مارسيلو سامبايو.

خطوة تهز الوسط الرياضي .. النصر يحرك المياه الراكدة ويخطف أبرز أركان الهلال

كتب بواسطة: حكيم حميد |

في خطوة مفاجئة أربكت حسابات الشارع الرياضي السعودي، أعلن نادي النصر عن خطوة فنية قوية تُعد من أبرز تحركاته التحضيرية للموسم الكروي الجديد، وذلك من خلال التعاقد مع مارسيلو سامبايو، مدرب اللياقة البدنية البرتغالي الشهير، والذي سبق له العمل ضمن الطاقم الفني للهلال في مواسم سابقة، حيث ساهم حينها في بناء فريق مرهق للمنافسين ومتين بدنيًا إلى أقصى درجة.

وتأتي هذه الخطوة بعد أيام من إعلان النصر عن توصله لاتفاق نهائي مع المدرب البرتغالي خورخي خيسوس، الذي رحل مؤخرًا عن تدريب الهلال، في مشهد أثار موجة من التساؤلات حول تحركات النصر الأخيرة، ومدى تأثيرها المباشر في خريطة المنافسة المحلية والقارية خلال الموسم المقبل.

إقرأ ايضاً:

قفزة جديدة في أسعار الذهب بالمملكة وعيار 21 يقترب من 355 ريالًابعد مغادرة النصر.. فيورنتينا يعلن بيولي مدربًا رسميًا للموسم الجديد

ويبدو أن إدارة النصر، المدعومة برؤية فنية شاملة وضعتها شركة الكرة بالنادي، قد عقدت العزم على قلب الطاولة، من خلال محو الصورة الباهتة التي بدا عليها الفريق في بعض مراحل الموسم الماضي، والتي أرجعها كثير من المتابعين إلى خلل في الجوانب البدنية والانضباط العام داخل الفريق.

ويُعد مارسيلو سامبايو من الأسماء اللامعة في مجال الإعداد البدني على مستوى المنطقة، إذ اشتهر بتفانيه الصارم في رفع كفاءة اللاعبين البدنية، وتحويلهم إلى كتلة من الطاقة لا تعرف التراخي، حيث سطع نجمه خلال فترة عمله السابقة مع الهلال، وكان أحد العوامل الحاسمة في أداء الفريق خلال موسم 2023 الذي وصفه كثيرون بالمثالي.

وأشارت مصادر قريبة من النادي أن التعاقد مع سامبايو لم يكن وليد اللحظة، بل جاء بعد توصيات فنية دقيقة، توافقت عليها إدارة الكرة والمدرب الجديد، ليكون سامبايو حجر الزاوية في إعادة ضبط إيقاع الفريق، وتحفيز اللاعبين للالتزام والانضباط خلال مرحلة الإعداد، التي عادة ما تكون مفصلية في تحديد ملامح الموسم.

ولم يكن جمهور الهلال بعيدًا عن هذه الأحداث المتسارعة، فقد عبّر العديد من أنصار الزعيم عبر منصات التواصل الاجتماعي عن صدمتهم من استقطاب النصر لمدرب كان يُعد أحد أسرار التفوق البدني للفريق الأزرق، وهو ما فتح باب المقارنات بين مراحل الهلال قبل وبعد رحيل الطاقم الفني البرتغالي، وعلى رأسه سامبايو.

ويُنظر إلى خطوة النصر بالتعاقد مع خيسوس وسامبايو على أنها أكثر من مجرد تحركات فنية، إذ وصفها البعض بأنها استراتيجية نفسية كذلك، هدفها إثارة التوتر في معسكر الغريم التقليدي الهلال، وإعادة رسم ملامح المنافسة قبل انطلاقة الموسم، وهو ما يضيف بعدًا آخر لصراع الأندية الكبرى في الدوري السعودي.

ومن جانبها، أبدت بعض الصحف البرتغالية اهتمامًا بالتحركات الأخيرة للنصر، مشيرة إلى أن سامبايو يمثل قيمة مضافة لأي نادٍ ينضم إليه، نظرًا لخبرته الواسعة مع أندية عريقة مثل فلامنجو وبنفيكا، فضلًا عن تفانيه في إخضاع اللاعبين إلى برامج تأهيل بدني شاقة تؤهلهم للمنافسة بأقصى طاقاتهم طوال الموسم.

ويبدو أن عودة سامبايو إلى الدوري السعودي عبر بوابة النصر، تحمل في طياتها رسائل غير مباشرة إلى بعض لاعبي الفريق، إذ تحدثت تقارير عن نية المدرب فرض تدريبات خاصة صارمة، قد لا تكون مريحة للبعض، في إشارة واضحة إلى أن زمن التساهل قد ولّى، وأن القادم سيشهد غربلة داخل الفريق على أساس الالتزام والانضباط البدني.

وعلى الرغم من أن سامبايو لا يظهر كثيرًا في الإعلام، إلا أن بصماته لا تخطئها أعين الجماهير، حيث غالبًا ما تنعكس نتائجه في الملعب من خلال صمود اللاعبين بدنيًا حتى اللحظات الأخيرة من المباريات، وهو ما افتقده النصر في بعض مواجهاته الحاسمة الموسم الماضي.

ويأمل أنصار العالمي أن يشهد الموسم المقبل طفرة في أداء الفريق، خاصة مع هذا الحراك الفني الكبير، في ظل وجود أسماء بارزة في التشكيل الأساسي للنصر، تحتاج فقط إلى الانضباط البدني والتحفيز النفسي للعودة إلى مستواها المعروف.

وبحسب مصادر داخل البيت النصراوي، فإن الإدارة تخطط لمزيد من التغييرات على مستوى الطاقم الفني والإداري خلال الأسابيع القادمة، وذلك ضمن استراتيجية شاملة لإعادة الفريق إلى منصات التتويج، والمنافسة بقوة على دوري روشن للمحترفين والبطولات القارية.

ويُتوقع أن يخضع الفريق لمرحلة إعداد مكثفة بقيادة سامبايو، تشمل تقييم الحالة البدنية لكل لاعب على حدة، وتطبيق برامج تدريبية فردية لتجاوز نقاط الضعف، خاصة أن النصر يطمح إلى دخول الموسم دون ترك أي هامش للأعذار أو التراخي.

والشارع الرياضي يتابع بترقب شديد ما إذا كان هذا التحرك من النصر سيؤتي ثماره، أم أنه مجرد ردة فعل لحالة الإخفاقات السابقة، خاصة في ظل حجم التنافسية الكبيرة التي يشهدها الدوري السعودي في موسمه القادم، مع وجود أسماء عالمية في صفوف عدة أندية.

وفي ظل هذه الأجواء المتوترة، يتوقع أن تكون المواجهات القادمة بين النصر والهلال أكثر سخونة من أي وقت مضى، ليس فقط بسبب تاريخ الخصومة الكروية، ولكن أيضًا نتيجة الصراع الخفي على كسب أفضل العقول الفنية التي تصنع الفارق داخل أرضية الملعب.

والموسم الجديد على الأبواب، والتوقعات مرتفعة، والجماهير تنتظر أن ترى ما إذا كانت هذه القرارات الجريئة من إدارة النصر ستثمر عن ولادة فريق جديد قوي بدنيًا، منضبط تكتيكيًا، ومتمرس على حسم البطولات المحلية والدولية.