مع ساعات الصباح الأولى من هذا اليوم، بدأت مؤشرات حالة جوية غير مستقرة تتضح في عدد من مناطق المملكة، حيث سُجّل نشاط ملحوظ في الرياح السطحية المحملة بالأتربة والغبار، ما أسفر عن تراجع كبير في مدى الرؤية الأفقية، خاصة في المناطق الشرقية والوسطى.
وقد امتد تأثير هذه الرياح إلى مناطق الرياض، الشرقية، ونجران، مسببة اضطرابًا في حركة السير على الطرق الرئيسة، ومثيرة للقلق بين السكان نتيجة الصعوبات التنفسية المرتبطة بهذه الأجواء.
إقرأ ايضاً:لأول مرة في طيبة: مسار تعليمي متخصص يفتح آفاق المستقبل أمام طلاب الصم وضعاف السمع."لأول مرة: سوار ذكي من "ميتا" للتحكم في نظارات المستقبل.. هل تنجح التجربة؟"
في العاصمة الرياض، لوحظت كثافة الغبار في الأجواء منذ ساعات الصباح الباكر، حيث غطت طبقات الغبار سماء المدينة، مما أدى إلى انخفاض الرؤية إلى مستويات حرجة خاصة في المناطق المفتوحة والشوارع السريعة.
وأفاد شهود عيان بأن الرياح كانت تسير بسرعة نشطة، مع موجات متلاحقة من الرمال التي دفعت بعض السائقين إلى التوقف الكامل أو تخفيف السرعة إلى الحد الأدنى تفاديًا للحوادث.
وتكررت المشاهد ذاتها في أجزاء متفرقة من المنطقة الشرقية، لاسيما في المناطق الواقعة على أطراف الدمام والجبيل والأحساء، حيث بلغ انعدام الرؤية حدًّا دفع الجهات المرورية إلى إصدار تحذيرات عاجلة للسائقين.
وأكدت مصادر من الهيئة العامة للأرصاد الجوية أن الرياح النشطة مستمرة في نشاطها خلال الساعات المقبلة، مع احتمالية اتساع رقعة تأثيرها لتشمل الأجزاء الشرقية من مرتفعات جنوب غرب المملكة، بما في ذلك مناطق من المدينة المنورة ومكة المكرمة.
وتشير النماذج العددية للطقس إلى أن هذه الرياح تحمل كميات كبيرة من الأتربة الدقيقة، ما يزيد من احتمالية تدهور جودة الهواء في المناطق المتأثرة.
كما أظهرت التقارير الميدانية أن الطريق الساحلي الجنوبي الواصل إلى منطقة جازان يشهد ظروفًا استثنائية، حيث سُجّلت حالات شبه انعدام كامل للرؤية في بعض المقاطع، خصوصًا تلك القريبة من السواحل المفتوحة على البحر الأحمر.
وتدفع الرياح القادمة من الغرب جُزيئات الرمل الناعمة باتجاه المناطق الساحلية، ما يزيد من صعوبة القيادة ويشكل تهديدًا حقيقيًا لحركة المركبات، خاصة مركبات النقل الثقيل.
وفي السياق ذاته، لا تزال التوقعات مستمرة بحدوث نشاط في تكوّن السحب الركامية الرعدية فوق مرتفعات جازان، عسير، والباحة، حيث بدأت فعليًا السحب في التمدد والتكاثف خلال ساعات الظهيرة، مصحوبة برياح نشطة وزخات من الأمطار المتفاوتة الشدة.
وتشير التحليلات إلى احتمالية استمرار هذه الحالة خلال اليومين القادمين، مع تصاعد فرص هطول أمطار رعدية قد تؤثر على بعض التجمعات السكانية والمناطق الجبلية.
وقد أعلنت المديرية العامة للدفاع المدني حالة الجاهزية في عدد من المناطق المتأثرة، ونشرت فرقها الميدانية في النقاط الحيوية لمراقبة تطورات الوضع الجوي وتقديم الدعم اللازم في حال وقوع أي طارئ.
كما تم تفعيل خطط الطوارئ في بعض المستشفيات والمراكز الصحية، تحسبًا لتزايد حالات الإصابة بمشاكل التنفس نتيجة لتراكم الغبار، مع توجيهات واضحة لمرضى الربو والحساسية بتوخي الحذر وتجنب الخروج في فترات الذروة.
وفي بيان رسمي، دعت الجهات المعنية جميع السكان إلى ضرورة الالتزام بإرشادات السلامة، وتجنب التنقل غير الضروري خلال فترات نشاط الرياح والغبار، كما أوصت بعدم الاقتراب من مجاري السيول في المناطق الجبلية التي قد تشهد أمطارًا رعدية مفاجئة.
وشددت على أهمية متابعة التقارير الصادرة من الهيئة العامة للأرصاد ووسائل الإعلام الرسمية فقط، لتجنب الشائعات أو الأخبار غير الدقيقة التي قد تسبب الارتباك.
تُعد هذه الحالة الجوية إحدى نتائج تأثير امتداد منخفض جوي في الطبقات العليا من الغلاف الجوي، والذي يلتقي مع تيارات هوائية دافئة قادمة من الجنوب الغربي، ما يخلق حالة من عدم الاستقرار الجوي الممتد من شرق البلاد حتى جنوبها الغربي.
ويتوقع خبراء الطقس أن تستمر هذه الحالة حتى نهاية الأسبوع، مع احتمالية تحسن تدريجي بدءًا من مساء الخميس، في حال تحولت حركة الرياح وبدأت الكتل الهوائية الباردة في الانحسار.
وفي ظل هذه التطورات، يبقى الحذر واجبًا، مع ضرورة التزام الجميع بالتوجيهات الرسمية ومتابعة التحديثات الجوية لتفادي المخاطر المحتملة التي قد تنتج عن هذه الظروف المناخية المتقلبة.