أغلق نادي الهلال السعودي صفحة البحث عن مدرب جديد للفريق الأول لكرة القدم، بعد أن حسمت الإدارة تعاقدها رسميًا مع المدرب الإيطالي الشهير سيموني إنزاغي لقيادة الفريق لمدة موسمين، الصفقة التي لاقت صدى واسعًا في وسائل الإعلام الأوروبية، وضعت حداً للتكهنات التي استمرت لأسابيع حول هوية المدرب الذي سيقود الزعيم في المرحلة المقبلة، خصوصًا مع اقتراب المشاركة في مونديال الأندية.
المعلومات جاءت عبر الصحفي الإيطالي الموثوق فابريزيو رومانو، أحد أبرز المصادر في سوق انتقالات اللاعبين والمدربين، والذي نشر عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس" (تويتر سابقًا) تأكيدات توقيع إنزاغي للعقد رسميًا في العاصمة الفرنسية باريس، بحضور رئيس نادي الهلال، وذكر رومانو أن المدرب الإيطالي سيحصل على راتب سنوي صافٍ يبلغ 26 مليون يورو، ما يعكس حجم الرهان الكبير من إدارة الهلال على هذه الصفقة.
إقرأ ايضاً:الهلال يعلن أولى صفقاته قبل انطلاق المونديال.. والكبار على الطريقحدث لا يتكرر إلا كل 18 عاماً: قمر الفراولة يسطع من أقصى الجنوب
رحيل إنزاغي عن ناديه السابق إنتر ميلان لم يكن مفاجئًا تمامًا، خاصة بعد الموسم المخيب الذي أنهاه الفريق دون أي لقب، بالرغم من امتلاك إنزاغي لسجل حافل خلال فترته مع النيراتزوري، فالنادي الإيطالي أعلن رسميًا يوم الثلاثاء عن نهاية العلاقة بين الطرفين، لتنتهي بذلك حقبة استمرت أربع سنوات شهدت نجاحات ملموسة على الصعيدين المحلي والقاري.
ويمتد عقد إنزاغي السابق مع إنتر حتى يونيو 2026، غير أن الإخفاق الأوروبي الأخير بالخسارة بخمسة أهداف دون رد أمام باريس سان جيرمان في نهائي دوري أبطال أوروبا كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر العلاقة، ما دفع المدرب البالغ من العمر 49 عامًا إلى اتخاذ قرار مغادرة الفريق.
خلال سنواته الأربع مع إنتر، تمكن إنزاغي من التتويج بستة ألقاب، من بينها الدوري الإيطالي مرة واحدة، وكأس إيطاليا مرتين، وكأس السوبر الإيطالي ثلاث مرات، مثبتًا قدراته في قيادة الفرق الكبرى وتحقيق البطولات، وهو ما يبدو أن إدارة الهلال قد راهنت عليه بكل ثقة في هذه المرحلة.
التوقيع مع إنزاغي يأتي في توقيت حساس للغاية، حيث يستعد الهلال لخوض واحدة من أبرز المشاركات القارية في تاريخه، إذ يشارك الفريق في بطولة كأس العالم للأندية المقررة إقامتها في الولايات المتحدة الأمريكية منتصف يونيو الجاري، وسيكون الهلال ضمن المجموعة الثامنة، إلى جانب ريال مدريد الإسباني، باتشوكا المكسيكي، وسالزبورج النمساوي، في مجموعة نارية تتطلب قيادة فنية على أعلى مستوى.
وتسعى الإدارة الهلالية من خلال هذه الخطوة إلى إرسال رسالة واضحة مفادها أن النادي لا يتعامل مع المشاركات الكبرى كفرص للظهور فقط، بل كمحطات للمنافسة الجادة على الألقاب، وهو ما ينسجم مع طموحات الجماهير الزرقاء التي اعتادت رؤية فريقها على منصات التتويج.
التعاقد مع مدرب بحجم سيموني إنزاغي يؤكد مرة أخرى المكانة المتقدمة التي باتت الأندية السعودية تحظى بها في المشهد الكروي العالمي، بعد أن أصبحت وجهة مفضلة للنجوم والمدربين من الصف الأول، في ظل الدعم الكبير الذي يحظى به القطاع الرياضي ضمن رؤية المملكة 2030.
