في ظل تصاعد التوترات بين الهند وباكستان، يتزايد الاهتمام العالمي بتحليل القدرات العسكرية لكل من البلدين. يُعَدّ هذا التقرير محاولة شاملة لفهم التوازن العسكري بين الجارتين النوويتين في عام 2025، مع التركيز على الجوانب البرية، الجوية، البحرية، والنووية، بالإضافة إلى الأبعاد الاقتصادية والاستراتيجية التي تؤثر على هذا التوازن.
الميزانية العسكرية: الكم مقابل الكفاءة
تُظهِر البيانات أن الهند تخصص ميزانية دفاعية تبلغ حوالي 78.8 مليار دولار لعام 2025، مما يجعلها من بين أعلى الدول إنفاقًا على الدفاع عالميًا. في المقابل، أعلنت باكستان عن زيادة بنسبة 18% في ميزانيتها الدفاعية، لتصل إلى أكثر من 2.5 تريليون روبية باكستانية، أي ما يعادل حوالي 10.3 مليار دولار، رغم الفجوة الكبيرة في الإنفاق، تُركّز باكستان على تحسين الكفاءة والتدريب، مما يعزز من فعالية قواتها المسلحة.
القوات البرية: التنظيم والانضباط
تضم القوات البرية الهندية حوالي 1.46 مليون جندي نشط، مما يجعلها من أكبر الجيوش في العالم، ومع ذلك، تواجه تحديات تتعلق بالفساد ونقص الانضباط، وفي المقابل، تمتلك باكستان حوالي 654,000 جندي نشط، وتُعرف قواتها البرية بالتنظيم والانضباط العالي، مع تركيز على التدريب والتجهيز الفردي للجندي.
القوات الجوية: التنوع مقابل التخصص
تتميز القوات الجوية الهندية بتنوع أسطولها، الذي يشمل طائرات MiG-21 وMiG-29 السوفيتية، Mirage-2000 وRafale الفرنسية، Su-30 الروسية، وJaguar البريطانية/الفرنسية، هذا التنوع يؤدي إلى تحديات في الصيانة والتدريب. في المقابل، تعتمد باكستان على طائرات JF-17 المطورة بالتعاون مع الصين، وطائرات F-16 الأمريكية، بالإضافة إلى طائرات J-10 الصينية، مما يمنحها تفوقًا في القتال الجوي بفضل التخصص والتدريب المكثف.
تمتلك باكستان طائرات مسيرة متقدمة مثل "بيرقدار" و"أكينجي" التركية، حيث تتميز "أكينجي" بقدرتها على حمل كميات كبيرة من الذخائر، بينما تتفوق "بيرقدار" في مواجهة الدفاعات الجوية الهندية بفضل قدرتها على التحليق على ارتفاعات منخفضة، فالهند، رغم استثماراتها في هذا المجال، لا تزال تسعى لتطوير قدراتها في الطائرات المسيرة، وتعطي القوات الجوية باكستان تطور واضح.
القوات البحرية:
تُظهِر البيانات أن الهند تمتلك تفوقًا واضحًا في القوة البحرية، مع 26 سفينة Corvette، 14 غواصة، 14 فرقاطة، 10 مدمرات، وحاملتي طائرات، وفي المقابل، تعتمد البحرية الباكستانية على 10 فرقاطات و5 غواصات، مما يجعلها أصغر نسبيًا لكن هذا لا يعني تفوق هندي كبير واغلب المواجهات التي تحدث بين البلدين تعتمد على المواجهات البرية والجوية.
الدفاع الجوي: التحديات والفرص
تعتمد الهند على أنظمة S-400 الروسية وBarak-8 الإسرائيلية في دفاعها الجوي، لكنها تواجه تحديات في التنسيق بسبب التضاريس الشاسعة وسوء التدريب، أما باكستان، فتعتمد على أنظمة HQ الصينية، التي أظهرت نتائج جيدة في التدريبات، لكن أداءها في الحروب الحقيقية لم يُختبر بعد.
الصواريخ: القدرات والتقنيات
تمتلك باكستان صواريخ باليستية مثل "غوري"، "أبابيل"، و"شاهين"، التي تغطي المدى الكامل للأراضي الهندية ويمكنها حمل الرؤوس النووية، ولكن في المقابل تتفوق الهند في تكنولوجيا الصواريخ بفضل تعاونها مع روسيا، وتمتلك صاروخ Agni-5 الباليستي الذي يصل سرعته إلى 25,000 كم/ساعة، مما يشكل تحديًا للدفاعات الباكستانية.
القوى النووية: الردع المتبادل
يمتلك كلا البلدين ترسانة نووية، حيث تتبنى الهند سياسة "عدم الاستخدام الأول"، بينما تحتفظ باكستان بحق الاستخدام في حالة التهديد الوجودي، هذا التوازن النووي يُعتبر عامل ردع متبادل، مما يقلل من احتمالية اندلاع حرب نووية مباشرة.
التحديات الاقتصادية
تواجه باكستان تحديات اقتصادية تؤثر على قدرتها على تمويل التحديث العسكري، بينما تستفيد الهند من اقتصاد أقوى لدعم برامجها الدفاعية، ومع ذلك، تُخصص الهند جزءًا كبيرًا من ميزانيتها الدفاعية للرواتب والمعاشات، مما يقلل من الأموال المتاحة للتحديث والتطوير.
10. التحالفات الدولية: الدعم والتأثير
تستفيد باكستان من دعم الصين في مجالات متعددة، بما في ذلك التكنولوجيا العسكرية، من جانبها بسبب النزاع الحدودي الهندي الصيني تقف الصين الى جانب باكستان دوماً، وتعمل الهند على تعزيز علاقاتها الدفاعية مع الولايات المتحدة ودول أخرى، لكن لا يمكن مما يفتح أمامها فرصًا للحصول على تقنيات متقدمة وتدريب مشترك ولا ترقى العلاقات مع هؤلاء الحلفاء الى مستوى العلاقات بين الصين وباكستان.
الابتكار والتطوير: المستقبل العسكري
تُركّز الهند على تطوير قدراتها في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، الصواريخ فرط الصوتية، والحرب الإلكترونية، مما يعزز من مكانتها العسكرية. في المقابل، تسعى باكستان لتحديث قواتها من خلال التعاون مع دول مثل تركيا والصين، مع التركيز على الكفاءة والتدريب.
الاستراتيجيات العسكرية: العقائد والتكتيكات
تتبنى الهند عقيدة "الضربة الباردة"، التي تهدف إلى شن هجمات سريعة ومحدودة لتجنب التصعيد النووي، أما باكستان، فتعتمد على استراتيجية "الرد بالمثل"، التي تهدف إلى الردع من خلال التهديد بالتصعيد والصدمة.
التوازن الدقيق
تُظهِر المقارنة بين القدرات العسكرية للهند وباكستان أن الهند تتفوق في الكم والموارد، بينما تُركّز باكستان على الكفاءة والتنظيم وتتفوق بشكل واضح في القوات الجوية لذلك تكسب دائماً في اي مواجهة جوية بين البلدين، ولكن في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية، يُعتبر الحفاظ على التوازن والردع المتبادل أمرًا حيويًا لضمان الاستقرار في جنوب آسيا.ض
