سيموني إنزاجي المدير الفني الجديد للهلال.

"الهلال" يتحرك لضم "بديل ميتروفيتش".. ومهاجم "الدوري الإيطالي" هو الخيار الأول

كتب بواسطة: بدور حمادي |

في ظل التحركات النشطة التي تشهدها سوق الانتقالات الصيفية، يتجه نادي الهلال السعودي بخطى واثقة نحو تعزيز مركز رأس الحربة، حيث أظهرت إدارة النادي اهتمامًا لافتًا بضم المهاجم الإيطالي الشاب مويس كين، لاعب نادي فيورنتينا، بهدف تدعيم الخط الأمامي وتوفير بدائل هجومية موثوقة تحسبًا لأي ظروف غير متوقعة خلال الموسم المقبل.

وتشير المصادر إلى أن المفاوضات الجارية يقودها وكيل المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي، المدير الفني الجديد للهلال، الذي يبدو أنه وضع بصمته سريعًا في ملف التعاقدات، خصوصًا فيما يتعلق بخط الهجوم، حيث يُنظر إلى كين باعتباره قطعة فنية قادرة على إحداث الفارق في التشكيل الأزرق، مستفيدًا من خبراته في الملاعب الأوروبية وقوته البدنية العالية.

إقرأ ايضاً:

مشاريع أكوا باور ملامح تغيّر قطاع الطاقة المتجددة في السعودية.. عقود طاقة متجددة بـ31.1 مليار ريالالقطاع العقاري السعودي يواصل صعوده للأسبوع الثاني .. هل هي فرصة استثمارية واعدة؟

واختيار الهلال لمويس كين لم يكن عشوائيًا، إذ جاء بعد متابعة دقيقة لمردود اللاعب مع الأندية التي لعب لها، حيث سبق له تمثيل أندية بارزة مثل يوفنتوس وباريس سان جيرمان وإيفرتون، قبل أن يستقر به الحال في فيورنتينا، وقد أظهر كين خلال هذه المحطات مهارات هجومية لافتة جعلت منه اسمًا حاضرًا بقوة في قوائم الانتقالات الصيفية الحالية.

ورغبة الهلال في ضم كين ترتبط أيضًا بالمخاوف المتزايدة بشأن الحالة البدنية للمهاجم الصربي ألكسندر ميتروفيتش، الذي غاب عن فترات حاسمة من الموسم الماضي بسبب تكرار الإصابات، وهو ما أجبر الفريق على البحث عن بديل قوي يستطيع سد الفجوة الهجومية وتخفيف الضغط على خط المقدمة.

وكان الهلال قد اضطر للاستعانة بالمهاجم الشاب ماركوس ليوناردو خلال مشاركته الأخيرة في كأس العالم للأندية، بعد غياب ميتروفيتش عن البطولة، وهو ما كشف الحاجة الماسة إلى تدعيم الصفوف بمهاجم جاهز بدنيًا وذهنيًا لخوض التحديات القارية والمحلية القادمة.

ومن جانبه، يرى إنزاجي أن مويس كين يتمتع بالخصائص التي يحتاجها أسلوبه الفني، خصوصًا من ناحية التحرك الذكي داخل منطقة الجزاء واللعب كمحطة هجومية في الثلث الأخير، إضافة إلى امتلاكه طاقة انفجارية في المساحات، وهي عناصر تفتقدها المنظومة الهجومية الحالية للنادي في ظل إصابات ميتروفيتش وتذبذب أداء البدلاء.

وبحسب المصادر القريبة من إدارة الهلال، فقد دخلت المفاوضات مراحل متقدمة، إذ يُنتظر أن يتم حسم الصفقة خلال الأيام القليلة القادمة في حال لم تطرأ أي تعقيدات من الجانب الإيطالي، لا سيما أن اللاعب نفسه يبدو متحمسًا لخوض تجربة جديدة في دوري روشن السعودي الذي بات وجهة بارزة للعديد من النجوم العالميين.

ولم يُخفِ الجهاز الفني للهلال اهتمامه ببناء فريق متكامل قادر على المنافسة في جميع البطولات، إذ تعمل الإدارة بالتنسيق مع إنزاجي على مراجعة جميع المراكز، وتحديد الأولويات، وجاء مركز رأس الحربة على رأس القائمة، خصوصًا في ظل الطموحات المتزايدة لإعادة الهلال إلى منصة التتويج الآسيوية.

ومع انفتاح السوق السعودي على النجوم الأوروبيين خلال السنوات الأخيرة، أصبح انتقال لاعبين مثل كين إلى دوري روشن خيارًا منطقيًا، خصوصًا مع العروض المالية المغرية والاهتمام الإعلامي الكبير، إضافة إلى المستوى الفني المتصاعد للبطولة، وهو ما يجعل الانتقال فرصة مهنية متميزة للاعبين في عمر كين.

وتُظهر تحركات الهلال حرصًا واضحًا على تقديم موسم استثنائي على جميع المستويات، لا سيما بعد التغييرات الفنية والإدارية التي طرأت مؤخرًا، والتي بدأت تؤتي ثمارها من خلال استقطاب عناصر قوية في مختلف الخطوط، وهو ما يشير إلى أن الهلال لا يكتفي بالمنافسة المحلية، بل يطمح إلى الهيمنة على الصعيد القاري.

ولم يُكشف بعد عن القيمة المالية المحتملة للصفقة، غير أن التقديرات الأولية تشير إلى أنها قد تكون واحدة من أبرز صفقات الميركاتو الصيفي، نظرًا لعمر اللاعب، وخبرته، والقيمة التسويقية التي يحملها، إلى جانب تأثيره المحتمل في المنظومة التكتيكية التي يبنيها إنزاجي في الهلال.

ومن الجدير بالذكر أن مويس كين، البالغ من العمر 24 عامًا، يعتبر من أبرز مواهب الكرة الإيطالية في السنوات الأخيرة، وقد حظي بثقة مدربين كبار مثل ماسيميليانو أليغري وتوماس توخيل، وشارك في عدة بطولات أوروبية رفيعة المستوى، مما يجعله صفقة استراتيجية للهلال من النواحي الفنية والتسويقية.

ومع توالي الأخبار عن قرب حسم الصفقة، بدأت جماهير الهلال تُبدي حماستها عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث رحّب الكثيرون بإمكانية انضمام كين إلى الفريق، معتبرين أنه سيكون إضافة قوية، خصوصًا مع عقلية إنزاجي الهجومية، التي تعتمد على استغلال كل التفاصيل الدقيقة في الملعب.

وينظر متابعو الكرة السعودية إلى هذه الصفقة باعتبارها مؤشرًا على مدى الجدية التي تتعامل بها إدارة الهلال مع ملف التعاقدات، خصوصًا أن ضم مهاجم بقيمة كين يعكس الرغبة في بناء فريق لا يُقهر، قادر على التكيف مع مختلف أنماط اللعب والظروف، ويعزز من ثقل الهلال في المنافسات الإقليمية.

ومع اقتراب إغلاق نافذة الانتقالات الصيفية، تبقى كل الأنظار موجهة نحو نادي الهلال، الذي يُتوقع أن يُعلن خلال الساعات القادمة عن تفاصيل الصفقة بشكل رسمي، ليبدأ فصل جديد في رحلة الفريق الأزرق نحو استعادة هيبته الآسيوية، وتحقيق إنجازات تُرضي تطلعات جماهيره العريضة.

ومن غير المستبعد أن تكون هذه الصفقة هي الأولى ضمن سلسلة تحركات كبرى يُقدم عليها الهلال في قادم الأيام، خاصة وأن إدارة النادي تسعى لإكمال الصورة النهائية للفريق قبل انطلاق الموسم الجديد، وسط تحديات كبيرة ومنافسة قوية على كافة الأصعدة.