طوارئ الحرم

ضيوف الرحمن في أيدٍ أمينة: طواقم طبية تنقذ حاجة بعد توقف قلبها

كتب بواسطة: ليلى حمادة |

في واحدة من أبرز صور الاستجابة الطبية الطارئة خلال موسم الحج، نجح فريق طبي بمركز طوارئ الحرم 3 التابع لمستشفى أجياد للطوارئ، عضو تجمع مكة المكرمة الصحي، في إنقاذ حياة حاجة تعرّضت لجلطة قلبية حادة تسببت في توقف قلبها المفاجئ وجاء هذا النجاح بعد 13 دقيقة متواصلة من الإنعاش القلبي الرئوي، تخللها استخدام الصدمات الكهربائية، ليعود النبض إلى قلبها ويستقر وضعها الحيوي، في موقف يجسد كفاءة الطواقم الطبية وجاهزيتها العالية لخدمة ضيوف الرحمن.

الحاجة التي كانت تؤدي مناسكها في الحرم المكي، شعرت فجأة بأعراض حرجة، ما استدعى تدخل فرق الهلال الأحمر، التي سارعت بنقلها إلى مركز الطوارئ المخصص في نطاق الحرم، وعند وصولها، كانت الحالة في غاية الخطورة، إذ أظهرت الفحوصات السريعة توقفًا مفاجئًا للقلب، ما استدعى تنفيذ خطة تدخل عاجلة لإنقاذ حياتها دون لحظة تأخير.
إقرأ ايضاً:ما بعد التدشين: هل تشهد خطوط جدة-دمشق توسعًا في 2026؟رحلة خاصة لكبار السن لم تتحدث عنها وسائل الإعلام

الفريق الطبي المختص بادر فورًا بتطبيق بروتوكولات الإنعاش القلبي الرئوي، والتي تضمنت تدليكًا قلبيًا منتظمًا وإعطاء صدمتين كهربائيتين بدقة عالية وفقًا للإجراءات المتبعة في مثل هذه الحالات، وبعد دقائق طويلة من العمل المتواصل، بدأ النبض يعود تدريجيًا، وتمكّن الفريق من إعادة الاستقرار إلى الحالة، وسط متابعة دقيقة لجميع المؤشرات الحيوية.

وبعد استقرار الحالة الأولي، تم تحويل الحاجة إلى مدينة الملك عبدالله الطبية، إحدى أكبر المنشآت التخصصية في المنطقة لاستكمال الرعاية القلبية وإجراء قسطرة طبية عاجلة، ويعد هذا التحويل السريع جزءًا من سلسلة تكامل الخدمات بين مراكز الطوارئ والمستشفيات المرجعية ضمن منظومة التجمع الصحي في مكة، بما يضمن أعلى مستويات الرعاية لضيوف الرحمن.

ما جرى لا يُعد استثناء، بل هو نموذج واقعي لما تقوم به مراكز الطوارئ داخل الحرم والمناطق المجاورة له، والتي تعمل على مدار الساعة طوال موسم الحج، بفرق طبية مدربة وأجهزة متقدمة تتيح سرعة الاستجابة لمختلف الحالات الحرجة، ويشكل مركز طوارئ الحرم 3 أحد أبرز هذه النقاط الطبية التي خُصصت للتعامل مع الحالات الطارئة في نطاق الحرم، بالتعاون مع الجهات الإسعافية الأخرى.

تجمع مكة المكرمة الصحي كان قد أعلن في وقت سابق عن رفع جاهزية مستشفياته ومراكزه الصحية استعدادًا لموسم الحج، وذلك عبر توفير كوادر طبية متخصصة، وتدريبها على آليات الاستجابة السريعة والتعامل مع الأزمات الصحية التي قد يواجهها الحجاج، لا سيما في ظل الكثافة البشرية الهائلة التي تشهدها مكة خلال هذا الموسم.

نجاح التدخل السريع في حالة الحاجة المسنة يعكس تكامل الجهود بين الجهات الصحية المختلفة، ويؤكد على فاعلية منظومة الطوارئ المتقدمة التي تديرها المملكة في أقدس بقاع الأرض، وتُعد هذه الحالة مثالاً حيًا على قدرة الفرق الطبية السعودية على التعامل مع أكثر المواقف تعقيدًا بدقة واحترافية.

ومع تواصل تدفق الحجاج من مختلف بقاع العالم، تبقى مثل هذه الحالات دليلاً على الأهمية البالغة لوجود مراكز طبية مجهزة داخل الحرم وفي محيطه، لتكون الملاذ الأول لإنقاذ الأرواح في لحظات حرجة، كما تُعد شهادة حية على التزام المملكة بتوفير كل سبل الراحة والرعاية لضيوف الرحمن، بما يتماشى مع رسالتها الدينية والإنسانية.