أثار الحديث عن احتمالية انسحاب نادي الهلال من منافسات كأس السوبر السعودي لكرة القدم جدلاً واسعًا في الأوساط الرياضية، بعد أن تردد أن الإدارة تفكر جديًا في عدم المشاركة بالبطولة المقرر إقامتها في الفترة من 19 إلى 23 أغسطس المقبل.
وذلك بسبب الإرهاق البدني الذي يواجهه اللاعبون بعد مشاركتهم في بطولة كأس العالم للأندية، والتي غادرها الفريق من الدور ربع النهائي أمام فلومينينسي البرازيلي، عقب مشوار قوي بدأه بتخطي مانشستر سيتي الإنجليزي في مفاجأة لفتت أنظار المتابعين في الساحة العالمية.
إقرأ ايضاً:
تحذير طبي جديد يكشف .. سرعة المشي قد تحدد مصير قلبك"وزارة السياحة" تتوعد: غرامة تصل إلى "مليون ريال" وإغلاق نهائي.. لهذه المكاتب المخالفةووسط هذه التطورات، كشف الخبير القانوني أحمد الأمير في تصريحات صحفية لصحيفة "عكاظ"، عن العقوبات المتوقعة في حال قرر الهلال الانسحاب رسميًا من البطولة، وأوضح الأمير أن العقوبات التي تنص عليها اللوائح في مثل هذه الحالات تبدأ بغرامة مالية تبلغ 500 ألف ريال سعودي.
بالإضافة إلى اعتبار الفريق خاسرًا في مباراة نصف النهائي المقررة أمام نادي القادسية، وهو ما قد يُضعف موقف النادي محليًا ويؤثر على سمعته في الأوساط التنظيمية، ولا تقتصر العقوبات المتوقعة على الخسارة والغرامة المالية فحسب، إذ أشار الأمير إلى أن هناك عقوبات إضافية سيتم اتخاذها في حال تم رفع ملف الانسحاب إلى الاتحاد السعودي لكرة القدم.
حيث من المرجح أن يتم حرمان الهلال من المشاركة في بطولة السوبر السعودي لمدة موسمين متتاليين، وهي عقوبة من شأنها أن تؤثر على حضور النادي في واحدة من البطولات المحلية ذات الطابع الرسمي والاهتمام الإعلامي والجماهيري الواسع.
ومن المعروف أن الهلال، بوصفه أحد أكبر الأندية السعودية وأكثرها تحقيقًا للبطولات، يملك قاعدة جماهيرية واسعة وطموحات دائمة في التتويج بكل المسابقات التي يشارك بها، غير أن التراكم الكبير في المشاركات المحلية والدولية خلال الموسم الماضي قد أثر على جاهزية اللاعبين.
وجعل مسألة الراحة والاستشفاء أمرًا ملحًا من الناحية الفنية والطبية، وهو ما دفع الإدارة للتفكير في اتخاذ قرار يحفظ سلامة اللاعبين على المدى الطويل، وإن كان هذا القرار محفوفًا بعواقب تنظيمية وقانونية.
ويعيش الهلال حاليًا مرحلة دقيقة على الصعيد الفني، حيث يعكف الجهاز الفني على تقييم الحالة البدنية للعناصر الأساسية بعد المشاركة القوية في مونديال الأندية، وهي بطولة أثبت من خلالها الهلال حضوره الدولي، لكنه في المقابل خرج منها بعبء بدني كبير انعكس على الجاهزية العامة للفريق، ومن المتوقع أن تُحسم إدارة النادي القرار النهائي خلال الأيام المقبلة بعد التشاور مع الطاقم الفني والطبي، ومراجعة الموقف القانوني الكامل للعقوبات المحتملة.
وفي حال تم اتخاذ قرار الانسحاب رسميًا، سيكون لذلك انعكاسات تتجاوز الجوانب المالية والتنظيمية، إذ قد يُنظر إليه بوصفه موقفًا لا يتسق مع التطلعات الرياضية للنادي وجماهيره، خاصة في ظل تطلعات الشارع الرياضي لرؤية الفريق في كامل جاهزيته ومشاركًا في كافة البطولات.
غير أن إدارة النادي تبدو حريصة في الوقت نفسه على الموازنة بين طموحات المنافسة ومتطلبات الاستعداد البدني والنفسي للاعبين الذين خاضوا موسمًا مرهقًا على جميع المستويات.