تحت وطأة الصيف اللاهب، تستمر درجات الحرارة في التصاعد بمناطق عدة من المملكة، حيث تعيش الشرقية والرياض، إضافة إلى أجزاء من مكة المكرمة والمدينة المنورة، أجواء توصف بالحارة إلى شديدة الحرارة، وفقًا لتوقعات المركز الوطني للأرصاد، الذي أكد استمرار تأثير الموجة الحارة خلال الأيام المقبلة.
الحرارة، التي تلامس سقف الـ45 درجة مئوية في بعض المناطق، تجعل من البقاء في الأماكن المفتوحة تحديًا حقيقيًا، خاصة خلال ساعات الظهيرة، الكثير من المواطنين باتوا يؤجلون مشاويرهم حتى المساء، فيما يتجنب البعض الخروج إلا للضرورة القصوى، في ظل التحذيرات المتواصلة من التعرض لأشعة الشمس المباشرة والإجهاد الحراري.
إقرأ ايضاً:"لم أستطع تمييز القطع".. أغرب عذر من "شات جي بي تي" بعد هزيمته الساحقة في الشطرنجأخطر مواجهة في الشرق الأوسط تشتعل بلا خطوط حمراء
في المقابل، لا تخلو الأجواء من متغيرات إضافية، إذ تشتد الرياح السطحية، خصوصًا في المناطق الساحلية من مكة والمدينة، حاملة معها الغبار والأتربة، ما يؤدي إلى تدنٍ في مدى الرؤية الأفقية، ويزيد من صعوبة التنقل، لا سيما في الطرق السريعة، وتبقى الإرشادات التي تطلقها الجهات المختصة حول القيادة الآمنة والابتعاد عن المناطق المتربة ضرورية، لا سيما لمصابي الربو والحساسية.
وفي الجنوب، وتحديدًا على مرتفعات جازان وعسير، تلوح في الأفق فرصة لتشكل السحب الرعدية خلال فترات الظهيرة، حيث تتزايد احتمالات هطول أمطار متفرقة قد تكون غزيرة على فترات وجيزة، مصحوبة برعد وبرق، ورياح نشطة قد تؤدي إلى جريان السيول في بعض المناطق الجبلية والأودية، هذا التنوع الجوي، رغم أنه معتاد في هذه الفصول، إلا أنه يستدعي قدرًا من الحذر عند التنقل في تلك المناطق.
ومع ازدياد درجات الحرارة، تعود مناشدات المختصين بضرورة شرب كميات كافية من الماء، وتجنب التعرّض الطويل لأشعة الشمس، خصوصًا للأطفال وكبار السن والعمال الميدانيين، وتزداد أهمية هذه التوصيات في ظل تزامن موجة الحر مع بدء موسم الإجازات، حيث تنشط الحركة السياحية والتنقل الداخلي في مختلف أنحاء المملكة.
وتتجه الأنظار إلى الأيام المقبلة، مع ترقب ما إذا كانت هذه الأجواء ستستمر على هذا النحو الحاد، أو ستشهد بعض التغيرات في ظل النشاط المتوقع للرياح الموسمية في الجنوب، في كل الأحوال، تبقى متابعة نشرات الطقس بشكل مستمر من أهم وسائل التكيف مع صيف المملكة الذي لا يعرف الرحمة.
ويُشير خبراء الأرصاد إلى أن هذه الظروف المناخية قد تمتد لعدة أيام، مع احتمالية تزايد شدتها في بعض المناطق الداخلية، حيث تتزامن الكتلة الحارة مع قلة تأثير الرياح الباردة، ومن المرجح أن تتسبب هذه الأجواء في ارتفاع الطلب على الكهرباء نتيجة الاعتماد المتزايد على أجهزة التكييف، ما يستوجب ترشيد الاستهلاك قدر الإمكان.
كما دعت الجهات المختصة إلى توخي الحذر في تنظيم الفعاليات الخارجية خلال ساعات الذروة، مؤكدين أن السلامة العامة يجب أن تكون أولوية قصوى في ظل موجة حرٍ غير اعتيادية تمر بها البلاد.