محمية الإمام تركي

"محمية الإمام تركي" تعلن "الحرب" على العواصف الرملية.. وهذا هو سلاحها السري

كتب بواسطة: رضا سمكي |

 تواصل محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية جهودها الرامية إلى حماية البيئة ومواجهة التحديات المناخية في منطقة شمال شرق المملكة حيث تعمل الهيئة المسؤولة عن المحمية على تنفيذ خطط استراتيجية تستهدف تحسين الغطاء النباتي والحد من التصحر باستخدام حلول طبيعية ومستدامة.

تسعى المحمية إلى تحويل مساحات واسعة من الأراضي المتدهورة إلى بيئات خضراء قادرة على مواجهة التغير المناخي وذلك من خلال التركيز على مشاريع التشجير المتنوعة والتجدد الطبيعي للنباتات المحلية مع الالتزام بالممارسات البيئية التي تحافظ على التوازن البيئي.

إقرأ ايضاً:

"منصة قبول" تطلق "النداء الأخير".. "أقل من 48 ساعة" تفصلك عن تحديد مستقبلك الجامعي"المرور السعودي" يكشف: ما هي "أندر" اللوحات المطروحة في مزاد أبشر لهذا الأسبوع؟

وتُعد العواصف الرملية من أكثر الظواهر التي تؤثر على جودة الحياة في المنطقة إذ تتسبب في انخفاض الرؤية وارتفاع معدلات التلوث الجوي وتؤثر على صحة الإنسان والأنظمة البيئية وهو ما دفع المحمية إلى تعزيز استراتيجياتها لمكافحة هذه الظاهرة.

تتمثل إحدى أبرز المبادرات التي أطلقتها المحمية في التوسع في التشجير باستخدام النباتات المحلية المقاومة للجفاف والظروف الصحراوية مثل الأرطى والغضا والسدر حيث تساهم هذه الأنواع في تثبيت التربة وتقليل حركة الرمال.

كما تعتمد المحمية على آلية التجدد الطبيعي التي تعتمد على حماية المواقع النباتية من الرعي الجائر والأنشطة البشرية بما يسمح للنباتات بالنمو والتكاثر دون تدخل مباشر وهو ما أثبت فعاليته في إعادة إحياء المناطق المتدهورة.

وتعمل فرق الرصد التابعة للمحمية على متابعة تطورات الغطاء النباتي من خلال استخدام تقنيات متقدمة تشمل صور الأقمار الصناعية والمسوحات الأرضية الدقيقة لتقييم مستوى التحسن في البيئة المحلية بشكل دوري.

تهدف هذه الإجراءات إلى الحد من انتشار الكثبان الرملية النشطة التي تغطي أجزاء كبيرة من المنطقة وتهدد التنوع الحيوي كما تساهم في تحسين جودة الهواء وتوفير بيئة أفضل للأنواع الحيوانية والنباتية المهددة بالاختفاء.

وفي الوقت نفسه تتكامل هذه الجهود مع رؤية المملكة 2030 التي تضع الاستدامة البيئية ضمن أولوياتها حيث تُسهم المحمية بدور فعال في تحقيق مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء الهادفة إلى زراعة مليارات الأشجار ومواجهة آثار التغير المناخي.

وتُعد محمية الإمام تركي إحدى أكبر المحميات الملكية في السعودية بمساحة تتجاوز 91 ألف كيلومتر مربع وتضم أنظمة بيئية متنوعة تشمل الصحاري والوديان والهضاب وهي موطن لعشرات الأنواع من الحيوانات والنباتات الفريدة.

كما تُركز إدارة المحمية على تعزيز التوعية المجتمعية من خلال تنظيم حملات تطوعية بمشاركة السكان المحليين والمهتمين بالبيئة لزراعة الأشجار والمساهمة في جهود الحماية مما يعزز الانتماء البيئي لدى المجتمع.

وقد أثبتت البيانات البيئية الحديثة تحسنًا ملموسًا في مؤشرات التنوع النباتي داخل نطاق المحمية إذ أظهرت ارتفاعًا في معدل الغطاء النباتي في عدة مواقع رئيسية بنسبة تراوحت بين 30 إلى 50 بالمئة خلال السنوات الأخيرة.

ويعود ذلك إلى السياسات الفاعلة التي اعتمدت على الدمج بين الحلول البيئية التقليدية والتقنيات الحديثة في إدارة الموارد الطبيعية والحد من الأنشطة المضرة بالبيئة داخل حدود المحمية وحولها.

وتعمل المحمية بالتنسيق مع عدد من الجهات الحكومية والمراكز البحثية لضمان استدامة المشروعات البيئية وتطوير برامج مراقبة فعالة تقيس مدى تأثير التدخلات الحالية وتدعم اتخاذ قرارات مبنية على بيانات علمية.

كما تهدف إلى خلق توازن بين استخدام الموارد الطبيعية والحفاظ عليها من خلال تطبيق لوائح صارمة تنظم الحركة داخل المحمية وتحدد الأنشطة المسموح بها لضمان حماية طويلة الأمد للنظام البيئي.

ويمثل نجاح محمية الإمام تركي نموذجًا رائدًا في الإدارة البيئية الذكية بالمملكة حيث يجمع بين أهداف حماية البيئة وتحسين جودة الحياة للسكان المحليين ومواجهة التحديات المناخية بشكل مستدام وفعّال.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار