أعلنت هيئة النقل العام لمدينة الرياض رسميًا عن مواعيد تشغيل المسار البرتقالي ضمن شبكة قطار الرياض، مشيرة إلى أن هذا المسار سيبدأ العمل وفق جدول زمني مغاير لبقية المسارات الأخرى، وذلك نظرًا لطبيعته التشغيلية الخاصة، وارتباطه بمحطات تحويل رئيسية تلعب دورًا مهمًا في تحقيق التكامل داخل المنظومة الكاملة للنقل داخل العاصمة.
وسيبدأ تشغيل المسار البرتقالي فعليًا خلال الفترة من الخامس وحتى الرابع عشر من شهر يونيو الجاري، حيث ستكون ساعات التشغيل اليومية محددة من الساعة العاشرة صباحًا وحتى منتصف الليل وهذا التوقيت يهدف إلى اختبار القدرات التشغيلية للمسار بشكل تدريجي، مع مراقبة كثافة الركاب ومستوى الأداء الفني في مراحل الإطلاق الأولى.
إقرأ ايضاً:صراع الفرصة الأخيرة في الرياض والدوحة.. هذه تفاصيل الملحق الآسيويبمشاركة رونالدو.. أكبر حدث إلكتروني عالمي ينطلق من السعودية
أما في يوم الخامس عشر من يونيو، فسيتم تعديل جدول التشغيل ليبدأ من السادسة صباحًا وحتى منتصف الليل، في خطوة تعكس نية الهيئة رفع الطاقة التشغيلية للمسار استعدادًا لاستيعاب حركة أكبر من المستخدمين.
هذا التدرج في ساعات التشغيل ليس مجرد تفصيل لوجستي، بل يعكس خطة استراتيجية محكمة تهدف إلى التوسع المرحلي المدروس في تشغيل شبكة القطار، وذلك تجنبًا لأي تحديات فنية أو تشغيلية قد تظهر مع تدفق الركاب عبر المحطات، كما أنه يشير إلى مدى حرص الهيئة على تقديم تجربة نقل مريحة وآمنة للمواطنين والمقيمين، مع الاستفادة من الملاحظات التشغيلية خلال الأيام الأولى للتشغيل التجريبي.
ويُعدّ المسار البرتقالي من أبرز المسارات التي تتمتع بأهمية حيوية داخل شبكة قطار الرياض، لما يملكه من نقاط ربط رئيسية مع مسارات أخرى، فهو يتقاطع مع المسار الأزرق عند محطة قصر الحكم، وهي من المحطات المركزية داخل المدينة، كما يرتبط بمحطة النسيم الواقعة على المسار البنفسجي.
التكامل بين المسارات هو أحد الركائز الأساسية التي تم بناء مشروع قطار الرياض عليها، حيث صُممت الشبكة لتتيح أكبر قدر ممكن من المرونة والاتصال بين الأحياء والمناطق الحيوية، وهو ما يجعل من المسار البرتقالي عنصرًا محوريًا في إنجاح هذه الرؤية، فكل نقطة ربط تُعدُّ فرصة لتسهيل الرحلات اليومية وتقليص زمن التنقل وتعزيز الاعتماد على وسائل النقل العامة.
اللافت في عملية الإطلاق هو تركيز هيئة النقل على عنصر الشفافية في تقديم المواعيد والمراحل التشغيلية للجمهور، حيث تسعى من خلال ذلك إلى بناء جسور من الثقة والتفاعل مع المستخدمين، وإشراكهم في متابعة مراحل تطوير المشروع، مما يُعد سلوكًا حديثًا ومتقدمًا في إدارة المشاريع الضخمة، كما أن هذه الخطوة تؤكد توجه الرياض نحو التحول إلى مدينة ذكية ذات منظومة نقل مستدامة وعالية الكفاءة.
ولا يمكن إغفال الدور المتوقع للمسار البرتقالي في تخفيف الضغط على الطرق وتقليل الاعتماد على المركبات الخاصة، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى بدائل ذكية للنقل بسبب الازدحام المروري والنمو السكاني المطرد في المدينة، وتشير التقديرات إلى أن شبكة قطار الرياض بمجملها ستلعب دورًا حاسمًا في تحسين جودة الحياة وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 المتعلقة بالنقل الحضري.
ومن المنتظر أن تشهد الأيام القادمة مراقبة دقيقة من قبل الهيئة لتقييم الأداء في تشغيل المسار البرتقالي، مع إمكانية إدخال تعديلات إضافية على ساعات التشغيل أو الخدمات الداعمة وفق ما تقتضيه الاحتياجات الفعلية للمستخدمين، هذا التوجه الديناميكي في التعامل مع تشغيل المسارات يعكس المرونة والاستعداد الكامل للتطوير، مما يبشر بنقلة نوعية في خدمات النقل العام داخل العاصمة السعودية.