مكافحة الآفات

"كنز الصيف في خطر".. "الزراعة" تكشف عن أعداء التوت الثلاثة وتدق ناقوس الخطر.

كتب بواسطة: بدور حمادي |

مع اقتراب موسم الصيف، تبدأ شجيرات التوت في المنطقة الشرقية بالسعودية في طرح ثمارها التي تُعد من أبرز الفواكه الموسمية على المائدة المحلية، سواء من حيث قيمتها الغذائية أو الاقتصادية، غير أن هذا الموسم الحيوي لا يخلو من تحديات تهدد جودة المحصول، في مقدمتها الحشرات الموسمية التي تترصّد الشجيرات في مراحل الإزهار والإثمار وتبرز حشرات مثل الذباب الأبيض ودودة التوت والعناكب كأعداء شرسين لمحصول التوت، مما يدفع المزارعين إلى اتخاذ تدابير وقائية دقيقة للحد من تأثيرها السلبي وتعد هذه الآفات مسؤولة عن إلحاق أضرار مباشرة بالثمار والأوراق، مما يؤدي إلى تدني الإنتاج وتراجع الجودة في حال إهمال مكافحتها.

وفي حديثه عن الموسم الحالي، أوضح مدير إدارة الزراعة في فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة الشرقية، وليد الشويرد، أن التوت هذا العام يُبشّر بإنتاج وفير، مع تنوع في الأصناف المنتشرة، لا سيما التوت الأسود، والأحمر، والأبيض، وأكد أن نجاح موسم الحصاد يعتمد بدرجة كبيرة على الالتزام بالممارسات الزراعية الصحيحة الشويرد أشار إلى أن استخدام أساليب المكافحة الطبيعية يُعد من أكثر الحلول فاعلية في الحفاظ على سلامة المحصول والبيئة في آن واحد، من أبرز تلك الأساليب، زراعة نباتات طاردة للحشرات حول الشجيرات، مثل النعناع والريحان والبصل، والتي تساعد على تقليل جذب الحشرات دون اللجوء إلى المبيدات الكيميائية.
إقرأ ايضاً:بـ 18 ساعة من الخدمة يوميًا.. طريقك إلى مسجد قباء أصبح أسهل من أي وقت!الليلة للحسم.. الأخضر الأولمبي يطارد المجد أمام فرنسا في نهائي تولون!

كما نصح باستخدام الشباك الزراعية الدقيقة لتغطية أشجار التوت، وهو إجراء يحول دون دخول الحشرات الدقيقة إلى الشجيرات في المراحل الحرجة من النمو، وأكد على أهمية الاعتدال في الري، لأن الرطوبة الزائدة تخلق بيئة مثالية لتكاثر الحشرات، وهو ما يمكن تفاديه من خلال مراقبة منسوب المياه بعناية وأشار الشويرد إلى أن التقليم الدوري للأغصان يسهم بشكل فعال في تحسين التهوية الداخلية للشجرة، مما يمنع تكوّن بؤر رطبة تسهل تجمع الحشرات، ويُعد هذا الإجراء الوقائي من أساسيات الزراعة الناجحة التي يغفل عنها كثير من المزارعين في خضم انشغالهم بالإنتاج.

ومن بين الأساليب المهمة كذلك، الفحص الدوري لأوراق وأغصان وثمار التوت لاكتشاف أي إصابة في بداياتها، ويتيح هذا التوجه التعامل الفوري مع المشكلة قبل أن تتفاقم، وذلك بإزالة الأجزاء المصابة، واستخدام علاجات طبيعية آمنة ولفت إلى أن المبيدات العضوية، مثل محلول الثوم وزيت النيم، باتت تُشكّل خيارًا مفضلًا للمزارعين في المنطقة، نظرًا لفعاليتها في طرد الحشرات وعدم تأثيرها السلبي على صحة الإنسان أو البيئة، وهي حلول تتماشى مع التوجه العالمي نحو الزراعة المستدامة والآمنة غذائيًا.

وعن عملية الحصاد المثالي، شدد الشويرد على أهمية جمع الثمار عندما تكتمل نضجًا، ويتغير لونها بالكامل، وتنفصل عن الغصن بسهولة دون عناء، ويُفضل دائمًا أن يتم ذلك خلال ساعات الصباح الأولى، حيث تكون درجة الحرارة منخفضة نسبيًا، مما يحافظ على نضارة الثمار لأطول فترة ممكنة ونوّه إلى أن التوت فاكهة شديدة الحساسية وسريعة التلف، لذا فإن أي خطأ في طريقة الجمع أو النقل قد يؤدي إلى خسائر كبيرة في المحصول، ووجه المزارعين إلى التعامل مع الثمار بعناية بالغة، لتصل إلى المستهلك بجودة عالية وشكل مثالي.

واعتبر أن نجاح موسم التوت لا يعكس فقط المهارات الزراعية للمزارعين، بل يعبر أيضًا عن مدى وعيهم بأهمية التوازن البيئي والحفاظ على جودة المنتج من المزرعة وحتى السوق، وأكد أن هناك جهودًا متواصلة لتدريب المزارعين وتوجيههم نحو استخدام ممارسات أكثر استدامة وفي ختام تصريحه، شدد الشويرد على أن التوت يمثل واحدًا من كنوز الصيف في السعودية، لما يتمتع به من فوائد صحية ومذاق مميز، ولما له من أهمية في دعم دخل المزارعين المحليين، وأكد أن الوزارة مستمرة في تقديم الدعم الفني والإرشادي لضمان حصاد ناجح يعزز من مكانة التوت المحلي في الأسواق.