XChat

"إكس" تتخلى عن نظامها السابق للرسائل المشفّرة لصالح XChat

كتب بواسطة: سالي حسنين |

بدأ إيلون ماسك، مالك منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، مرحلة جديدة في مشروعه الطموح لتحويل المنصة إلى تطبيق شامل عبر إطلاق نسخة جديدة من ميزة المراسلة المباشرة تحت اسم "XChat"، الإصدار التجريبي الذي بدأ طرحه بشكل محدود لمجموعة منتقاة من المستخدمين يتضمن حزمة متقدمة من المزايا مثل الرسائل القابلة للاختفاء تلقائيًا، ودعم التشفير، وإمكانية مشاركة الملفات، بالإضافة إلى المكالمات الصوتية والمرئية، وهي مزايا تهدف إلى تحويل "إكس" من مجرد منصة اجتماعية إلى بيئة تواصل متكاملة.

ماسك، الذي أعلن الخبر عبر حسابه الرسمي على المنصة، أكد أن النسخة الجديدة من "XChat" ما تزال قيد التجربة، لكن خطة الفريق القائم على التطوير تتجه نحو تعميمها لكافة المستخدمين خلال أيام، بشرط أن لا تواجه مشكلات فنية أثناء عملية التوسع، ويبدو أن هذا التحديث ليس مجرد تحسين جزئي، بل يمثل إعادة بناء كاملة لخدمة التراسل، باستخدام لغة البرمجة Rust، المعروفة بقدراتها العالية في الأداء والحماية.
إقرأ ايضاً:مكة تحت عين التكنولوجيا: منظومة ذكية لحماية الحجاجتطور جديد في العلاقات الخليجية: مشروع جسر البحرين وقطر قيد التنفيذ

المثير للانتباه أن ماسك وصف نظام التشفير الجديد المستخدم في "XChat" بأنه "يشبه بيتكوين"، وهو تعبير أثار جدلًا واسعًا في أوساط التقنية، فرغم أن بيتكوين تُبنى على تقنيات تشفير متقدمة مثل التوقيع الرقمي والمفاتيح العامة والخاصة، فإن وصف العملة بأنها مشفّرة بحد ذاتها يعد غير دقيق من الناحية التقنية، ما دفع خبراء أمن المعلومات إلى التشكيك في مدى جدية ماسك في التوصيف، معتبرين أن العبارة ربما تكون أقرب للعبارات التسويقية منها إلى توصيفات أمنية علمية دقيقة.

وقد عبّر ماسك سابقًا عن رغبته في جعل "XChat" منافسًا مباشرًا لتطبيقات التراسل الآمن مثل Signal وiMessage، لكنه لم يقدّم حتى الآن ما يثبت أن البنية الأمنية للخدمة الجديدة توازي تلك التي تعتمدها التطبيقات المتخصصة في الخصوصية، وفي الوقت الذي يتحدث فيه عن تشفير "يشبه بيتكوين"، لم يتم الإفصاح عن البروتوكولات الأمنية الفعلية التي تحمي محتوى الرسائل والبيانات المرسلة عبر المنصة، وهو ما يُبقي الأسئلة حول الموثوقية دون إجابة واضحة.

من الناحية الوظيفية، يقدّم "XChat" قفزة عملية لمستخدمي المنصة، إذ أصبح بإمكانهم إجراء مكالمات صوتية ومرئية دون الحاجة إلى ربط حساباتهم بأرقام هواتف، في خطوة تستهدف جذب المستخدمين الباحثين عن مزيد من الخصوصية وتخفيف الاعتماد على بيانات الهوية الشخصية، وتدعم هذه الميزة الاستخدام المتعدد عبر أنظمة تشغيل مختلفة، ما يعزز التكامل وسهولة الوصول للمستخدمين عبر الأجهزة.

ويبدو أن إطلاق "XChat" جاء بالتزامن مع إلغاء نظام الرسائل المشفّرة القديم، في إشارة إلى أن "إكس" تسعى لاعتماد نظام التواصل الجديد كبديل دائم، وهذا التغيير الجذري قد يمثل تحولًا استراتيجيًا في فلسفة الشركة تجاه الخصوصية والتشفير، وإن كان لم يتضح بعد ما إذا كانت البنية التقنية الجديدة ستخضع للتدقيق أو التقييم من جهات خارجية مختصة في الأمن السيبراني.

في المقابل، ورغم الزخم الإعلامي والإعلاني الذي رافق إطلاق "XChat"، لم تسلم المنصة من مشكلات تقنية أثرت في تجربة المستخدم. فقد شهدت الأيام الماضية أعطالًا متكررة أصابت أجزاء من خدمات "إكس"، بما في ذلك "XChat"، مما أثار شكاوى من المستخدمين حول بطء الأداء وتعطل بعض الميزات، ولم تصدر المنصة بيانًا رسميًا يوضح أسباب هذه الأعطال، ما يزيد من القلق حول قدرة البنية التحتية الجديدة على استيعاب التوسع المتوقع.

كل تلك التطورات تؤكد أن "إكس" لم تعد مجرد منصة تدوين مصغر، بل باتت تسير في طريق تحويل نفسها إلى منظومة خدمات متكاملة تنافس في أكثر من مجال، من التواصل الآمن إلى المحتوى المرئي والاقتصاد الرقمي، ومع استمرار الجدل حول منهجية ماسك في إدارة التحديثات، تتجه الأنظار إلى مدى قدرته على إحداث اختراق فعلي في سوق مزدحم بتطبيقات الرسائل القوية والراسخة.