محمد الشلهوب

مهمة معقدة تنتظر الشلهوب: الفارق 6 نقاط و4 جولات للحسم أو الندم

كتب بواسطة: احمد قحطان |

يقف محمد الشلهوب، نجم الهلال السابق والمدرب المؤقت حاليًا للفريق، أمام منعطف حاسم في مسيرته التدريبية، بعدما أسندت إليه مهمة قيادة الفريق الأول لكرة القدم، خلفًا للبرتغالي جورجي جيسوس، الذي أُقيل بعد تذبذب النتائج، وفي أول اختبار رسمي له، قاد الشلهوب الزعيم لتحقيق فوز ثمين على الرائد في الجولة الـ30 من دوري روشن السعودي، محققًا انطلاقة مثالية قد تكون مؤشرًا على تجربة استثنائية، أو مجرد بداية لاختبار مليء بالتحديات.

ما يعيشه الشلهوب اليوم ليس جديدًا على الهلال، إذ سبق أن خاض "الزعيم" مغامرات مماثلة مع مدربين مؤقتين تراوحت نتائجهم بين النجاح الساحق والإخفاق المرير، التجربة الأبرز كانت في مايو 2021 مع البرتغالي خوسيه مورايس، الذي تسلم الفريق في توقيت حساس بعد إقالة روجيرو ميكالي، كان الهلال آنذاك يتصدر جدول الترتيب بـ48 نقطة، متساويًا مع الشباب، ومتقدمًا بثلاث نقاط فقط على الاتحاد، في سباق محموم نحو اللقب.

مورايس لم يحتج إلى وقت طويل ليثبت جدارته، إذ قاد الهلال لانتصار عريض على الشباب بنتيجة 5-1، تلاه اكتساح آخر أمام الأهلي بخماسية، ثم واصل الزحف بثبات بفوز على التعاون والفيصلي، مع تعادل وحيد أمام الباطن، في خمس مباريات فقط، سجّل الهلال 15 هدفًا ورفع رصيده إلى 61 نقطة، ليُتوَّج ببطولة الدوري بفارق أربع نقاط عن الشباب وخمس عن الاتحاد، لم يكن مورايس سوى مدرب طوارئ، لكنه أنهى مهمته بطلاً، وغادر الهلال تاركًا أثرًا لا يُنسى.

وعلى النقيض تمامًا، سارت تجربة البرازيلي بريكليس شاموسكا في موسم 2018-2019، حين تم استعارته من الفيصلي لإدارة الدفة الفنية بعد إقالة زوران ماميتش، استلم شاموسكا الهلال وهو في صدارة الترتيب بـ63 نقطة، متقدمًا على النصر بفارق نقطتين فقط، لكنه لم يتمكن من الحفاظ على الصدارة، وسرعان ما تبددت آمال الزعيم مع تراجع الأداء والنتائج، لينهي الفريق موسمه ثانيًا بـ69 نقطة، بفارق نقطة واحدة عن النصر المتوج باللقب، تجربة شاموسكا ظلت مثالًا على كيف يمكن لمدرب مؤقت أن يفرّط ببطولة كانت شبه مضمونة.

في موسم 2022-2023، كانت هناك تجربة ثالثة للمدربين المؤقتين مع الهلال، تمثلت في إيمليانو دياز، نجل المدرب الأرجنتيني رامون دياز، الذي اضطر للابتعاد لأسباب عائلية، إيمليانو قاد الفريق في ست مباريات، فاز في أربع منها، وخسر واحدة وتعادل في أخرى، لينهي الهلال الموسم في المركز الثالث برصيد 59 نقطة، بفارق كبير عن الاتحاد البطل الذي جمع 72 نقطة، وعلى الرغم من النتائج الجيدة نسبيًا، إلا أن الفريق خرج من الموسم خالي الوفاض، ما جعل التجربة تُصنّف كأداء مقبول لا أكثر.

الآن، يدخل الشلهوب هذا المعترك بنفس السيناريو تقريبًا، حيث يتخلف الهلال عن المتصدر الاتحاد بفارق ست نقاط، مع تبقي أربع جولات فقط على نهاية الدوري، ورغم أن الفرصة لا تزال قائمة، إلا أن المهمة ليست سهلة، خصوصًا في ظل قوة المنافسين واحتدام الصراع في القمة، التاريخ يضع الشلهوب في مقارنة غير مباشرة مع مورايس وشاموسكا ودياز، لكنه في الوقت نفسه يمنحه فرصة لكتابة اسمه في سجل المدربين الذين أحدثوا الفرق في ظروف استثنائية.

التحدي الذي يواجهه الشلهوب لا يتمثل فقط في الفوز بالمباريات المتبقية، بل في إثبات قدرته الفنية وقيادته النفسية لفريق مليء بالنجوم، اعتاد على البطولات والصدارة، قد تكون هذه التجربة نقطة انطلاق لمستقبل تدريبي واعد، أو صفحة عابرة في تاريخ الهلال، لكن الأكيد أن الشلهوب الآن يعيش لحظة اختبار حقيقية، بين النجاح التاريخي والإخفاق الذي قد يُنسى سريعًا.