في خطوة تُعد من أبرز العناوين في سوق الانتقالات المقبل، أصبح البرتغالي برونو فيرنانديز، نجم مانشستر يونايتد الإنجليزي وقائد الفريق، على بعد خطوات من الانضمام إلى نادي الهلال السعودي، في صفقة تُصنَّف كواحدة من أضخم الصفقات المنتظرة في تاريخ كرة القدم السعودية، وبحسب ما أفادت به مصادر صحفية إنجليزية، فإن فيرنانديز أعطى موافقته المبدئية على الانتقال إلى نادي الهلال، وذلك بعد مفاوضات مكثفة قادتها الإدارة الهلالية خلال الأسابيع الماضية، في إطار خطتها لدعم الفريق بأسماء عالمية قبل انطلاق الموسم الجديد.
وتشير التقارير إلى أن العرض المالي المُقدَّم من الهلال كان مغريًا، حيث اقترب من الراتب الذي يتقاضاه مواطنه روبن نيفيز، لاعب وسط الهلال الحالي، والذي يُعد من أعلى اللاعبين أجرًا في الدوري السعودي، ورغم الموافقة المبدئية، طلب فيرنانديز بعض التعديلات المالية، ما يؤكد أن هناك جولة جديدة من التفاوض يُنتظر أن تُحسم قريبًا، مع توقعات بأن توافق إدارة الهلال على هذه المطالب، خاصة في ظل رغبتها الجادة في الظفر بخدمات قائد الشياطين الحمر.
وتأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية واضحة تنتهجها إدارة الهلال لإعادة الفريق إلى الواجهة القارية والعالمية، خصوصًا بعد الموسم الصعب الذي شهدت فيه جماهير النادي تراجعًا في الأداء والنتائج، واقتراب الفريق من إنهاء الموسم دون تحقيق أي لقب، ويرى كثير من المراقبين أن صفقة من هذا العيار ستمنح الفريق دفعة معنوية وفنية كبيرة، كما ستسهم في ترميم وسط الميدان، خاصة مع تراجع بعض الأسماء في الآونة الأخيرة.
ويُعد برونو فيرنانديز من أبرز لاعبي الوسط في أوروبا، حيث يتميز برؤية ثاقبة للملعب، وقدرة استثنائية على خلق الفرص والتسجيل من خارج المنطقة، فضلاً عن شخصيته القيادية التي جعلته يحمل شارة قيادة مانشستر يونايتد في عدة مناسبات، وتفاعلت وسائل الإعلام العالمية مع الأنباء حول اقتراب فيرنانديز من الانتقال إلى الدوري السعودي، حيث رأت صحيفة "ذا صن" البريطانية أن هذه الخطوة تمثل تغيرًا كبيرًا في خريطة سوق الانتقالات، وتدل على مدى الجاذبية المالية والمشروع الرياضي الطموح الذي تقدمه الأندية السعودية لكبار النجوم.
أما جماهير الهلال، فقد انقسمت تعليقاتها بين من يرى أن فيرنانديز سيكون الإضافة المثالية للفريق، وبين من يطالب بتعزيز مراكز أخرى في الفريق قبل التوقيع مع نجم عالمي، ولكن يبقى القاسم المشترك هو التفاؤل العام بأن النادي يسير بخطى ثابتة نحو موسم مختلف، ومن جهة أخرى، يسعى الهلال لإنهاء الموسم الحالي بشكل مشرّف، بعد تحقيقه فوزًا مثيرًا على نادي الرائد بنتيجة 5-3 ضمن منافسات الجولة الـ30 من دوري روشن، في مباراة أظهرت مدى القوة الهجومية للفريق، لكنها كشفت في الوقت ذاته عن بعض الثغرات الدفاعية التي تحتاج إلى إصلاح قبل بداية الموسم المقبل.
ويرى محللون أن وجود برونو فيرنانديز قد يغيّر شكل الفريق تمامًا، إذ سيضيف بعدًا تكتيكيًا مهمًا في بناء اللعب وربط الخطوط، ما قد يمنح المدرب خيارات متعددة للعب بأساليب متنوعة تتناسب مع تحديات البطولات المحلية والقارية، وولد برونو ميغيل بورخيس فيرنانديز في سبتمبر 1994، وبدأ مسيرته الاحترافية في البرتغال قبل أن يخوض تجارب مهمة في الدوري الإيطالي ومن ثم ينتقل إلى مانشستر يونايتد في يناير 2020 قادمًا من سبورتينغ لشبونة، في صفقة أحدثت ضجة حينها.
ومنذ انضمامه إلى يونايتد، لعب فيرنانديز دورًا محوريًا في الفريق، سواء من حيث الأهداف أو صناعة اللعب، وتمكّن من أن يصبح قائدًا للفريق في فترة قصيرة، وهو ما يعكس مكانته داخل غرفة الملابس وخارجها، وتأتي صفقة فيرنانديز ضمن سياق أوسع من التحركات السعودية لجذب أبرز نجوم كرة القدم العالمية، بعد نجاحات سابقة مثل انضمام كريستيانو رونالدو إلى النصر، وكريم بنزيما إلى الاتحاد، ونجولو كانتي إلى نفس الفريق، وروبن نيفيز إلى الهلال.
وتمثل هذه الصفقات انعكاسًا مباشرًا لخطط رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تحويل الرياضة إلى قطاع حيوي يسهم في التنويع الاقتصادي ويعزز من مكانة السعودية كمركز رياضي عالمي، ومع اقتراب موسم الانتقالات الصيفي، يترقب الشارع الرياضي السعودي والعالمي الإعلان الرسمي عن الصفقة التي قد تغيّر ملامح دوري روشن بشكل كامل، وتمنح نادي الهلال دفعة جديدة في مسيرته نحو البطولات، ويبقى السؤال الأهم: هل ستكون هذه الصفقة هي بوابة العودة الحقيقية للهلال إلى منصات التتويج المحلية والآسيوية؟
