تفاقمت معاناة مرضى السرطان في اليمن خلال السنوات الأخيرة بشكل غير مسبوق، حيث بات المرض الخبيث يشكل تهديدًا مميتًا يفوق في بعض مؤشراته آثار الحرب الدائرة في البلاد، إذ تشير التقديرات الصحية إلى أن نحو 12 ألف شخص يفقدون حياتهم سنويًا بسبب السرطان، وهو رقم يقارب عدد ضحايا النزاع المسلح، ما يعكس حجم الكارثة الصحية التي تشهدها البلاد.
ويعاني المرضى من ظروف إنسانية قاسية في ظل نقص حاد في الخدمات الصحية والعلاجية، فالمراكز الطبية المختصة لم تعد قادرة على استقبال الأعداد المتزايدة من المصابين، حيث يفوق عدد الحالات المسجلة الطاقة الاستيعابية لهذه المرافق التي تعاني أساسًا من تراجع الدعم ونقص الكوادر والأدوية الأساسية، ما أجبر كثيرًا من المرضى على البحث عن العلاج في الخارج أو الانتظار في طوابير الموت داخل الوطن.
إقرأ ايضاً:خبير سعودي يكشف عن 8 أغذية فعالة لخفض ضغط الدم تصعيد إسرائيلي يشعل أسواق النفط ويثير القلق العالمي
ويأتي هذا التدهور في وقت يشهد فيه اليمن أزمة معيشية خانقة، إذ يعيش ملايين اليمنيين تحت خط الفقر، ما يجعل تكلفة العلاج باهظة ومستحيلة لغالبية الأسر، وتزيد سوء التغذية والافتقار إلى الخدمات الصحية من فرص انتشار المرض وتهديد حياة المصابين، خصوصًا في المناطق النائية التي تفتقر للبنية التحتية الصحية.
ومنظمات إنسانية وصحية محلية ودولية دقت ناقوس الخطر مرارًا، محذّرة من أن تجاهل هذا الوضع قد يؤدي إلى تصاعد أعداد الوفيات وظهور موجات جديدة من الإصابات، مطالبة بضرورة التدخل السريع لدعم القطاع الصحي وتوفير أدوية السرطان والعلاجات الإشعاعية والكيماوية، إضافة إلى تعزيز قدرات مراكز الأورام وتأهيل الكوادر الطبية العاملة في هذا المجال.
وأمام هذا الواقع المرير، يواجه مرضى السرطان في اليمن معركة يومية مزدوجة، مع المرض من جهة، ومع الفقر والانهيار الصحي من جهة أخرى، في ظل غياب أفق حقيقي لحل قريب أو دعم مستدام، ما يترك آلاف الأرواح معلّقة على أمل المساعدات الإنسانية التي لا تزال غير كافية لإحداث فارق في حياة المتألمين.