ومواكبة لأحدث التطورات في الطب الحديث، بما يترجم رؤية المملكة 2030 في تحسين جودة الحياة والخدمات الصحية المقدمة لكل من تطأ قدمه أرض الحرمين الشريفين.
