نجح مجمع الدكتور سليمان الحبيب الطبي بالعليا في إجراء عملية جراحية دقيقة لاستئصال ورم دماغي ضخم، أنهى من خلالها معاناة سيدة في العقد الرابع من عمرها، كانت تعاني من صداع مزمن استمر لأكثر من عشر سنوات.
هذا الإعلان جاء على لسان الدكتور هاني عبدالعزيز، استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري ورئيس الفريق الطبي المعالج، الذي أوضح أن المريضة كانت تتناول أدوية مسكنة فقط من أجل التخفيف من حدة الصداع وتمكينها من أداء مهامها اليومية، دون تشخيص دقيق يفسر سبب الألم المستمر.
إقرأ ايضاً:أقل تكلفة من الليثيوم 4 مرات: هل يصبح الرمل وقود المستقبل لتدفئة العالم؟ماذا تخبئ غابة جوجل؟ تسريبات تكشف عن أسماء رمزية جريئة لسلسلة Pixel 12!
أوضح الدكتور هاني أن الحالة الصحية للمريضة تدهورت بشكل مفاجئ، حيث عانت من صداع شديد مصحوب بشلل كامل في الجانب الأيمن من جسدها، تلاه نوبات تشنجية حادة وفقدان للوعي.
وقد تم نقلها على وجه السرعة إلى قسم الطوارئ في المستشفى بعد منتصف الليل، حيث بدأ الفريق الطبي بتقديم الإسعافات الأولية، شملت استخدام أجهزة التنفس الصناعي، قبل الدخول مباشرة في مرحلة التشخيص الدقيق.
تم إجراء مجموعة من الفحوصات المعمقة، شملت أشعة الرنين المغناطيسي (MRI) وصورة لشرايين الدماغ باستخدام مادة تباين ملونة، إلى جانب سلسلة من التحاليل المخبرية الشاملة.
كشفت النتائج عن وجود ورم ضخم في الجزء العلوي من الدماغ يبلغ حجمه حوالي 6×5×6 سنتيمترات، وهو حجم كبير تسبب في ضغط شديد على مراكز التحكم في حركة اليدين والأرجل، وهي مناطق دقيقة وحساسة للغاية.
علاوة على ذلك، تسبب الورم في حدوث إزاحة دماغية ووذمة نتيجة لضغطه على أنسجة الدماغ المحيطة، بالإضافة إلى انسداد في الشريان الأعظم الذي يعد المسئول الرئيسي عن تصريف الدم من الدماغ، هذا الوضع الحرج استدعى اتخاذ قرار عاجل بالتدخل الجراحي لإزالة الورم وحماية حياة المريضة.
أفاد الدكتور هاني أن العملية الجراحية كانت معقدة وطويلة، استغرقت حوالي 10 ساعات متواصلة، وتم خلالها استخدام جهاز الميكروسكوب الجراحي الدقيق وتقنيات مراقبة الأعصاب الحية لضمان سلامة الوظائف العصبية.
كما تم اعتماد تكنيك تخدير متطور يعرف باسم "البنج العميق"، والذي يهدف إلى تقليل الضغط داخل الدماغ أثناء الجراحة، الأمر الذي ساهم في تسهيل العمل الجراحي وتقليل المخاطر.
تم استخدام جهاز متطور يدعى "سونا بت" متخصص في تفتيت الورم بدقة عالية دون التسبب في اهتزازات، مما سمح بفصل الورم عن الأنسجة المحيطة به واستئصاله بالكامل، كما تضمن الإجراء جراحة ترقيع للأم الجافية، الغشاء الواقي للدماغ، للحفاظ على سلامة المخ بعد إزالة الورم.
بعد انتهاء العملية، تم نقل المريضة إلى وحدة العناية المركزة لمتابعة حالتها، وبعد تحسنها، نُقلت إلى جناح التنويم حيث خضعت لمتابعات دقيقة، أكد الفريق الطبي أن الفحوصات اللاحقة أظهرت تحسنًا ملحوظًا في الحالة الصحية، إذ انتهى الصداع المزمن واستعادت المريضة وعيها بشكل كامل، مما سمح لها بالخروج من المستشفى في اليوم الخامس من العملية والعودة لممارسة حياتها الطبيعية بشكل طبيعي.
يُعد هذا الإنجاز الطبي تأكيدًا على القدرات التقنية والفنية العالية التي يتمتع بها مجمع الدكتور سليمان الحبيب، والذي يواصل تقديم خدماته الطبية المتخصصة بأعلى معايير الجودة والسلامة، مضيفًا بصمة واضحة في مجال جراحة المخ والأعصاب داخل المملكة وخارجها، كما يسلط هذا النجاح الضوء على أهمية التشخيص المبكر والرعاية الصحية المتكاملة في مواجهة الأمراض المعقدة التي تهدد حياة المرضى.
