الإدارة العامة للمرور السعودي

"المرور السعودي" يطلق "تنبيهاً هاماً": هذا "السلوك المتهور" يهدد السلامة العامة

كتب بواسطة: تميم بدر |

أصدرت الإدارة العامة للمرور تنبيهًا مهمًا لسائقي المركبات بشأن سلوكيات مرورية مخالفة تشكّل خطرًا حقيقيًا على السلامة العامة، وأكدت أن القيادة على أكتاف الطريق أو الأرصفة، أو في المسارات غير المصرح بها، تُعد من المخالفات المرورية الجسيمة التي تستوجب العقوبة بموجب لائحة الجزاءات.

وجاء التنبيه عبر الحساب الرسمي للإدارة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أوضحت أن هذه الممارسات لا تقتصر على كونها مخالفة فقط، بل تتسبب في إرباك السائقين الآخرين، وتُحدث خللًا في انسيابية الحركة المرورية، ما يرفع احتمالات وقوع الحوادث.

إقرأ ايضاً:

مفاتيح المستحيل.. كيف يُسقط تشيلسي آلة إنريكي في نهائي مونديال الأندية؟بصفقات محلية وعالمية.. الهلال يبدأ ميركاتو 2025 لتعويض إخفاق الموسم

وأشارت الإدارة إلى أن بعض السائقين يلجؤون إلى هذه التصرفات في محاولة لتجاوز الزحام أو الوصول بشكل أسرع، غير مدركين أن هذه السلوكيات تعرضهم للمساءلة القانونية، وتشكّل تهديدًا حقيقيًا لحياة مستخدمي الطريق كافة.

وأكدت "المرور" أن استخدام الأكتاف أو الأرصفة مخصص فقط للحالات الطارئة، مثل سيارات الإسعاف أو الدفاع المدني أو الأعطال المفاجئة، أما الاستخدام الشخصي في الظروف العادية فيُعد تجاوزًا للأنظمة ويستوجب الغرامة.

وبحسب ما ورد في لائحة الجزاءات المرورية، فإن غرامة القيادة على الأكتاف أو الأرصفة تبدأ من 1000 ريال وتصل إلى 2000 ريال، وهي من أعلى الغرامات التي تُفرض على المخالفات غير الحادثية، ما يعكس خطورة هذه التصرفات في نظر الجهات المختصة.

وتأتي هذه الحملة التوعوية في إطار جهود الإدارة العامة للمرور لتعزيز ثقافة الالتزام المروري، لا سيما في ظل تسجيل عدد من المخالفات المرتبطة بالاستخدام الخاطئ للأكتاف خلال الفترات الماضية، خاصة في أوقات الذروة والمواسم.

وتُعد القيادة في المسارات غير المصرح بها أحد الأسباب التي تسهم في حدوث التصادمات المفاجئة، حيث لا يتوقع السائقون الآخرون دخول مركبة من الأكتاف أو الأرصفة، ما يؤدي إلى قرارات مفاجئة وحوادث خطرة في كثير من الأحيان.

وتسعى إدارة المرور إلى الحد من هذه السلوكيات عبر التوعية من جهة، وتكثيف الرقابة والرصد الآلي من جهة أخرى، في محاولة لضبط السلوكيات الخاطئة على الطرق، وضمان بيئة مرورية أكثر أمانًا لجميع المستخدمين.

ورغم التقدم الكبير في تطوير البنية التحتية للطرق، وتوسعة المسارات، إلا أن بعض السائقين لا يزالون يتعاملون مع النظام المروري بقدر من التهاون، الأمر الذي يدفع بالجهات المختصة إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة في مواجهة المخالفين.

ويرى مختصون في السلامة المرورية أن الالتزام بالمسارات النظامية لا يُعد فقط احترامًا للأنظمة، بل هو التزام أخلاقي ومجتمعي يعبّر عن وعي السائق بمسؤوليته تجاه نفسه وتجاه الآخرين على الطريق.

وتُشير الدراسات المرورية إلى أن نسبة من الحوادث التي تقع على الطرق السريعة تكون نتيجة سلوكيات خاطئة من هذا النوع، لا سيما في حالات الازدحام أو عند نقاط التفتيش، حيث يسعى البعض إلى التحايل عبر استخدام الأرصفة أو الأكتاف.

وتُعد المخالفة التي حذّرت منها الإدارة واحدة من المخالفات المتكررة في بعض المناطق الحضرية، خاصة في المدن الكبرى التي تشهد كثافة مرورية، ما يجعل بعض السائقين يعتقدون أن اللجوء إلى الأكتاف حل سريع، غير مكترثين بعواقب ذلك.

وتؤكد الإدارة العامة للمرور أنها لن تتهاون في تطبيق العقوبات على المخالفين، داعية إلى الإبلاغ عن مثل هذه التصرفات عبر القنوات الرسمية، لضمان رصدها والتعامل معها بشكل فوري، حفاظًا على السلامة العامة.

وفي ظل استخدام تقنيات الرصد الحديثة، أصبحت هذه المخالفات تُرصد بشكل آلي أو عبر الكاميرات المنتشرة على طول الطرق، وهو ما يعني أن فرص التهرب من العقوبة باتت ضئيلة، ما يجعل الالتزام هو الخيار الأسلم لكل سائق.

ويأتي هذا التنبيه ضمن سلسلة من الحملات التي تطلقها الجهات المرورية خلال العام، والتي تهدف إلى تعزيز الوعي، والتقليل من السلوكيات الخطرة، والمساهمة في خفض معدلات الحوادث والإصابات على الطرق السعودية.

ويأمل المسؤولون في أن تساهم هذه الرسائل التوعوية في خلق بيئة مرورية أكثر التزامًا، خاصة مع تزايد أعداد المركبات واتساع شبكات الطرق، مما يتطلب وعيًا أكبر، وتعاونًا متبادلًا بين السائقين والجهات الرقابية.

كما دعت الإدارة السائقين إلى التقيّد بالأنظمة، والتفكير في سلامتهم وسلامة الآخرين قبل الإقدام على أي تصرف قد يبدو بسيطًا في لحظته، لكنه يحمل تبعات كبيرة قد لا تُحمد عقباها لاحقًا.

إن احترام النظام المروري هو أحد مظاهر التحضر، وكل مخالفة قد تؤدي إلى نتائج لا يُمكن التنبؤ بها، لهذا تؤكد الجهات المختصة أن التعامل مع الطريق يجب أن يكون بوعي ومسؤولية تامة، حماية للأرواح والممتلكات على حد سواء.