أسعار النفط

"الذهب الأسود يواصل الصعود".. ارتفاع طفيف للنفط في بداية جلسة الاثنين

كتب بواسطة: سعد الحكيم |

في بداية تعاملات الأسبوع، واصلت أسعار النفط صعودها الطفيف اليوم الاثنين، لتعزز بذلك المكاسب الكبيرة التي حققتها يوم الجمعة الماضي، والتي تجاوزت اثنين بالمئة، في دلالة واضحة على أن معنويات المستثمرين قد تحولت نحو التفاؤل، مدفوعة بتجدد الآمال في خفض أسعار الفائدة الأمريكية.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت، المعيار العالمي، بمقدار ثمانية سنتات لتستقر عند مستوى 70.44 دولارًا للبرميل، بينما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار خمسة سنتات، لتصل إلى 68.50 دولارًا للبرميل، في بداية هادئة للأسبوع لكنها تحمل في طياتها الكثير من الدلالات.

إقرأ ايضاً:

دوري روشن يُربك حسابات الريال .... أزمة في ريال مدريد بسبب راتب فينيسيوس!استجابة سريعة تنقذ الأرواح .... "حرس الحدود" يُنقذ الموقف باحترافية عالية!

ويأتي هذا الأداء الإيجابي، بعد أن كان خام غرب تكساس قد أغلق جلسته السابقة يوم الجمعة على ارتفاع كبير بلغ 2.82%، في رد فعل مباشر على البيانات الاقتصادية التي صدرت من الولايات المتحدة، والتي كانت بمثابة المحفز الرئيسي الذي غير من اتجاه السوق.

لقد جاء تقرير الوظائف للقطاع غير الزراعي في الولايات المتحدة أضعف من توقعات المحللين، مما أشار إلى وجود تباطؤ في سوق العمل الأمريكي، وهو الخبر الذي استقبلته أسواق الطاقة والأسهم العالمية بحفاوة بالغة، على عكس ما قد يبدو منطقيًا للوهلة الأولى.

ففي عالم الأسواق المالية، غالبًا ما تكون الأخبار الاقتصادية السيئة بمثابة أخبار جيدة للأصول ذات المخاطر، مثل النفط، حيث إن تباطؤ سوق العمل يزيد من احتمالية قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) بخفض أسعار الفائدة في وقت أقرب مما كان متوقعًا.

إن خفض أسعار الفائدة الأمريكية عادة ما يؤدي إلى إضعاف الدولار، مما يجعل النفط، المقوم بالعملة الأمريكية، أرخص ثمنًا للمشترين الذين يستخدمون عملات أخرى، وهو ما يحفز الطلب العالمي على الخام، وبالتالي يدعم الأسعار.

كما أن خفض الفائدة يساهم في تحفيز النشاط الاقتصادي بشكل عام، من خلال خفض تكلفة الاقتراض للشركات والأفراد، مما يزيد من نشاط المصانع وحركة النقل، ويرفع من الطلب على الطاقة، وهو العامل الثاني الذي يدعم أسعار النفط في مثل هذه الحالات.

وبعد صدور بيانات الوظائف الضعيفة، ارتفعت توقعات الأسواق بشكل كبير بأن يقوم مجلس الاحتياطي الفيدرالي بأول عملية خفض لأسعار الفائدة في اجتماعه المقرر في شهر سبتمبر المقبل، وهو ما أدى إلى موجة الصعود القوية التي شهدتها أسعار النفط يوم الجمعة.

أما الارتفاع الطفيف الذي نشهده اليوم الاثنين، فهو بمثابة استمرار لهذا الزخم الإيجابي، وفي نفس الوقت يمثل فترة من "هضم" الأسواق لهذه التطورات الجديدة، حيث يقوم المستثمرون بإعادة تقييم مراكزهم، في مرحلة من الهدوء الحذر بعد الارتفاع الكبير.

ويترقب المتعاملون في أسواق الطاقة الآن صدور المزيد من البيانات الاقتصادية خلال هذا الأسبوع، وعلى رأسها بيانات التضخم، بالإضافة إلى أي تصريحات قد تصدر عن أعضاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي، والتي قد تعطي إشارات إضافية حول المسار المستقبلي للسياسة النقدية.

وعلى جانب العرض، تبدو الأسواق مستقرة، حيث استوعبت بالفعل خطط تحالف "أوبك+" لزيادة الإنتاج بشكل تدريجي ومحدود في شهر أغسطس، ليبقى تركيزها الأساسي منصبًا على جانب الطلب، والتطورات المتعلقة بالسياسة النقدية في أكبر اقتصاد في العالم.

إن هذه الحالة من التفاؤل الحذر، تدل على أن السوق قد وجد اتجاهًا جديدًا على المدى القصير، لكنه لا يزال حساسًا لأي متغيرات قد تطرأ، سواء كانت اقتصادية أو جيوسياسية، مما يجعل من التقلبات السعرية سمة أساسية في الفترة المقبلة.

في المحصلة النهائية، لم يكن صعود النفط الطفيف اليوم مجرد حركة عشوائية، بل هو امتداد لقصة أكبر بدأت فصولها يوم الجمعة، قصة تدور حول الأمل في سياسة نقدية أمريكية أكثر تساهلاً، قد تساهم في دعم الاقتصاد العالمي، وبالتالي زيادة الطلب على الطاقة.