في سياق التوجه الوطني نحو تطوير منظومة خدمات الحج والارتقاء بتجربة ضيوف الرحمن، أطلقت مؤسسة البريد السعودي "سبل" مبادرة جديدة حملت اسم "حج بلا حقيبة"، لتكون خطوة نوعية تعكس التحول اللوجستي الذي تشهده المملكة تماشيًا مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، وتأتي هذه الخدمة امتدادًا لجهود المؤسسة في تسخير إمكاناتها التقنية والبشرية لتخفيف الأعباء المادية والنفسية عن الحجاج، وتيسير أدائهم للمناسك في أجواء من الراحة والتنظيم العالي.
وتتيح خدمة "حج بلا حقيبة" للحجاج فرصة أداء المناسك دون الاضطرار إلى حمل أمتعتهم في أثناء التنقل بين المشاعر، وهو ما يُعد نقلة نوعية في التعامل مع أحد أبرز التحديات التي تواجه ضيوف الرحمن في كل موسم، ووفقًا لما أعلنت عنه "سبل"، فإن الخدمة تشمل نقل أمتعة الحجاج من مقار سكنهم أو من أقرب فروع المؤسسة في مدنهم إلى المشاعر المقدسة، ومن ثم إيصالها بعد انتهاء الموسم إلى منازلهم داخل المملكة أو إلى بلدانهم خارجها.
إقرأ ايضاً:في قلب عرفات الهلال الأحمر ينقذ حياة حاج بإخلاء طبي جوي عاجل!خدمة غير مسبوقة "الطرق" تطلق منصات متنقلة لإنقاذ حافلات الحجاج المتعطلة!
وتقوم "سبل" بتنفيذ هذه الخدمة وفق أعلى المعايير العالمية، حيث توفّر إمكانيات تتبع الأمتعة من خلال تطبيقها الإلكتروني أو موقعها الرسمي "سبل أونلاين"، ما يعزز ثقة الحجاج ويمنحهم شعورًا بالأمان والاطمئنان على مقتنياتهم الشخصية، كما أكدت المؤسسة أن كافة العمليات تتم بآليات مؤتمتة، وبكوادر مدربة، لضمان دقة الأداء والتسليم في الوقت والمكان المحددين.
ولا تقتصر أهمية هذه الخدمة على الجوانب المادية فحسب، بل تمتد لتشمل الأبعاد الصحية والنفسية، حيث يُخفف عدم حمل الأمتعة من الإجهاد البدني للحجاج، خصوصًا كبار السن والمرضى، ويسهم في تقليل حالات الإجهاد الناتجة عن التنقل بين المشاعر المقدسة في ظل الازدحام الشديد ودرجات الحرارة المرتفعة، كما أنها تسهم في تحسين الحركة والتنقل داخل المشاعر عبر تقليل عدد الأمتعة المحمولة يدويًا، مما ينعكس إيجابيًا على انسيابية التنقل ورفع مستوى السلامة العامة.
وتعد مشاركة "سبل" في موسم الحج بصفتها المشغل الوطني للخدمات البريدية واللوجستية، تأكيدًا على دورها المحوري في دعم القطاعات الحيوية، وفي مقدمتها قطاع الحج والعمرة، من خلال تقديم حلول مبتكرة تعتمد على التكامل مع الجهات الحكومية والخاصة، وتسهم في تعزيز تنافسية المملكة في المجال اللوجستي إقليميًا وعالميًا، وقد أثبتت المؤسسة من خلال خدماتها المتنوعة على مدى المواسم الماضية، قدرتها على التكيف مع متطلبات الحجاج وتقديم خدمات تتسم بالكفاءة والجودة.
كما يعكس مشروع "حج بلا حقيبة" تطور البنية التحتية الرقمية واللوجستية التي تتمتع بها "سبل"، وقدرتها على التعامل مع أعداد كبيرة من الشحنات في وقت زمني محدود، ما يُعد إنجازًا لوجستيًا مهمًا يضاف إلى سجل المملكة في تقديم خدمات الحج المتقدمة، ويتوقع أن تحظى الخدمة بإقبال كبير من الحجاج، خاصة مع تنامي وعيهم بأهمية الاستفادة من الحلول التقنية لتسهيل تجربتهم.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه المبادرة تُعد جزءًا من منظومة أوسع من الخدمات التي تعمل عليها المؤسسة، بالتعاون مع شركائها في القطاعين العام والخاص، بهدف بناء تجربة متكاملة لضيوف الرحمن تبدأ من لحظة وصولهم إلى المملكة وتنتهي بعودتهم إلى أوطانهم، مرورًا بكل تفاصيل الرحلة الروحانية، والتي تسعى الدولة بكل أجهزتها إلى أن تكون نموذجًا في التنظيم والإتقان.
وبهذه الخطوة، تبرهن "سبل" على أنها لم تعد مجرد مزوّد للخدمات البريدية التقليدية، بل أصبحت أحد أهم روافد التطوير في القطاع اللوجستي بالمملكة، من خلال تبنّي أحدث المفاهيم في إدارة الخدمات، وتطبيق معايير الجودة الشاملة، التي تضمن تقديم تجربة متميزة للحاج، وتجعل من رحلة الحج تجربة إيمانية خالصة، خالية من الأعباء المادية والتنظيمية المعقدة.