شبكة الجيل الخامس

المملكة ترسخ ريادتها الرقمية عبر شبكة اتصالات متطورة في الحج

كتب بواسطة: رضا سمكي |

سجلت مجموعة الاتصالات السعودية "stc" إنجازاً تقنياً بارزاً خلال موسم حج هذا العام، بتقديمها أداءً استثنائياً على مستوى شبكتها في مشعر عرفات، وسط كثافة بشرية غير مسبوقة، حيث شهدت الشبكة أعلى معدل مشغولية في تاريخها، وقد تجاوزت حركة البيانات في ساعات الذروة نسبة 40% مقارنة بالعام الماضي، فيما ارتفعت حركة الجيل الخامس بنسبة تزيد على 98%، في مؤشر على النجاح التشغيلي المتقدم للشركة، وكفاءة بنيتها الرقمية التي باتت أحد أعمدة موسم الحج الحديث.

تحسنت مؤشرات تجربة استخدام الجيل الخامس في مشعر عرفات بنسبة 64% مقارنة بالأهداف التشغيلية للعام السابق، فيما ارتفعت سرعات الشبكة بنحو 23%، ما يؤكد قدرة الشبكة على توفير تجربة اتصالات استثنائية لضيوف الرحمن، وجاء ذلك في إطار خطة استراتيجية استباقية وضعتها الشركة لتأمين خدمات الاتصالات والبيانات، بما يتماشى مع حجم وتنوع الطلب في واحد من أكبر التجمعات البشرية في العالم.
إقرأ ايضاً:أمانة الشرقية تُعلنها بهجة انطلاق فعاليات عيد الأضحى 1446 بروح جديدة!ظاهرة فلكية نادرة تبهـر المملكة القمر يتوقف في لحظة كونية فريدة!

لم يكن هذا الأداء المميز وليد اللحظة، بل جاء نتيجة استثمارات ضخمة نفذتها الشركة خلال الشهور الماضية، شملت توسعة قدرات شبكة الجيل الخامس، وتفعيل تقنيات مثل VoLTE لتحسين جودة المكالمات الصوتية والمرئية، بالإضافة إلى نشر أكثر من 80 عربة اتصالات متنقلة (COWs) في مواقع ذات طبيعة جغرافية صعبة، كما تم توفير أكثر من 1000 نقطة وصول Wi-Fi، لتأمين تغطية موثوقة وسرعات عالية في جميع مناطق المشاعر.

ومن أبرز الابتكارات التي طبّقتها الشركة هذا العام، تقنية "التعافي الذاتي للشبكة"، التي تمثل نقلة نوعية في إدارة البنية التحتية للاتصالات، وتعمل هذه التقنية على رصد الأعطال بشكل فوري، وتحليل أسبابها، ثم اتخاذ إجراءات تصحيحية تلقائية دون تدخل بشري، مثل إعادة توزيع الأحمال أو تعديل إعدادات التغطية، وهو ما ساعد في تقليص أثر الأعطال بنسبة تصل إلى 60%، وساهم في ضمان استمرارية الخدمة في لحظات الذروة.

وتعتمد هذه التقنية على تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة، بما يتيح مراقبة أداء الشبكة لحظياً، والتعامل مع التحديات التشغيلية بكفاءة واستباقية، كما تم تفعيل أدوات متقدمة لتحليل البيانات التشغيلية الخاصة بمواسم الحج السابقة، ما أتاح بناء خطط دقيقة شملت أكثر من 350 موقعاً رئيسياً، لضمان تحسين الأداء العام وتلافي أية اختناقات محتملة.

وبجانب البنية التحتية، حرصت stc على تحسين التجربة الرقمية لضيوف الرحمن، من خلال إطلاق خدمات تفاعلية تعتمد على تقنيات الهولوغرام بعدة لغات للإرشاد والمساعدة، إلى جانب نظام مراقبة ذكي لأداء الشبكة لحظياً، وقدّمت شركات المجموعة التابعة أيضاً حلولاً مبتكرة، حيث ساهمت "specialized by stc" بتوفير باقتي "مناسك" و"ميقات" للاتصالات الفورية والآمنة للقطاعات الخدمية، بينما تولت "solutions by stc" مسؤولية الربط الشبكي، وإدارة الأجهزة، وأنظمة مراقبة تعتمد الذكاء الاصطناعي.

وعلى مستوى دعم الجهات العاملة في الحج، وفّرت stc شبكة "تترا" للاتصالات الحرجة، والتي تم تشغيلها عبر 144 موقعاً ميدانياً، إلى جانب نشر 78 عربة اتصالات متنقلة لتعزيز التنسيق بين الفرق المختلفة في إدارة الحشود والطوارئ، خصوصاً في لحظات الذروة التي تتطلب أعلى درجات الجاهزية والسرعة في الاستجابة.

تمثل هذه الجهود مثالاً على قدرة المملكة العربية السعودية على توظيف التكنولوجيا المتقدمة في إدارة مناسك الحج، وهو ما يرسّخ مكانة المملكة كقائدة رقمية عالمية، ويعكس التزام "stc" المتواصل بتقديم خدمات اتصالات عالمية المستوى، مدعومة بابتكارات رقمية تسهم في تمكين ضيوف الرحمن من أداء شعائرهم بأمان وراحة وطمأنينة.