في إنجاز طبي نوعي يعكس تقدم القطاع الصحي في المملكة العربية السعودية، نجح فريق طبي متخصص في جراحة القلب بمدينة الملك عبدالله الطبية بالعاصمة المقدسة، في إجراء عملية دقيقة لاستبدال الصمام التاجي بالكامل باستخدام تقنية الروبوت الجراحي المتقدمة، وذلك ضمن جهود متواصلة تهدف إلى الارتقاء بجودة الرعاية الصحية وتوظيف أحدث التقنيات العالمية في غرف العمليات.
وجاءت العملية بعد أن استقبلت المدينة الطبية حالة مواطنة تعاني من ارتجاع شديد في الصمام التاجي، وهو ما أدى إلى اضطرابات في نظم القلب، وضيق بالتنفس، وصعوبة في المشي.
إقرأ ايضاً:أمانة الطائف: لا تهاون في سلامة الغذاء خلال موسم الحجشراكة مجتمعية تشغل عيادة أسنان لخدمة الحجاج في مشعر منى
وبعد تقييم شامل للحالة من قبل الفريق الطبي، شمل فحوصات تشخيصية دقيقة وتحاليل موسعة، تم اتخاذ قرار بإجراء تدخل جراحي عاجل باستخدام الروبوت الجراحي المعروف باسم "نظام دافنشي الجراحي"، وذلك بالتعاون مع نخبة من جراحي مركز الأمير سلطان لأمراض القلب بمدينة الرياض، في نموذج يعكس التكامل والتعاون بين المراكز الطبية المتقدمة في المملكة.
ويُعد استبدال الصمام التاجي باستخدام الروبوت من العمليات الدقيقة والمعقدة التي تتطلب تجهيزات تقنية عالية ومهارات جراحية استثنائية، حيث تتيح تقنية الروبوت دقة كبيرة في الوصول إلى منطقة الجراحة وتقليل حجم الفتح الجراحي، مما ينعكس على سرعة تعافي المريض، وتقليل نسبة المضاعفات، ورفع كفاءة النتائج.
وقد أسهم التدخل الجراحي في استعادة انتظام ضربات القلب لدى المريضة، مع تراجع ملحوظ في الأعراض التي كانت تؤثر على جودة حياتها.
وبعد نجاح العملية، تم نقل المريضة إلى وحدة العناية المركزة بجراحة القلب، حيث تخضع حاليًا لمتابعة دقيقة ضمن خطة علاجية متكاملة يشرف عليها فريق متعدد التخصصات، يضم أطباء القلب، والعناية المركزة، والتأهيل، إضافة إلى طاقم تمريضي مؤهل لمتابعة مثل هذه الحالات الحساسة.
وقد أكد تجمع مكة المكرمة الصحي أن الحالة الطبية للمريضة مستقرة، مع مؤشرات إيجابية مبكرة على تحسن حالتها واستجابتها السريعة للعلاج.
ويأتي هذا الإنجاز الطبي كجزء من سلسلة مبادرات نوعية تقودها مدينة الملك عبدالله الطبية، بهدف تعزيز الابتكار في القطاع الصحي، ورفع مستوى الكفاءة الطبية من خلال إدخال تقنيات حديثة في مجالات الجراحة، لا سيما في التخصصات الدقيقة مثل جراحة القلب، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في تحسين جودة الحياة، وتطوير النظام الصحي الوطني، وتحقيق ريادة المملكة في تقديم خدمات رعاية صحية متقدمة قائمة على المعرفة والابتكار.
ويمثل نجاح العملية مؤشرًا مهمًا على قدرة الكفاءات السعودية على التعامل مع التقنيات الطبية الحديثة بكفاءة عالية، ويعكس في الوقت نفسه حجم الاستثمار الذي توليه الدولة في تطوير قدرات القطاع الصحي، من خلال دعم البنية التحتية، وتوفير التدريب المستمر، وتعزيز التعاون بين المنشآت الصحية الرائدة داخل المملكة.