بدأ مشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من الهدي والأضاحي "أضاحي" تنفيذ عملياته التشغيلية في يوم النحر لهذا العام 1446هـ، في واحدة من أبرز المهام الموسمية التي تستهدف خدمة ضيوف الرحمن خلال موسم الحج، ضمن منظومة متكاملة تواكب حجم التدفق البشري الهائل، وتضمن تسهيل أداء النسك بكل يسر وسلامة.
وتُعد هذه العمليات ثمرة لجهود تنظيمية دقيقة تستند إلى الخبرات المتراكمة والتقنيات الحديثة التي تعزز كفاءة العمل وتدعم أهداف المشروع الإنسانية والشرعية.
إقرأ ايضاً:تطور طبي بمكة: إنقاذ مريضة من ارتجاع الصمام التاجي بتقنية متقدمةخدمة طبية نوعية في المشاعر..عيادة أسنان للحجاج بلا مواعيد
وأكد المشرف العام على المشروع الأستاذ سعد الوابل أن خطة التشغيل لهذا الموسم تتضمن تشغيل سبعة مجمعات مخصصة لتنفيذ نسك الأضاحي، وقد تم تجهيزها بأحدث المعدات والتقنيات لتلبية الاحتياجات الميدانية وتقديم خدمات عالية الجودة، مع الحفاظ على سرعة الإنجاز ودقة الأداء.
وأشار إلى أن أكثر من 25 ألف فرد من الكوادر البشرية المؤهلة يشاركون في تنفيذ هذه المهام، موزعين على التخصصات الإدارية والفنية والطبية والهندسية، ويعملون ضمن منظومة محكمة تُراعي أعلى معايير الدقة والسلامة، بما يضمن سير العمل بسلاسة وفاعلية.
وشدد الوابل على أن المشروع يلتزم التزامًا تامًا بكافة الضوابط الشرعية والصحية في جميع مراحل أداء النسك، بدءًا من الذبح وفق الضوابط الشرعية المعتمدة، وصولًا إلى التوزيع العادل للحوم على الفئات المستحقة داخل المملكة وخارجها.
كما أكد أن تطبيق الاشتراطات الصحية يتم بدقة عالية بالتنسيق مع الجهات المختصة، من أجل ضمان صحة وسلامة جميع المستفيدين، وكذلك حماية البيئة، مما يعكس الحرص الكبير على الجمع بين متطلبات الدين ومقتضيات الصحة العامة.
وتسعى المملكة، من خلال هذا المشروع، إلى تيسير النسك على الحجاج وتخفيف عنائهم خلال أداء المناسك، وذلك في إطار الاهتمام المستمر الذي توليه القيادة الرشيدة بخدمة ضيوف الرحمن، وتوفير كل السبل التي تمكّنهم من أداء مناسكهم في أجواء من الراحة والطمأنينة.
وتأتي عمليات "أضاحي" كجزء من هذه الجهود، حيث تم اعتماد خطة تشغيل طموحة تستهدف ذبح 950 ألف رأس من الأنعام خلال 84 ساعة فقط، وهو رقم يعكس حجم التنظيم والانضباط الذي يميز عمل المشروع عامًا بعد عام.
ويتيح مشروع أضاحي كذلك خدمات إلكترونية متقدمة، تُسهم في تسهيل عملية الشراء والذبح إلكترونيًا للحجاج والمقيمين، حيث يمكنهم أداء النسك من خلال المنصات الرقمية دون الحاجة إلى التواجد الميداني، مع ضمان تنفيذ الأضحية وفق الشروط الشرعية، وإيصال اللحوم إلى المحتاجين في الداخل والخارج، ما يُسهم في تعزيز قيم التكافل الاجتماعي والعدالة في التوزيع، ويُحقق أبعادًا إنسانية كبيرة تترجم أهداف المشروع إلى واقع ملموس يخدم الأمة الإسلامية.
ويُعد هذا الإنجاز جزءًا من الجهود الأوسع التي تقودها المملكة لتحسين جودة الخدمات المقدمة في موسم الحج، وتقديم تجربة نسك متكاملة تعتمد على التخطيط الذكي والابتكار، بما يعكس التزام المملكة بمكانتها الريادية في خدمة الإسلام والمسلمين، وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 في تطوير منظومة الحج والعمرة بشكل مستدام ومتكامل.
