تسلا

صراع قانوني بين تسلا وشركة ناشئة بسبب روبوتات بشرية

كتب بواسطة: ليلى حمادة |

رفعت شركة تسلا دعوى قضائية في محكمة اتحادية بولاية كاليفورنيا ضد أحد مهندسيها السابقين، جاي لي، تتهمه فيها بسرقة أسرار تجارية بالغة الحساسية تتعلق بمشروع روبوتها الشبيه بالبشر "أوبتيموس".

وذلك بهدف دعم شركته الناشئة "بروسيبشن" في سباق تطوير أيدٍ روبوتية متقدمة. القضية، التي طفت إلى السطح في وقت تشهد فيه تسلا توسعًا كبيرًا في مشاريع الذكاء الاصطناعي، تُسلط الضوء على صراع متصاعد في صناعة الروبوتات التي تشهد سباقًا محمومًا على الريادة بين الشركات الناشئة والعمالقة التكنولوجيين.
إقرأ ايضاً:ولي العهد يناقش مع ماكرون وميلوني تصاعد التوتر الإيراني الإسرائيليبعد مسح شامل.. تأكيد رسمي: المملكة بعيدة عن أي تهديد نووي!

تسلا، التي يقودها إيلون ماسك، تزعم أن المهندس السابق جاي لي استولى على ملفات ووثائق سرية من داخل الشركة قبيل مغادرته في عام 2024، بعد أن قضى قرابة عامين ضمن الفريق المسؤول عن أجهزة الاستشعار الخاصة بروبوت أوبتيموس.

وتؤكد الشركة أن لي استغل هذه البيانات لتسريع عملية تطوير أيدٍ روبوتية في شركته الخاصة "بروسيبشن"، والتي أسسها بعد ستة أيام فقط من تركه لتسلا، وهو ما اعتبرته الشركة عملية "اختصار غير مشروع" للجهود التي بذلتها على مدار أربع سنوات من البحث والتطوير.

بحسب الدعوى، فإن شركة بروسيبشن تمكنت خلال أشهر معدودة من الإعلان عن منتجات متقدمة في مجال الأيدي الروبوتية، وهي فترة وصفتها تسلا بأنها غير منطقية مقارنة بما يتطلبه الأمر عادة من سنوات طويلة واستثمارات ضخمة.

وأوضحت الدعوى أن الإنجاز السريع الذي حققته بروسيبشن لا يمكن تفسيره سوى باستغلال مباشر لأسرار تجارية وملفات تطوير خاصة كانت تحت حماية تسلا، معتبرة أن الشركة الناشئة استفادت من "نتائج عمل مئات الموظفين وتكاليف بمليارات الدولارات".

في نص الدعوى القضائية، أكدت تسلا أن روبوت "أوبتيموس" يمثل استثمارًا استثنائيًا من حيث الوقت والموارد البشرية والمادية، وأن لي، رغم أنه لم يكن ضمن الفريق المختص بتطوير الأيدي الروبوتية تحديدًا، فقد تمكن بطريقة غير مشروعة من تحميل ملفات تتعلق بأبحاث حركة اليد، وهي من أكثر العناصر تعقيدًا في بناء روبوتات شبيهة بالبشر، وذلك قبيل مغادرته الشركة بوقت قصير.

التفاصيل تشير إلى أن بروسيبشن بدأت في الترويج لمنتجها بعد خمسة أشهر فقط من إنشائها، مدعية قدرتها على تطوير أيدٍ روبوتية متقدمة، وتُلفت تسلا الانتباه إلى التشابه المثير للانتباه بين تلك الأيدي الروبوتية ومنتجها الخاص، وهو ما تعتقد أنه يعزز من فرضية أن الملكية الفكرية الخاصة بها قد استُخدمت بشكل غير قانوني.

وتطالب تسلا المحكمة بإصدار قرار يمنع لي وشركته من الاستمرار في استخدام أو استغلال الأسرار التجارية التي تم الحصول عليها، كما تطالب بتعويض مالي لم يتم تحديده، يغطي الأضرار التي لحقت بالشركة نتيجة هذا "الاختراق السافر للثقة والخصوصية"، بحسب تعبيرها في أوراق القضية.

القضية تأتي في وقت حساس بالنسبة لتسلا، التي تحاول ترسيخ وجودها في مجالات خارج سوق السيارات الكهربائية، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي والروبوتات، وقد سلطت الدعوى الضوء على التحديات القانونية والتقنية التي تواجهها الشركات الكبرى عندما يتعلق الأمر بحماية الابتكار من التسرب أو القرصنة الصناعية، خاصة مع تزايد أعداد الموظفين السابقين الذين يختارون مغادرة الشركات الكبرى لإنشاء شركات منافسة أو العمل لدى أطراف ثالثة.

حتى الآن، لم تُدلِ شركة بروسيبشن بأي تصريح رسمي للرد على الاتهامات الموجهة إليها من قبل تسلا، كما لم يتم الكشف عن تفاصيل إضافية حول ما إذا كانت المحكمة ستنظر في إصدار أمر قضائي عاجل، أو إذا كانت هناك جلسات استماع مرتقبة في الفترة القريبة، من المؤكد أن هذه الدعوى ستُراقب عن كثب من قِبل الشركات العاملة في نفس المجال، نظرًا لما قد تترتب عليها من سوابق قانونية مهمة تخص حماية الملكية الفكرية في عالم الذكاء الاصطناعي والتقنيات الروبوتية.