أجرى مدير عام الجوازات المكلف، اللواء الدكتور صالح بن سعد المربع، زيارة ميدانية تفقدية لصالات السفر في ميناء جدة الإسلامي، حيث اطلع عن كثب على سير العمل هناك، ووقف على جاهزية الكوادر والتقنيات المخصصة لخدمة ضيوف الرحمن، في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها المديرية العامة للجوازات لضمان سلاسة مغادرة الحجاج بعد انتهاء مناسك الحج لموسم عام 1446هـ، وتأتي هذه الزيارة ضمن منظومة المتابعة الميدانية التي تتخذها الجهات الأمنية والخدمية بهدف تعزيز كفاءة الأداء وتقديم أرقى الخدمات لضيوف المملكة.
وأثناء جولته التفقدية، التقى اللواء المربع بعدد من العاملين في صالات السفر، مشيدًا بما لمسه من انضباط وتنسيق بين الفرق المختلفة، ومؤكدًا أهمية الاستمرار في تقديم أفضل الممارسات لضمان راحة الحجاج خلال إنهاء إجراءات مغادرتهم، وأوضح أن نجاح مواسم الحج لا يقتصر على حسن التنظيم أثناء توافد الحجاج، بل يشمل كذلك دقة وسرعة الإجراءات في مرحلة المغادرة، التي لا تقل أهمية من حيث الأثر الانطباعي على ضيوف الرحمن.
إقرأ ايضاً:بمشاركة رونالدو.. أكبر حدث إلكتروني عالمي ينطلق من السعوديةمعجزة طبية في المدينة المنورة تُنقذ حاجة من كارثة صحية
وأشار اللواء المربع إلى أن المديرية العامة للجوازات سخّرت جميع إمكاناتها البشرية والتقنية لخدمة الحجاج، سواء في مطار الملك عبدالعزيز الدولي أو في ميناء جدة الإسلامي أو في باقي المنافذ البرية والبحرية والجوية بالمملكة، وأكد أن هذه الاستعدادات تأتي تنفيذًا لتوجيهات القيادة الرشيدة التي تحرص كل عام على الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وتوفير كل ما يضمن أمنهم وراحتهم وسهولة تنقلهم من وإلى الأراضي المقدسة.
وقد انعكست الجهود الميدانية للجوازات في ميناء جدة على الواقع العملي بشكل واضح، حيث أظهرت المراحل التشغيلية انسجامًا كبيرًا بين فرق العمل وسرعة في الإنجاز، مدعومة بأنظمة إلكترونية متطورة تتيح إنجاز الإجراءات خلال وقت قصير، مما يخفف من الضغط ويوفر تجربة سلسة للحجاج في ختام رحلتهم الإيمانية، وتُعد هذه التقنيات جزءًا من خطة التحول الرقمي التي تنتهجها وزارة الداخلية ضمن رؤية المملكة 2030.
وأكد المربع خلال لقائه بقيادات الميدان، أن جميع المنافذ السعودية، دون استثناء، تعمل ضمن خطة تشغيل موحدة ومرنة، تُمكّن من استيعاب الأعداد الكبيرة من الحجاج خلال فترات المغادرة دون أن تتأثر جودة الخدمة، وأضاف أن التنسيق المستمر بين مختلف الجهات الحكومية والقطاعات الأمنية يعد من أبرز نقاط القوة التي تميز الإدارة العامة للجوازات خلال موسم الحج، وتضمن ختامًا آمنًا ومُنظمًا لضيوف بيت الله الحرام.
وشدد اللواء المربع على أن مرحلة ما بعد أداء المناسك لا تقل أهمية عن مراحل القدوم، حيث تظل مشاعر الحجاج عالقة بكل تفصيل، وكل لحظة انتظار أو تعقيد قد تُحدث أثرًا سلبيًا على تجربتهم العامة، لذلك، أوضح أن عناصر الجوازات في مختلف المنافذ مدرَّبون على التعامل مع ضيوف الرحمن بأسلوب مهني راقٍ، يدمج بين السرعة في الأداء والدقة في الإجراءات، إلى جانب حسن الاستقبال والوداع.
وتُعد زيارة مدير عام الجوازات المكلف لميناء جدة الإسلامي رسالة واضحة على الأهمية التي توليها المديرية للرقابة الميدانية، وحرصها على التواجد الفعلي في مواقع العمل للوقوف على التحديات عن قرب ومعالجتها لحظيًا، وهو ما يعكس نمط الإدارة الحديثة القائم على المبادرة والمتابعة المستمرة بدلًا من الاعتماد الكلي على التقارير الورقية.
تجدر الإشارة إلى أن ميناء جدة الإسلامي يُعد من أبرز المنافذ البحرية التي يعتمد عليها الحجاج القادمون من عدة دول، لاسيما من القارة الأفريقية ودول جنوب آسيا، لذا فإن تهيئته الكاملة لاستقبال الحشود ومغادرتهم تأتي في مقدمة أولويات الجهات التنظيمية المعنية، ويُتوقع أن تسهم هذه الجهود في تعزيز صورة المملكة كوجهة مثالية لتنظيم مناسك الحج بما يليق بمكانتها الدينية وخبراتها المتراكمة في إدارة الحشود والخدمات اللوجستية المرتبطة بها.