بمناسبة اليوم الدولي لمكافحة العواصف الرملية والترابية، أعلن المركز الوطني للأرصاد عن بيانات وإحصائيات هامة تخص الظواهر الغبارية التي شهدتها المملكة خلال عام 2025م، حيث كشفت الأرقام عن انخفاض ملحوظ في تكرار هذه الظواهر مقارنة بالمعدلات التاريخية.
وأظهرت الإحصائيات تراجع حالات الغبار بنسبة وصلت إلى 59% خلال شهر يونيو 2025، وهو ما يعد مؤشراً إيجابياً يعكس تحسناً ملموساً في جودة الهواء والظروف المناخية.
إقرأ ايضاً:
"هيئة الزكاة والضريبة والجمارك" تعلن: إحباط 1268 محاولة تهريب.. وهذه أبرز المضبوطاتملتقى الصحة العالمي .. كيف تحوّل إلى منصة تنافسية تُغيّر مستقبل الرعاية في السعودية؟وفي تفاصيل أكثر، أشار المركز الوطني للأرصاد عبر حسابه الرسمي في منصة "إكس" إلى أن شهري مايو وأبريل 2025 شهدا أيضاً انخفاضاً كبيراً في حالات الغبار، حيث سجل شهر مايو انخفاضاً بنسبة 40%، وشهر أبريل بنسبة 41% مقارنةً بالفترات السابقة.
كما سجل شهر مارس انخفاضاً أكثر وضوحاً، حيث وصلت النسبة إلى 75%، مما يشير إلى تحسن تدريجي ومستمر في الحالة الجوية للمملكة خلال النصف الأول من العام، وعن الأسباب التي تقف وراء هذا التراجع الملحوظ في نشاط الغبار والعواصف الرملية.
وأشار المركز إلى عدة عوامل رئيسية ساهمت بشكل مباشر في تقليل هذه الظواهر، منها التغير في نمط الجبهات الهوائية التي تؤثر على حركة الغبار والرمال في الأجواء.
كما عزى المركز هذا الانخفاض إلى الجهود المتواصلة التي تبذلها منظومة البيئة السعودية في الحد من مصادر الغبار، والتي تشمل مبادرات وطنية كبيرة مثل "السعودية الخضراء"، التي تهدف إلى زيادة الرقعة الخضراء وزراعة ملايين الأشجار بما يحد من تراكم الأتربة والرمال المتحركة.
إضافة إلى ذلك، لفت المركز إلى برنامج استمطار السحب الذي يُعد من البرامج الفاعلة في تحسين المناخ المحلي، حيث تسهم عمليات الاستمطار في زيادة هطول الأمطار وتقليل جفاف الأرض، مما يخفف من تكوين الغبار والأتربة المتطايرة.
ولا يمكن إغفال الدور الذي تلعبه المحميات الملكية في حماية التنوع البيئي والحفاظ على المساحات الطبيعية الخضراء، والتي تعمل بدورها على تثبيت التربة والحد من ظاهرة التصحر وانتشار الرمال.
يُذكر أن مكافحة العواصف الرملية والترابية تمثل أحد التحديات البيئية الكبيرة التي تواجهها المملكة، نظرًا لموقعها الجغرافي في منطقة صحراوية تمتاز بوجود كثبان رملية واسعة، فضلاً عن الظروف المناخية القاسية التي تهيئ فرصة نشوء هذه الظواهر.
ومن هذا المنطلق، تؤكد الجهود الوطنية المكثفة في هذا المجال على أهمية التنسيق بين الجهات الحكومية والخاصة، بالإضافة إلى تفعيل دور المجتمع المحلي في الحفاظ على البيئة وتقليل المخاطر المرتبطة بالعواصف الرملية.
وتعكس هذه الإحصائيات الحديثة، التي أعلن عنها المركز الوطني للأرصاد، نجاح الخطط والاستراتيجيات المعتمدة في المملكة للحد من آثار العواصف الترابية، والتي تشمل استخدام التقنيات الحديثة في الرصد والتنبؤ، إلى جانب التوعية المستمرة لأهمية حماية البيئة والعمل على تحقيق التنمية المستدامة، بما يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030.
ختاماً، تؤكد المملكة التزامها المستمر في مراقبة الظواهر الجوية والتحسين المستمر لبيئة المعيشة، في ظل دعم القيادة الرشيدة التي تبذل جهوداً كبيرة في مجال البيئة والتنمية المستدامة، مما يجعل المملكة نموذجاً يحتذى به في التصدي للتحديات البيئية وتحقيق نقلة نوعية في جودة الحياة للمواطنين والمقيمين على حد سواء.