أعاد طيران ناس، الناقل الجوي الاقتصادي الرائد في المملكة، ربط السعودية بسوريا من بوابة مدينة جدة، بعد انقطاع دام أكثر من 12 عامًا، بإطلاق أولى رحلاته المباشرة إلى العاصمة السورية دمشق يوم الخميس الموافق 12 يونيو. يأتي هذا الحدث بعد أيام من تدشين خط الرياض-دمشق، ليكون بذلك أول ناقل سعودي يعيد تسيير الرحلات الجوية المنتظمة بين البلدين، ما يمثل خطوة استراتيجية تتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030 في الانفتاح وتوسيع الروابط الإقليمية والدولية.
وجرى الاحتفال بانطلاق الرحلة الأولى في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، بحضور مسؤولين من طيران ناس وشركة مطارات جدة، حيث تم استقبال المسافرين بهدايا ترحيبية، في أجواء احتفالية تعكس أهمية الحدث كجسر جديد للتواصل بين الشعبين الشقيقين. وتأتي هذه الخطوة ضمن خطة طيران ناس التوسعية التي تنفذ تحت شعار "نربط العالم بالمملكة"، بما يعزز مكانة المملكة كمركز لوجستي عالمي كما يستهدف تمكين الناقلات الوطنية من الوصول إلى 250 وجهة دولية، واستيعاب 330 مليون مسافر سنويًا بحلول عام 2030.
إقرأ ايضاً:الهلال في كأس العالم للأندية: تحدٍ جديد بقيادة الوجوه المألوفةشراكة استراتيجية أم مغامرة محسوبة؟ "OpenAI" تواصل تعاونها مع "Scale AI"
ويمثل استئناف الرحلات إلى دمشق أيضًا دعمًا لأهداف برنامج "ضيوف الرحمن" الرامي لتيسير وصول الزائرين إلى الحرمين الشريفين، خاصةً من الدول ذات الامتداد الثقافي والديني العميق مع المملكة، كما يعكس التزام طيران ناس بتوسيع نطاق خدماته في المنطقة، إذ سبق له أن شغّل خطوطًا مباشرة إلى دمشق وحلب واللاذقية، مما يُعد عودة إلى جذور العلاقات الجوية بين السعودية وسوريا.
ويواصل طيران ناس، منذ تأسيسه في 2007، ترسيخ مكانته كخيار رئيسي للسفر الاقتصادي في المنطقة، حيث يشغّل حاليًا أكثر من 2000 رحلة أسبوعيًا عبر 139 خط سير تغطي أكثر من 70 وجهة في 30 دولة. وقد نقل الناقل الجوي أكثر من 80 مليون مسافر حتى الآن، مع خطة طموحة للوصول إلى 165 وجهة داخلية ودولية خلال السنوات المقبلة، في ظل توسع متسارع يتناغم مع الاستراتيجية الوطنية للطيران المدني.
ويعد خط جدة-دمشق الجديد فرصة واعدة للمسافرين من الجانبين، سواء لغرض الزيارة العائلية أو العمل أو السياحة الدينية، في وقت تتزايد فيه مؤشرات التعافي والتقارب الإقليمي، وسط تطلعات متفائلة بتوسيع شبكات الربط بين العواصم العربية، بما يعزز أواصر التواصل البشري والاقتصادي والثقافي في المنطقة.