أين العالم.. فجر يوم دامٍ جديد من أيام العدوان المستمر على قطاع غزة

كتب بواسطة: احمد قحطان |

في فجر يوم دامٍ جديد من أيام العدوان المستمر على قطاع غزة، شن الجيش الإسرائيلي غارات جوية استهدفت مدرسة فهمي الجرجاوي في حي الدرج بالمدينة، وهي المدرسة التي تحولت إلى ملجأ للعائلات النازحة من مناطق الاشتباكات، مما أسفر عن استشهاد 25 فلسطينياً بينهم 6 أطفال، إضافة إلى عشرات الإصابات الخطيرة التي لا تزال تتطلب تدخلًا طبيًا عاجلاً، وفق ما أكدته المصادر الطبية لمراسل الجزيرة في القطاع، في وقت تكثف فيه الطواقم الطبية جهودها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه تحت ظروف صعبة للغاية.

لم تكن هذه الغارة الحادثة الوحيدة خلال الساعات الماضية، فقد شن الجيش الإسرائيلي ضربات مماثلة استهدفت روضة أطفال تحولت إلى مركز إيواء للنازحين في مخيم المغازي بوسط القطاع عبر طائرة مُسيّرة، ما أدّى إلى استشهاد فلسطيني واحد على الأقل وإصابة آخرين، وهو ما يوحي باستهداف متعمد للمنشآت التعليمية والمراكز التي يفترض أنها آمنة للمدنيين، وسط تصاعد واضح في وتيرة العنف واستخدام القوة المفرطة ضد سكان القطاع المحاصرين، حيث بلغ عدد الشهداء خلال الـ24 ساعة الماضية نحو 32 شخصًا وفق إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية.

إقرأ ايضاً:

"بعد ثيو هيرنانديز".. اهتمام سعودي كبير بثنائي جديد من ميلانأوسيمين يُفجّر مفاجأة الصيف ... النصر يتفوق في سباق الميركاتو!

واجهت المستشفيات في قطاع غزة، خاصة مستشفى الشفاء والمعمداني، تحديات هائلة في التعامل مع هذا التدفق الكبير للضحايا، إذ تعمل هذه المؤسسات الصحية في ظروف استثنائية نتيجة النقص الحاد في الوقود والأدوية والمعدات الطبية الأساسية، وهو ما يجعل مهمة إنقاذ الجرحى أكثر تعقيدًا، ومع استمرار تكرار هذه المجازر، يصبح واضحًا أن الانهيار الصحي الكامل قد يكون قريبًا إذا لم يتدخل المجتمع الدولي بشكل فوري وحاسم.

ليس هذا فحسب، بل تستمر إسرائيل في تنفيذ عمليات قصف واسعة النطاق بدعم لوجستي وسياسي أمريكي، طالت حتى الآن مئات المدارس والمستشفيات والمساجد ومراكز الإيواء في مختلف مناطق القطاع، من بيت لاهيا شمالاً إلى خان يونس جنوباً مرورًا بوسط القطاع، وقد تجاوزت الحصيلة الإجمالية للعدوان الذي دخل شهره الثامن أكثر من 175 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض دون معرفة مصيرهم.

وصف خبراء القانون الدولي والمراقبون الحقوقيون هذه الجرائم المتواصلة بأنها "إبادة جماعية ممنهجة"، تستوجب تحركًا دوليًا فوريًا لوقف العدوان وحماية المدنيين، لكن الصمت الدولي ما زال يسيطر على المشهد، في الوقت الذي تتعالى فيه أصوات المنظمات الإنسانية والمجتمع المدني المطالبة بضرورة فرض هدنة حقيقية ومحاسبة المسؤولين عن هذه المجازر، بينما تنتظر غزة بفارغ الصبر أي تحرك جاد يوقف نزيف الدم ويمنع كارثة إنسانية قد تكون لها انعكاسات لا يمكن توقعها على المنطقة بأكملها.