مسار الفكرة

"لتحويل الأفكار إلى مشاريع".. "منشآت" تطلق أسبوع "مسار الفكرة" في جدة

كتب بواسطة: محمد مكاوي |

في خطوة هامة تهدف إلى تمكين العقول الشابة وتحويل الأفكار الواعدة إلى مشاريع ناجحة على أرض الواقع، انطلقت اليوم الاثنين في جدة، فعاليات أسبوع "مسار الفكرة"، الذي تنظمه الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة "منشآت"، ليكون بمثابة الحاضنة والمسرعة لأعمال الجيل الجديد من رواد الأعمال.

ويمثل هذا الأسبوع، الذي يقام في مركز دعم المنشآت بجدة، منصة تفاعلية متكاملة، تجمع بين أصحاب الأفكار والمشاريع الناشئة، وبين نخبة من الخبراء والمستشارين والجهات الممكّنة من القطاعين العام والخاص، بهدف تقديم الدعم والإرشاد في كافة مراحل تأسيس المشروع.

إقرأ ايضاً:

"وزارة الداخلية": عبر "أبشر توظيف".. هكذا تعرف نتيجة قبولك في كلية الملك فهد الأمنية"الذهب الأسود يواصل الصعود".. ارتفاع طفيف للنفط في بداية جلسة الاثنين

إن هذه المبادرة لا تقتصر على تقديم محاضرات نظرية، بل هي عبارة عن ورشة عمل مكثفة، تتضمن جلسات استشارية فردية، ولقاءات معرفية، تركز على المجالات الحيوية التي تشكل العمود الفقري لأي مشروع تجاري ناجح، وعلى رأسها التخطيط، والعمليات، والمبيعات والتسويق.

وتهدف "منشآت" من خلال هذا الحدث إلى تسليط الضوء على أهم البرامج والمبادرات الحكومية المخصصة لرواد الأعمال، وتوفير مظلة متكاملة من الخدمات التي تشمل الاستشارات، والإرشاد، وورش العمل، لمساعدة الشباب على تحويل طموحاتهم إلى كيانات تجارية مستدامة.

وتتناول جلسات الأسبوع محاور استراتيجية تم اختيارها بعناية، لتلامس التحديات والفرص الحقيقية في سوق العمل، حيث سيتم مناقشة "المهارات المستقبلية لسوق عمل ديناميكي"، و"استكشاف فرص الغد"، في دلالة على أن البرنامج يسعى لتوجيه رواد الأعمال نحو القطاعات الواعدة.

كما يركز الأسبوع على محور "استثمار مهارات الشباب في اقتصاد العمل"، وهو ما يؤكد على إيمان "منشآت" بأن الشباب السعودي يمثل الثروة الحقيقية للوطن، وأن تمكينهم هو أساس بناء اقتصاد مزدهر ومتنوع، بالإضافة إلى مناقشة "أبرز التحديات القانونية التي تواجه المنشآت الصغيرة والمتوسطة".

إن التركيز على الجانب القانوني يعد خطوة ذكية وهامة، حيث إن الكثير من المشاريع الناشئة قد تتعثر بسبب نقص الوعي بالجوانب التنظيمية والقانونية، ويأتي هذا المحور ليقدم للمشاركين المعرفة اللازمة لتجنب هذه العقبات.

وتشجع المبادرة أيضًا على استكشاف نماذج عمل جديدة ومبتكرة، حيث تسلط الضوء على الفرص المتاحة في "قطاع التعاونيات للأفراد"، وهو قطاع واعد يمكن أن يوفر حلولاً جماعية للتحديات التي تواجه رواد الأعمال بشكل فردي.

وتأتي هذه الفعاليات كجزء من سلسلة مستمرة من الأسابيع المتخصصة التي تنظمها "منشآت" عبر مراكز دعمها المنتشرة في المملكة، والتي تركز في كل مرة على قطاع من قطاعات الأعمال الحيوية، بهدف التعريف بالفرص الاستثمارية والمبادرات الحكومية الداعمة.

وتنسجم هذه الجهود بشكل مباشر مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى رفع مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي الإجمالي، وخلق بيئة محفزة على ريادة الأعمال والابتكار.

إن بناء اقتصاد معرفي مستدام، لا يعتمد فقط على المشاريع الكبرى، بل يرتكز بشكل أساسي على قاعدة عريضة من المنشآت الصغيرة والمتوسطة المبتكرة، والتي تمثل المحرك الحقيقي للنمو الاقتصادي وتوليد الوظائف.

ويوفر أسبوع "مسار الفكرة" الأدوات والمعارف والشبكات اللازمة لرواد الأعمال، للانطلاق بثقة في عالم الأعمال، وتجاوز التحديات التي عادة ما تواجه المشاريع في مراحلها الأولى، والتي تعد المرحلة الأكثر صعوبة وحرجًا.

في المحصلة النهائية، لم تعد "منشآت" مجرد هيئة تنظيمية، بل أصبحت شريكًا استراتيجيًا وداعمًا أساسيًا لكل صاحب فكرة طموحة، حيث تمهد له الطريق، وتوفر له البوصلة التي ترشده في رحلته من مجرد فكرة، إلى منشأة ناجحة ومؤثرة.