أشعلت التقارير الصحفية الصادرة مؤخرًا حماس جماهير الأهلي السعودي، بعدما أشارت إلى إمكانية تولي المدرب الأسترالي أنجي بوستيكوغلو مهمة الإشراف الفني على الفريق بداية من الموسم المقبل، في حال مغادرة المدرب الألماني ماتياس يايسله.
ورغم النجاحات التي حققها يايسله مع الأهلي، وعلى رأسها قيادة الفريق نحو لقب دوري أبطال آسيا للنخبة لموسم 2024-2025، إلا أن علامات الاستفهام بدأت تحيط بمستقبله مع "الراقي"، خاصة مع تزايد الأحاديث حول رغبته في العودة إلى أجواء كرة القدم الأوروبية.
إقرأ ايضاً:بـ 18 ساعة من الخدمة يوميًا.. طريقك إلى مسجد قباء أصبح أسهل من أي وقت!الليلة للحسم.. الأخضر الأولمبي يطارد المجد أمام فرنسا في نهائي تولون!
وفي ظل تلك التكهنات، ربطت تقارير إعلامية اسم يايسله بنوادٍ أوروبية بارزة، أبرزها لايبزيغ الألماني، وسط حديث متنامٍ عن مفاوضات غير معلنة ربما تمهد لرحيله عن جدة، وبينما لم يصدر عن المدرب الألماني أي تصريح رسمي يؤكد أو ينفي تلك الأخبار، إلا أن إدارة الأهلي بدأت بالفعل في إعداد قائمة بالأسماء المرشحة لخلافته، تحسبًا لأي طارئ قد يُربك استعدادات الفريق للموسم الجديد.
وكانت صحيفة التلغراف البريطانية قد كشفت أن إدارة الأهلي وضعت أنجي بوستيكوغلو ضمن أبرز خياراتها المحتملة، لقيادة الفريق فنيًا، وأوضح الصحفي البريطاني المعروف ديفيد أورنستين أن هناك تواصلًا أوليًا جرى بين مسؤولي الأهلي والمدرب الأسترالي، دون أن يُغلق الطرفان باب التفاوض، في انتظار ما ستؤول إليه مفاوضات النادي مع يايسله.
وبرز اسم تشافي هيرنانديز، المدير الفني السابق لبرشلونة، ضمن المرشحين كذلك، ما يعكس رغبة الأهلي في التعاقد مع اسم كبير قادر على الحفاظ على المكتسبات والبناء عليها.
وعلى الجانب الآخر، كانت مغادرة أنجي بوستيكوغلو لنادي توتنهام هوتسبير الإنجليزي مفاجأة مدوية في الأوساط الكروية. فرغم قيادته "السبيرز" لتحقيق لقب الدوري الأوروبي هذا الموسم على حساب مانشستر يونايتد بهدف نظيف في نهائي مثير جرى على ملعب "سان ماميس" بمدينة بيلباو، إلا أن إدارة النادي اللندني قررت إنهاء العلاقة التعاقدية معه في السادس من يونيو الجاري، بعد موسمين قضاها مع الفريق.
ويُعد هذا التتويج إنجازًا تاريخيًا لتوتنهام، إذ إنه أول لقب أوروبي للفريق منذ تتويجه بكأس الاتحاد الأوروبي عام 1972، وأول بطولة على الإطلاق منذ الظفر بكأس رابطة الأندية الإنجليزية موسم 2007-2008، ومع ذلك، بدا أن الإدارة لم تقتنع بالمسار العام لأداء الفريق، خاصة مع التراجع الكبير الذي شهده الموسم الثاني للمدرب الأسترالي على مستوى الدوري الإنجليزي.
وبلغة الأرقام، خاض بوستيكوغلو مع توتنهام 101 مباراة في جميع المسابقات، وحقق 47 فوزًا، مقابل 14 تعادلًا و40 خسارة، بحسب إحصاءات موقع "Transfermarkt" العالمي، وقد حل الفريق في موسمه الأول تحت قيادته بالمركز الخامس في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، بينما تراجع بشكل لافت في الموسم الثاني ليحتل المركز الـ17، ما زاد من حدة الانتقادات الموجهة للمدرب ولخطة العمل المتبعة.
أما في السعودية، فقد بصم ماتياس يايسله على مشوار ناجح مع الأهلي، إذ خاض الفريق تحت قيادته 85 مباراة، حقق خلالها 53 فوزًا، وتعادل 13 مرة، وخسر في 19 مناسبة، ويُعتبر هذا السجل الإيجابي عاملاً قد يصعب مهمة الأهلي في تعويضه حال رحيله، لا سيما وأن عقده يمتد حتى يونيو 2026، ما يعني أن فسخ التعاقد سيتطلب اتفاقًا ماليًا معقدًا.
ومع اقتراب فترة الإعداد للموسم الجديد، يترقب جمهور الأهلي ما ستؤول إليه مفاوضات النادي مع المدرب الألماني، وهل ستشهد الأيام المقبلة الإعلان عن تغيير في الجهاز الفني، أم ينجح "الراقي" في إقناع يايسله بالبقاء لموسم إضافي، وبين طموح الاستقرار الفني، وسعي الأسماء الكبرى للعودة إلى أوروبا، تبقى كل الاحتمالات واردة في واحدة من أكثر فصول الأهلي إثارة على مستوى كواليس التدريب.