في خطوة مفاجئة قد تغيّر خريطة الانتقالات الصيفية في دوري روشن السعودي، قررت إدارة نادي الهلال الانسحاب رسميًا من سباق التعاقد مع النجم النيجيري فيكتور أوسيمين، مهاجم نابولي الإيطالي المعار إلى غلطة سراي التركي، القرار جاء بعد مفاوضات امتدت لأسابيع، اصطدمت خلالها طموحات الهلال المالية بسقف المطالب المرتفع للمهاجم الدولي، مما دفع إدارة "الزعيم" إلى إنهاء المساعي والتركيز على أهداف بديلة لتدعيم صفوف الفريق استعدادًا للموسم المقبل.
الهلال، الذي يُعد من أكثر الأندية السعودية نشاطًا في سوق الانتقالات خلال السنوات الأخيرة، كان قد أبدى اهتمامًا جديًا بالتعاقد مع أوسيمين لتعزيز خطه الأمامي بلاعب من الطراز الرفيع، خاصة في ظل التحديات المحلية والقارية المرتقبة، وأبرزها المشاركة في كأس العالم للأندية 2025، ووفقًا لتقارير صحفية أبرزها ما ذكره الصحفي الفرنسي سانتي أونا عبر موقع "فوت ميركاتو"، فقد قدّم الهلال عرضًا ضخمًا بلغت قيمته 35 مليون يورو سنويًا، غير أن المهاجم النيجيري طالب بأجر أعلى من ذلك بكثير، وهو ما اعتبرته الإدارة الهلالية شرطًا تعجيزيًا لا يتناسب مع المعايير التي حددها النادي.
إقرأ ايضاً:ترامب يفرض حظر سفر.. ماذا عن مشجعي الدول المستهدفة في المونديال؟رغم الرسوم الجمركية المرتفعة.. الشركات الأميركية تتمسك بسوق الصين
قرار الهلال بالانسحاب لم يكن فقط لأسباب مالية، بل جاء ضمن تقييم شامل يتضمن الدروس المستفادة من تجارب سابقة، وعلى رأسها صفقة البرازيلي نيمار جونيور، الذي لم يُقدّم الإضافة المرجوة بسبب الإصابات المتكررة، مكتفيًا بسبع مشاركات رسمية فقط، إدارة الهلال، برئاسة فهد بن نافل، أصبحت أكثر حرصًا على انتقاء صفقاتها بدقة، مع التركيز على اللاعبين القادرين على تقديم الإضافة الفنية الفورية، بعيدًا عن الأسماء الرنانة ذات التكاليف الباهظة والتأثير المحدود.
وكان فيكتور أوسيمين قد لفت الأنظار بقوة خلال الموسم الأخير الذي قضاه مع غلطة سراي التركي، حيث خاض 37 مباراة سجل خلالها 32 هدفًا وصنع 6 أهداف، بمعدل تهديفي مميز جعله ضمن أبرز المهاجمين على الساحة الأوروبية، أرقامه اللافتة أعادته إلى واجهة الاهتمام من قبل أندية كبرى، خاصة في ظل اقتراب نهاية عقده مع نابولي في صيف 2026، مما يمنح النادي الإيطالي دافعًا قويًا لبيعه هذا الصيف بدلاً من فقدانه مجانًا العام المقبل.
تجدر الإشارة إلى أن أوسيمين، الذي يبلغ من العمر 26 عامًا، تنقل خلال مسيرته الاحترافية بين عدد من الأندية الأوروبية، بدأها مع فولفسبورغ الألماني، قبل أن ينتقل إلى شارلوا البلجيكي، ثم ليل الفرنسي، ومنه إلى نابولي، حيث لمع نجمه بصورة كبيرة في الدوري الإيطالي، ومع فترة الإعارة الأخيرة في تركيا، استعاد أوسيمين بريقه، ما جعله محط اهتمام أندية من العيار الثقيل، من بينها مانشستر يونايتد الإنجليزي، الساعي لتعزيز خط الهجوم بعد موسم مخيب محليًا وأوروبيًا.
رغم خروجه من سباق التعاقد مع أوسيمين، فإن الهلال السعودي لا يزال ضمن أبرز القوى الشرائية في سوق الانتقالات الآسيوية، ويُنتظر أن يكشف خلال الأيام المقبلة عن هوية المهاجم الجديد الذي سيقود خط هجومه في الموسم المقبل، ومع استمرار توافد النجوم إلى الدوري السعودي، فإن المنافسة على استقطاب اللاعبين العالميين ما تزال محتدمة، لكن الهلال اختار الموازنة بين النجومية والعائد الفني، في محاولة لتفادي تكرار تجارب لم تثمر عن نتائج على أرض الملعب.
انتهاء مفاوضات الهلال مع أوسيمين لا يعني خروج اللاعب من دائرة الاهتمام الخليجي، إذ لا يُستبعد أن تظهر أطراف جديدة من داخل المنطقة العربية ترغب في ضمّه، شريطة تلبية شروطه المالية المرتفعة، وفي المقابل، قد ترجّح كفة أحد الأندية الأوروبية الكبرى، خاصة مع اهتمام مانشستر يونايتد وأندية أخرى تسعى لإعادة بناء هجومها بقوة.
هكذا، تطوى صفحة أوسيمين مع الهلال قبل أن تبدأ رسميًا، لتفتح في المقابل باب التساؤلات حول خيارات "الزعيم" القادمة في سوق الانتقالات، ومدى قدرة النادي على الظفر بلاعب من نفس القيمة الفنية، ولكن بشروط مالية أكثر توازنًا، ويبقى التحدي الأكبر لإدارة الهلال هو مواصلة المنافسة على أعلى المستويات، دون الوقوع في فخ الصفقات الاستعراضية التي قد لا تعود بالنفع على أرضية الملعب.
