تستعد شركة "سامسونج" الكورية الجنوبية لإحداث نقلة نوعية في عالم الهواتف الذكية من خلال تقديم تجربة ذكاء اصطناعي متقدمة ومتكاملة في هاتفها المرتقب "جلاكسي إس 26"، الذي من المنتظر إطلاقه مطلع عام 2026، ووفقًا لما نقلته مصادر مطلعة داخل الشركة، فإن "جلاكسي إس 26" سيكون محمّلًا بمفاجآت تقنية فريدة، أبرزها دمج مساعد "بربليكستي" القائم على الذكاء الاصطناعي، ليكون المساعد الافتراضي الرئيسي في الجهاز، في خطوة من المتوقع أن تعيد رسم ملامح المنافسة في هذا المجال الحيوي.
المساعد "بربليكستي" الذي طورته شركة ناشئة تحمل الاسم ذاته، يُعرف بقدراته العالية في تحليل الأسئلة المعقدة وتقديم إجابات مدعومة بمصادر موثوقة، مما يجعل وجوده ضمن منظومة سامسونج تطورًا نوعيًا يُعزز من تجربة المستخدم ويمنحه مستوى جديدًا من التفاعل الذكي مع الجهاز، ووفقًا للتقارير، فإن الشراكة بين سامسونج و"بربليكستي" باتت في مراحلها المتقدمة، ما يفتح الباب أمام أكبر صفقة من نوعها للشركة الناشئة منذ تأسيسها.
إقرأ ايضاً:"أضحيتي" مبادرة بيئية لحج آمن وصحي تنطلق من المدينة المنورة!في قلب عرفات الهلال الأحمر ينقذ حياة حاج بإخلاء طبي جوي عاجل!
وبينما كانت سامسونج تعتمد في السنوات الماضية على تقنيات "جيميني" من جوجل، تشير التقارير إلى أن هذه الشراكة مع "بربليكستي" تمثل تحولًا استراتيجيًا في توجهات الشركة، حيث تسعى إلى تنويع مصادر الذكاء الاصطناعي لديها، وتقليل اعتمادها على طرف واحد، ويُنظر إلى هذه الخطوة باعتبارها جزءًا من استراتيجية أوسع تسير فيها سامسونج بخطى مشابهة لما فعلته "أبل" مؤخرًا، والتي أعلنت عن توجهها للتعاون مع عدة مزودي ذكاء اصطناعي لتقديم أفضل تجربة ممكنة للمستخدمين.
التعاون المحتمل بين سامسونج و"بربليكستي" لا يقتصر فقط على المساعد الافتراضي، بل يمتد إلى مجالات أخرى، منها تطوير قدرات البحث الذكي داخل متصفح الويب الخاص بسامسونج، ويُتوقع أن ينعكس هذا التعاون على تجربة التصفح بشكل مباشر، إذ سيكون المستخدم قادرًا على الوصول إلى معلومات دقيقة وسريعة مدعومة بتحليل متقدم وسياق تفصيلي، وهو ما يُعد ثورة حقيقية في مجال البحث عبر الأجهزة الذكية.
كما تدرس سامسونج دمج تقنيات "بربليكستي" داخل مساعدها الصوتي الحالي "بيكسباي"، الذي ظل لسنوات أحد المكونات الأساسية لهواتفها الذكية، وإذا ما تم ذلك، فإن "بيكسباي" سيحصل على دفعة قوية تُمكنه من مجاراة المساعدات الافتراضية الأكثر تقدمًا في السوق، من حيث القدرة على الفهم الطبيعي للغة وتقديم اقتراحات مبنية على تحليل عميق لتفضيلات المستخدم.
من جهة أخرى، كشفت المصادر أن سامسونج و"بربليكستي" تبحثان إمكانية تطوير نظام تشغيل جديد قائم على الذكاء الاصطناعي، بما يتناسب مع متطلبات الهواتف الذكية القادمة التي باتت تعتمد بشكل كبير على تقنيات الذكاء التوليدي والبحث السياقي، ويُنتظر أن يكون النظام الجديد مُحسنًا ليقدم تفاعلات أكثر دقة، ويوفر خدمات مخصصة على مستوى غير مسبوق، بحيث يتمكن المستخدم من التحكم في جهازه باستخدام الأوامر الطبيعية والتفاعلات السياقية في بيئة رقمية ذكية بالكامل.
إلى جانب ذلك، تدرس الشركتان إطلاق تطبيق وكيل ذكاء اصطناعي جديد يدمج بين وظائف "بربليكستي" والمساعدات الافتراضية الأخرى، ليعمل كحلقة وصل ذكية بين المستخدم والتطبيقات المختلفة، ووفقًا للتقارير، سيكون هذا التطبيق بمثابة "بوابة موحدة" لكل احتياجات المستخدم الرقمية، بدءًا من المساعدة في جدولة المهام، وصولًا إلى تقديم النصائح الذكية وتحليل البيانات الشخصية، في بيئة آمنة وسريعة.
وإذا تم الإعلان عن هذه الشراكة رسميًا، فستكون سامسونج قد خطت خطوة إضافية نحو المستقبل، مؤكدة على التزامها بالتطور والابتكار المستدام، ويُنتظر أن تشعل هذه الخطوة المنافسة في سوق الهواتف الذكية، خصوصًا في ظل تسارع الشركات الكبرى لدمج حلول الذكاء الاصطناعي ضمن أجهزتها، ورفع سقف توقعات المستخدمين لتجربة استخدام أكثر تخصيصًا وفعالية، وحتى ذلك الحين، يبقى العالم التقني مترقبًا لما ستكشف عنه سامسونج مطلع العام المقبل، في لحظة قد تُغير معادلة الذكاء الاصطناعي المحمول إلى الأبد.