في خطوة تعكس التزام المملكة العربية السعودية بتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، دشن وزير النقل والخدمات اللوجستية رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطرق المهندس صالح الجاسر خدمة "المواقع المتنقلة" المخصصة لخدمة حافلات الحجاج المتعطلة على طريق الهجرة الرابط بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، وذلك ضمن استعدادات شاملة تهدف إلى تسهيل تنقل الحجاج وضمان سلامتهم وراحتهم طوال فترة أدائهم للمناسك.
وتعد هذه الخدمة الجديدة واحدة من المبادرات النوعية التي أطلقتها الهيئة العامة للطرق ضمن خطتها التشغيلية لموسم حج 1446هـ، حيث تهدف "المواقع المتنقلة" إلى توفير استجابة سريعة ومتكاملة لحالات تعطل حافلات الحجاج خارج النطاقات الحضرية، وخصوصًا في المناطق الواقعة بين المدينتين المقدستين.
إقرأ ايضاً:الهلال يعلن أولى صفقاته قبل انطلاق المونديال.. والكبار على الطريقحدث لا يتكرر إلا كل 18 عاماً: قمر الفراولة يسطع من أقصى الجنوب
وتمثل هذه الخدمة نقلة نوعية في دعم سلامة النقل البري خلال موسم الحج، من خلال تقديم دعم لوجستي وإنساني مباشر للحجاج المتعطلين، بما يحفظ كرامتهم ويوفر لهم الراحة في أثناء انتظارهم لحل المشكلة الفنية التي تواجه مركباتهم.
وتتميز المنصات المتنقلة بكونها وحدات مجهزة بأعلى المعايير، إذ تستوعب كل منصة نحو 40 حاجًا، وتعمل على مدار 24 ساعة طوال موسم الحج، وتم تجهيز هذه الوحدات بأنظمة تكييف متطورة ومناطق راحة مريحة، إلى جانب دورات مياه نظيفة، ومشروبات باردة ووجبات غذائية تلبّي احتياجات الركاب، ما يضمن بيئة إنسانية متكاملة وآمنة حتى وصول الدعم الفني أو توفير وسيلة نقل بديلة.
وتأتي هذه المبادرة في إطار سعي الهيئة إلى رفع جودة الخدمات المقدمة للحجاج، وضمان توفير تجربة حج آمنة وميسّرة تتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، لا سيما ضمن برنامج "خدمة ضيوف الرحمن" الذي يسعى إلى تطوير منظومة الحج بشكل شامل وتحسين جودة الحياة للحجاج منذ لحظة قدومهم وحتى مغادرتهم.
كما تعكس هذه الخطوة مدى التناغم بين مختلف الجهات المعنية في المملكة وتكامل الجهود لتسخير كل الإمكانات لخدمة الحجاج.
وتولي الهيئة العامة للطرق أهمية كبيرة لطريق الهجرة باعتباره أحد أكثر المحاور الحيوية التي يسلكها الحجاج خلال تنقلهم بين المدينتين المقدستين، حيث يشهد الطريق كثافة مرورية عالية خلال موسم الحج.
ومن هذا المنطلق، عملت الهيئة على رفع كفاءته التشغيلية، من خلال تجهيز بنية تحتية محدثة وتوفير فرق صيانة على مدار الساعة، إضافة إلى هذه الخدمة الجديدة التي تُعد استباقية في التعامل مع حالات الطوارئ، وتساهم في تقليل فترات الانتظار وتقليص معاناة الحجاج في ظروف التعطل.
وتؤكد هذه الخطوة أن المنظومة اللوجستية في المملكة باتت أكثر جاهزية وتطورًا، مستفيدة من الابتكار التقني وتكامل الخدمات لتقديم تجربة تنقل أكثر أمانًا وإنسانية للحجاج.
وتواصل الهيئة العامة للطرق تنفيذ العديد من المبادرات المماثلة، التي تهدف إلى ضمان سير الحج بسلاسة تامة، وإلى تعزيز ثقة الحجاج في المنظومة السعودية التي أصبحت نموذجًا عالميًا في إدارة الحشود والخدمات اللوجستية المرتبطة بمواسم العبادة الكبرى.
