مسجد نمرة

تطوير شامل في مسجد نمرة: مظلات ذكية وتبريد ضبابي لخدمة الحجاج

كتب بواسطة: تميم بدر |

في إطار الاستعدادات المكثفة لموسم الحج، أعلنت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية عن إتمام جاهزيتها لاستقبال حجاج بيت الله الحرام في مسجد نمرة بعرفات، أحد أبرز المعالم الدينية التي تشهد تجمع الحجاج في يوم عرفة، وهو من أهم شعائر الحج، وشملت التحضيرات تجهيز المسجد بأعلى المعايير الخدمية والهندسية، لضمان راحة الحجاج وسلامتهم، وتمكينهم من أداء نسكهم في أجواء روحانية وصحية مثالية.

من أبرز مظاهر هذه الاستعدادات فرش المسجد بسجاد فاخر على مساحة ضخمة بلغت 125 ألف متر مربع، ما يعكس حجم العناية والاهتمام الذي توليه الوزارة لهذا الموقع المقدس، وتزامن هذا مع تنفيذ مشاريع تطويرية حيوية شملت تحسين البيئة الحرارية للمسجد وساحاته، في ظل درجات حرارة مرتفعة تشهدها منطقة المشاعر المقدسة خلال موسم الحج.
إقرأ ايضاً:زلزال في سوق الانتقالات انهيار مفاجئ لمفاوضات الهلال مع ثيو هيرنانديز!يوم النحر يشهد انطلاقة "أضاحي" منظومة متكاملة لتيسير نسك الحجاج!

وشملت المشاريع مشروع تخفيض الإجهاد الحراري في الساحة الخلفية للمسجد، حيث جرى تركيب 19 مظلة ذكية تعمل على خفض درجات الحرارة بمعدل يصل إلى 10 درجات مئوية، وذلك في إطار استراتيجية تهدف إلى التخفيف من آثار الحرارة المباشرة على الحجاج، خصوصاً في ساعات الذروة، كما تم طلاء الأرضيات بمادة خاصة تعكس أشعة الشمس، بما يساهم في تقليل امتصاص الحرارة ويعزز من راحة الزوار.

ولم تتوقف الجهود عند هذا الحد، بل تم تنفيذ مشروع آخر لتهيئة الساحات المحيطة بالمسجد وتلطيف أجوائها عبر تركيب 117 مروحة ضباب متصلة بشبكة مضخات مياه عالية الضغط، وتقوم هذه المراوح بتوزيع رذاذ المياه في الهواء، مما يسهم في خفض درجات الحرارة بمعدل تسع درجات مئوية، وهو ما يشكل نقلة نوعية في خدمات التبريد الخارجي ضمن بيئة تتسم بطبيعتها الحارة والجافة.

أما في الداخل، فقد تم تحديث نظام التهوية والتكييف بالكامل، مع إدخال نظام تحكم ذكي يتيح مراقبة مستويات ثاني أكسيد الكربون، وتشغيل وحدات التكييف وتنقية الهواء بفعالية عالية، ويضمن هذا النظام تجدد الهواء داخل المسجد بمعدل مرتين في الساعة بنسبة 100%، مما يوفر بيئة نقية وآمنة تسهم في راحة الحجاج، خاصة من يعانون من أمراض تنفسية أو كبار السن.

وفي سياق تعزيز الخدمات الصحية والإنسانية، تم تركيب 70 وحدة تبريد مياه، تصل سعة كل منها إلى 1000 لتر في الساعة، وتخدم الواحدة نحو 2000 حاج، ما يجعل الطاقة الإجمالية لهذه الوحدات تصل إلى خدمة 140 ألف حاج في الساعة، وتُعد هذه الخدمة من الجوانب الحيوية في الحفاظ على صحة الحجاج، لا سيما في ظل ارتفاع درجات الحرارة وضرورة ترطيب الجسم بشكل مستمر.

واكتملت منظومة التطوير بتركيب نظام صوتيات متقدم يضمن وضوح الصوت في كافة أرجاء المسجد، وهو أمر أساسي في صلاة وخطب يوم عرفة، كما تم دعم المسجد بشبكة من كاميرات المراقبة الحديثة لرفع مستوى الأمن، وضمان السيطرة الفورية على أي طارئ، في ظل الأعداد الكبيرة من الحجاج المتوافدين.

وفي خطوة لتنظيم تدفق الحجاج وضمان انسيابية الحركة، جرى تنظيم مداخل ومخارج المسجد، التي يبلغ عددها الإجمالي 72 باباً، وتساهم هذه الخطوة في تفادي الازدحام، وتيسير حركة الدخول والخروج خاصة خلال اللحظات الحرجة التي تسبق وتلي خطبة وصلاة يوم عرفة، والتي تمثل ذروة الموسم الروحي في الحج.