يواجه نادي يوفنتوس الإيطالي حيرة كبيرة في تحديد هوية المدير الفني الجديد للفريق الأول، قبل انطلاق الموسم المقبل، في ظل تراجع عدد من الأسماء البارزة التي كانت مطروحة بقوة على طاولة المفاوضات.
ووفقًا لما أوردته صحيفة "لا غازيتا ديلو سبورت" الإيطالية، فإن البيانكونيري يعكف حاليًا على دراسة كافة الخيارات المتاحة بعد أن تلقى رفضًا واضحًا من اثنين من أبرز المرشحين لقيادة الفريق، هما أنتونيو كونتي، المدير الفني الحالي لنابولي، وجيان بييرو جاسبريني، الذي بات قريبًا من تدريب فريق روما، الأمر الذي أوقع إدارة يوفنتوس في مأزق كبير.
وبينما تتسارع الخطى للاستقرار على مدرب جديد قبل انطلاق الاستعدادات الرسمية للموسم، وتحديدًا قبل منافسات كأس العالم للأندية، عاد اسم المدرب الإيطالي ستيفانو بيولي إلى الواجهة بقوة، حيث بات من أبرز الأسماء المطروحة لتولي المهمة الفنية في "السيدة العجوز".
وتستند إدارة يوفنتوس إلى عدة عوامل في وضع بيولي على رأس قائمة المرشحين، أبرزها خبرته الطويلة في الدوري الإيطالي، وقدرته على تطوير اللاعبين الشباب، فضلًا عن تاريخه كلاعب سابق في صفوف النادي بين عامي 1984 و1987، وهو ما يمنحه أفضلية عاطفية وتكتيكية على منافسيه.
بيولي، الذي يتولى حاليًا تدريب نادي النصر السعودي، خاض تجربة مثيرة في دوري روشن للمحترفين بعد أن جاء خلفًا للبرتغالي لويس كاسترو، ومنذ توليه المهمة، قاد الفريق في 44 مباراة رسمية، حقق خلالها 28 انتصارًا، مقابل 9 هزائم، و7 تعادلات، محققًا نسبة انتصارات بلغت 63.6%.
وسجّل فريق النصر تحت قيادته 101 هدف، بينما استقبلت شباكه 46 هدفًا، ما يعكس بصمة واضحة في الأداء الهجومي مع بعض التحديات الدفاعية التي حاول الجهاز الفني احتوائها مع مرور الوقت.
وتُعد خبرة بيولي مع ميلان عاملاً حاسمًا في تواجده ضمن دائرة اهتمام يوفنتوس، خاصة أنه نجح في قيادة الروسونيري لتحقيق لقب الدوري الإيطالي في موسم 2021-2022 بعد غياب طويل، وقدم أداءً جماعيًا مميزًا نال به احترام الوسط الرياضي في إيطاليا وأوروبا.
كما يتمتع المدرب بشخصية هادئة ومتزنة، معروفة بقدرتها على إدارة غرف الملابس والتعامل مع النجوم الشباب دون صدام، وهي نقطة تُعد أساسية في خطة يوفنتوس الحالية، التي تميل إلى بناء فريق قوي بمزيج من العناصر الشابة وأصحاب الخبرة.
ولا تزال الأمور في مرحلة التقييم داخل أروقة يوفنتوس، حيث يتطلع النادي لحسم موقفه في أقرب وقت ممكن، خاصة أن تحضيرات الموسم الجديد، إلى جانب متطلبات المشاركة في كأس العالم للأندية، تفرض ضرورة وجود جهاز فني مستقر وقادر على قيادة المرحلة المقبلة بكل ما تحمله من تحديات محلية وقارية.
وحتى الآن، يبدو بيولي الأقرب في ظل قلة الخيارات وتطابق مواصفاته مع المشروع الفني للنادي، إلا أن القرار النهائي لا يزال مرهونًا بمفاوضات مرتقبة خلال الأيام القليلة المقبلة قد تحسم مستقبل المدرب مع النصر، وتعيده إلى الدوري الإيطالي من بوابة ناديه السابق.
